بقلم / حمدي البابلي

وفى أيام العيد اعتل القلب الكميد من تصريحات الوزير العميد ، فلم نكن قد استفقنا بعد من حزننا على لوعة أصحاب المعاشات وحيرتهم التى ذهبت بلبهم قبل حلول العيد ، الا وامتدت سحابات الاحزان الممزوجة بغضب فوهة البركان من تصريحات وزير التعليم لعموم الاقليم حين نعت أصحاب رسالات الأنبياء بجرم مبين ، لم يسبقه غيره فيه فى الاولين والآخرين ، حين بات المعلمون فى نظره لصوص ،استباحوا ماليس لهم كالغزاة من التتار والهكسوس ، وكأننا فى عرفه جيش من المحتلين الغاصبين للمؤسسات والدواوين ، فانتقص من قدرنا واهدر البقية الباقية من مجمل كرامتنا التى عبث بها وزراء سابقون اختاروا من زينة الدنيا كنوز المال لهم وحدهم وحاشية ديوانهم ثم تفرغوا للسب والتنكيل للبنين من عمالهم .

وفى الزمن الردىء تقلب الأشياء فى الإنسان والحيوان والجماد على السواء .

ولو تيقن السيد الوزير من رصيد بنوك معلوماته ، لتصدرت آهات وصرخات المعلمون أولى صفحاته ، ولاخبرته إدارة المعلومات ان وزارة التربية والتعليم تحتل المرتبة الثانية فى رصيد إعداد الشهداء بعد وزارتى الداخلية والدفاع ، حين يتساقطون صرعى للمرض وحوادث الطرق أثناء الامتحانات العامة وساحات المدارس التى أصبحت معتركا بعض فوضى القرارات الوزارية التى انصفت الطالب على المعلم ، فقلبت الأشياء فلم نعد ندرى ماهى الثوابت من المتغيرات على حساب المبادىء والقيم والأخلاق !

حتى أصبحت قاعدة الهرم التعليمى مزبلة كبرى حين تسقط القرارات والمنشورات التى كبلت وقيدت واثقلت المنظومة التعليمية برمتها ، فلم تترك مساحة لحرية الفكر والإبداع للقيادات الوسطى اعمالا لمبدأ اللامركزية فى اتخاذ القرار وكسرا لقوالب المركزية الجامدة والحاكمة .
مليون وسبعمائة الف معلم يريد السيد الوزير ان يستغنى عن 80% منهم ليكتفى ب340الف معلم على مستوى الجمهورية !

مبررا ذلك بالتهام المعلمين لاغلب وجبة الميزانية الدسمة والتى تقدر ب80 مليار من الجنيهات ، تستنزف ب70 مليارا للمكافآت والرواتب والعشرة الباقية للكتب وامتحانات الثانوية العامة والأبنية التعليمية !

ولايدرى السيد الوزير ان نصف هذه الميزانية يلتهمها الكبار اذا ماقورنت نسبتهم من حصيلة المكافآت والرواتب بما يحصل عليه بقية المعلمون !

السيد الوزير لايدرى ان المعلمون ينفقون من مالهم الخاص على أنشطة مدارسهم ودفاتير تحضير دروسهم ونفقات مواصلتهم العامة عند تكليفات الامتحانات !

السيد الوزير لايدرى ان التعينات قد توقفت من سنوات فى وجه خيرجى كليات التربية ، بقرار سياسى فى الاونة الأخيرة وقبل انتخابات الرئاسة والنواب تم تعيين 30 الف معلم على مضض من رئاسة الحكومة !

السيد الوزير بتصريحاته التى جانبه الصواب فيها فى أيام الله المباركات يريد ان يتخلص من معظم المعلمين بينما تشير مدلولات الأرقام عن عجز صارخ فى بعض المحافظات ، مع تدنى الخدمة التعليمية وعدم بناء المدارس التى تم هدمها لتزداد كثافة الفصول بعد تحميل المدارس التى تم هدمها على مدارس أخرى .

السيد الوزير يحاول ترقيع الثوب المهلهل لوزارته ولو امعن النظر لادرك انه لم يعد هناك مساحة للمزيد من الرقع .

سيادة الوزير إذا أمرت ان تطاع فأمر بما يستطاع ، فالحال يرثى له ولاتزد الطين بلة ، وحاول ان تتقدم خطوة لتحتل الرقم 140 من 144دولة فى تقييم جودة التعليم .

سيدى الوزير انت تنسف جهود سنوات من نضال المعلمين لتحسين رواتبهم المتدنية للغاية والتى لاتفى حتى لاديم العيش بستر من كرامة .

سيدى الوزير ..ماذا يقول عنا الناس بعد تصريحاتك الجائرة فى حق المعلمين بانهم لصوص ، وماذا سيقول طلاب المدارس لمعلميهم داخل الفصول عند اول بادرة عقاب ؟

سيادة الوزير ..انت وقفت محاضرا امام طلابك بالجامعة ولك سلطان القوة فى كبح اى جموح المشاغبة بقاعة الدرس ، وهنا نقول ان الوزير الذى عمل أستاذا بالجامعة لايصلح لان يدير منظومة تعليمية قوامها المدارس ، الا اذا انخرط بين المعلمين وتولى قيادة مدرسة وإدارة تعليمية ، فلا يعرف دهاليز البيت الا أصحابه ، وانتم تفتقدون هذه الخاصية الهامة .

سيادة الوزير …تعلمنا ان السياسة التعليمية ثابتة لاتغيير فيها بتغير الوزاراء ، ومانشهده اليوم من تعدد حقول التجارب على هذا الكيان المنهك والمعتل بمشاكله المزمنة وازماته المتجددة لايبشر بالخير ، سبقك فى ذلك د.فتحى سرور ود. حسين كامل بهاء الدين وآخرون، وثبت فشل ماقاموا به بعد ان تحمل أبنائنا سوء النتائج !

سيادة الوزير قبل التوسع فى المدارس اليابانية يجب التوسع فى بناء المدارس المصرية لتستوعب الزيادة السنوية فى إعداد السكان .

سيادة الوزير اهتم بالتعليم الفنى ، ذلك الكنز الثمين الذى ينتظر من سنوات ان يكتشفه أحد من المخلصين الأكفاء ، ففيه خبرات نادرة وكفاءات قادرة على تحقيق المستحيل ، فهو الامل الباقى لنهضة مصر ودوران عجلة التنمية .

سيادة الوزير دعنى أذكرك بسقطة وزير العدل الذى هوى معها إلى جب النسيان حين اهان الرسول العظيم محمد صل الله عليه وسلم ، والمعلمون ياسيدى الذين كادوا ان يحملوا مرتبة الرسل والأنبياء لايهانوا ولاتنتقص كرامتهم ، فهم من علموك وانت مازلت عودا اخضر، وبلا شك عاقبوك حين الخطأ حتى أصبحت ذو قدر ومكانة ، فهل هذا هو رد الجميل لهم والتخفيف عنهم ومواستهم !

سيادة الوزير تعلم كيف تكون سياسيا عند تمرير القرار ، اسأل وابحث واستنبط ولا خاب من استشار .

لنتيجة تنسيق الجامعات اضغط هنا

لتحميل الكتب المدرسية اضغط هنا

لنتيجة الثانوية العامة اضغط هنا

للجامعات الخاصة المعتمدة ومصروفاتها اضغط هنا

روابط نرشحها لكم

نتائج الامتحانات عام وأزهر جميع المحافظات اضغط هنا

نتيجة الثانوية الأزهرية اضغط هنا

دليل تنسيق الثانوية الأزهرية والحد الأدنى اضغط هنا

لنتيجة الدبلومات الفنية اضغط هنا

لتنسيق القبول بالثانوية للعام الجديد

للإطلاع على أخبار محافظتك اختر المحافظة من الجدول