اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

إشكالية العولمة والهوية والشخصية القومية المصرية

أ.د محمد إبراهيم طه
كلية التربية – جامعة طنطا

يقصد بمفهوم الشخصية القومية الشخصية المحتمل أن تطبع أساليب الحياة الفريدة التى توجد لدى شعب من الشعوب ، ومن خلال الثقافة ينتج كل مجتمع بشخصية ثقافية خاصة، تتمثل فى مجموع الأساليب التى يمارس بها حياته بصفة عامة، وتشمل العادات والتقاليد واللغة والتراث والإنتاج الفكرى والأدبى والفنى، والتى يجد فيها وسائله المفضلة للتعبير عن الذات .

وتعد الهوية أحد مكونات الشخصية الوطنية ، يجعلها تدور فى جوهرها حول إحساس أفراد المجتمع بأن هناك إحساساً وخصائص تربط فيما بينهم وتميزهم عن الغير، فمفهوم ” الهوية” من المفاهيم المرتبطة بالشخصية وتعرف على أنها عنصر من عناصر استمرار الشخصية.

وتميز المصرى بكونه متديناً وطيباً وفناناً وساخراً وعاشقاً للاستقرار وأرت الطبيعة على الشخصية المصرية وتركت بصماتها عليهما فى صورة تميل إلى الوداعة والطمأنينة والهدوء وطول البال، والدعابة والمرح والتفاؤل والوسطية وحب الحياة، وقدرة هائلة على التكيف مع الظروف والابتعاد عن المغامرة أو المخاطرة والخوف من الجديد.

وسرعان ما تغير نمط الشخصية وحدثت تشوهات فى سمات الشخصية ربما لظهور ظروف ضاغطة وسيئة فى فترات متعاقبة أو نتيجة لتداعيات العولمة وانتشار ثقافات جديدة وافدة والتدافقات الإعلامية والاختراقات الثقافية ، فانتشرت الرشوة بشكل وبائى فى المجتمع المصرى، وظهور شخصية المصرى الفهلوى الذى يتسم بالتكيف السريع والقدرة على التكون مع المواقف المختلفة ، والإلحاح على إظهار القدرات، والعلاقات الملتبسة مع السلطة، والإسقاط والتهرب من المسئولية، والفردية وعدم التوافق مع العمل الجماعى، والحرص على الوصول إلى الغايات بسرعة ومن أقصر الطرق.

ولعبت العولمة دورها أيضاً فى انقسام الشخصية المصرية وتفكيكها وتفكيك أنماطها الفرعية، وسطوة القيم التجارية، وشكلانية الدين من خلال الاهتمام بالمظهر الدينى أكثر من السلوك. ولعل السبب الأكبر فى ظهور هذه الصفات الجديدة فى المجتمع المصرى هو ” العولمة ” التى أحدثت دوامة من التغير السريع الشبيهة بالإعصار وما تخلفه من أزمات اجتماعية واقتصادية كبيرة.

فظهرت العديد من التوجهات الدينية الاستقطابية التى لا تعترف بالآخر المختلف ، وتميل إلى تكفيره أو استبعاده، وانتشرت الثقافة السمعية والبصرية فى الشخصية المصرية وضعفت عادة القراءة لدى عموم المصرين وصارت الثقافة المصرية فى أغلبها سماعية انطباعية انفعالية سطحية.

وبالتالى حدثت تغيرات فى السمات. الأصلية للشخصية المصرية ودعمها الانفتاح الاقتصادى، وما تبعه من تنامى القيم الاستهلاكية والرغبة فى الثراء السريع وشيوع قيم الخفة والفهلوة وانتهاز الفرص.

وأصبح الحفاظ على الهوية الثقافية من أقوى التحديات المطروحة وصاحبها عدم قدرة على اختيار المستقبل والإحساس بالاغتراب وانعدام الهدف وعدم القدرة على اختبار المستقبل المهنى واضطراب الشخصية وظهرت أزمة الهوية كنتيجة لعمليات التحديث التى يصاحبها تغييرات اجتماعية سريعة تساعد على إحداث خلل فى القيم المنتشرة داخل المجتمع.

ويظهر مما سبق أن الشخصية المصرية تسير على منحدر فى بعض من سماتها، حيث يبدأ المنحدر فى أعلاه بصفة إيجابية ثم يتدرج إلى أن يصل إلى صفة سلبية، فمن التسامح إلى التساهل إلى التحرر، ومن الكرم إلى الإسراف إلى البذخ، ومن حب الاستقرار إلى فرط الاستقرار إلى الجمود، ومن الصبر إلى الرضا بأقل القليل إلى التسليم، ومن حب الحياة إلى الترف إلى الكسل.

ولكن كيف يمكن الخروج من أزمة الشخصية المصرية وما أهم الجوانب المطلوب تواجدها لبناء ما يسمى بسياسات المواجهة لتيار العولمة هذا ما سنتناوله فى المقال القادم بإذن الله.

لنتيجة تنسيق الجامعات اضغط هنا

لتحميل الكتب المدرسية اضغط هنا

لنتيجة الثانوية العامة اضغط هنا

للجامعات الخاصة المعتمدة ومصروفاتها اضغط هنا


روابط نرشحها لكم

نتائج الامتحانات عام وأزهر جميع المحافظات اضغط هنا

نتيجة الثانوية الأزهرية اضغط هنا

دليل تنسيق الثانوية الأزهرية والحد الأدنى اضغط هنا

لنتيجة الدبلومات الفنية اضغط هنا

لتنسيق القبول بالثانوية للعام الجديد

للإطلاع على أخبار محافظتك اختر المحافظة من الجدول

القاهرة

الإسكندرية

الشرقية

الجيزة

الغربية

المنوفية

القليوبية

البحيرة

كفر الشيخ

البحر الأحمر

الوادي الجديد

السويس

أسوان

أسيوط

قنا

سوهاج

الفيوم

المنيا

شمال سيناء

جنوب سيناء

بني سويف

بورسعيد

الدقهلية

مطروح

الأقصر

دمياط

الإسماعيلية

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة