اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

معادلة الطالب (+) النشاط (-) الإنتباه

علا العلمى
بقلم : علا العلمى
خبيرة تنمية بشرية وتطوير الذات
استشارية أسرية وتربوية

                  تعتبر مشكلة نقص الإنتباه وزيادة النشاط من المشكلات التي تشغل الأباء والمعلمين على حد سواء وهى تظهر غالباً في المراحل المبكرة من التعليم بصفة خاصة حيث أظهرت الأبحاث أن أعراض تلك المشكلة تبدأ لدى من هم قبل سن الرابعة ( حوالي 59 % من الحالات ) وتمتد الى المراحل المتقدمة بعد ذلك ولكنها تأخذ أشكال مختلفة .
         وتؤدي هذه المشكلة إلى مشكلات متنوعة في إدارة الفصل أو مما ينتج من أخطار على الطفل زائد النشاط وكذلك تؤثر على تحصيله الدراسى . وعلينا أن نتعرف على صفات صاحب هذه المشكله ليسهل علينا علاجه أو اتباع طريقة للتعامل معه تفيده وتفيد من حوله .
                يتصف الطفل الذي لديه هذه الحالة بعدم الإنتباه والإندفاعية والنشاط الزائد وتظهر المشكلة في المواقف المختلفة سواء في المنزل أو فى المدرسة وتمتد معه فيما بعد فى بيئة العمل كذلك في المواقف الاجتماعية ولكن بدرجات مختلفة على حسب الموقف . وبعض الحالات تبدو منها علامات هذه المشكلة في موقف واحد وتزداد الحالة سوءاً في المواقف التي تحتاج إلى انتباه زائد مثل الفصل .

وتظهر سلوكيات هذه المشكلة فى عدة صور :
                 – بالنسبة للصغار يكون دائم الفرك بيديه أو رجليه أو يجد صعوبة في أن يبقى في المقعد فترة قصيرة وغالباً يحدث ذلك أثناء شرح المدرس مما يثير غضبه ويقلل من انتباه طلاب الصف .. أما الكبار ستجدهم دائماً يشعرك بعدم الارتياح فى مكانه ويريد تغييره او الإنصراف .
                – تجد أنه دائم الإلتفات لما يحدث خارج المكان الموجود فيه سواء فى حجرة الصف او فى المنزل فهو يتشتت انتباهه بمثيرات خارجية ويعتقد أنه ينبه الأخرين الى شىء مهم لم ينتبهوا له مما يسبب ازعاج لمن حوله ويعتقدون أنه يضيع وقتهم بالإنصرف عن شىء غير مفيد.
               – يحب دائماً ان يسابق غيره من أقرانه فى الحصول على الشىء وأن يجربه قبلهم حيث تجده من الصعب عليه أن ينتظر حتى يأتي دوره في ممارسة الألعاب أو الأنشطة الجماعية .
                – وهناك من تجده يسارع إلى الإجابة على الأسئلة قبل أن يكملها المعلم على طلابه فهو يشعر أنه عليه الإجابة قبل غيره وعدم انتظار استكمال صيغة السؤال من المعلم مما يسبب ازعاج زملائه منهم وعدم قدرتهم على المتابعة أثناء وجوده معهم وكذلك المعلم يشعر بالإنزعاج وأن سلوكه فيه عدم احترام لمقاطعته أياه مما يعرضه للعقاب.
                – كذلك تجد من يعانى من النشاط الزائد أنه يجد صعوبة فى اتباع التعليمات والتوجيهات من الكبار مما يسبب له مشكله وتعرضه للعقاب وقد تمتد معه عندما يكبر فنجده لا يهتم بإتباع القوانين ويحاول ان يخرقها بأى شكل مما يعرضه للمساءلة القانونية على اختلاف صورها .
                 – نجده أثناء اللعب يكون صوته عالِ لا يحافظ على هدوء المكان ولا يكترث بإنزعاج الاخريين منه .
                – يتكلم بشكل زائد ويقاطع الأخرين اثناء حوارهم معه او مع غيره فتجده يتدخل فى شؤون غيره من اقرانه واذا حدثه أحد يبدو عليه انه لا يستمع الى ما يقال له فهو دائم الحركة لا ينته لمن حوله .
               – ومن السلبيات أيضاً لمن يتصف بالنشاط الزائد عند الصغار غالباً يفقدون الأشياء الهامة المتعلقة بالواجبات أو الأنشطة التي يقوم بها في المدرسة أو البيت لأنه ليس مهتم فقط وانما لأن حركته الزائدة تمنعه من الإنتباه لواجباته .
              – يحب دائماً الأنشطة المؤذية لبدنه دون أن يعتبر ما يترتب على ذلك من آثار فمثلاً ( فنجده يجري في الشارع باندفاع دون أن ينظر حوله أو ان يتسلق مكان مرتفع او ان يجلس دون اكتراث على أماكن مرتعة او على أسوار المبانى).
وهناك الكثير والكثير من الصفات التى تجدها عند من يعنى من النشاط المفرط الزائد عن الحد الطبيعى والذى يعقبه من نقص انتباه وتشتت لأمره مما يعرضه لكثير من النقد والإنزعاج من الأخرين له .
                    

              –  وعلينا نحن كتربويين أو أباء أن نتعلم طبيعة هذا الطفل لنتعامل معه بشكل يقلل من المشكله لديه ويحسن من أدائه فيما بعد وهناك طرق علاج متنوعة لمثل تلك المشكلة منها :

                 – العلاج الطبي وذلك بإعطاء جرعات من الأدوية التى تهدىء من الحركة ولكن اثبتت الدراسات عدم فعاليته بالشكل المطلوب وقد تؤثر على صحته فيما بعد ولا أنصح به .

                 – العلاج الغذائى وذلك بمنع الاطعمة التي تزيد من النشاط لدى الطفل مثل الحلوى التي تزيد الطاقة لديهم أو الأطعمة الجاهزة التى تؤثر على هرمونات الطفل ولكن هذا النوع من العلاج لم يحقق نجاح فى استخدامه لعدم قدرة المسؤلين عن الطفل من متابعة غذائه بإستمرار أو منعه مما يحب .

               – ومن طرق العلاج ايضاً طريقة التعلم بالنموذج وهو من الأساليب الهامة في علاج السلوك والمقصود به تقديم نموذج توضيحي للسلوك المرغوب بطريقة صحيحة ويتم جذب انتباه الطفل لمتابعة الاداء ثم يطلب منه ان يحتذيه وهذا الأسلوب يتطلب ابراز القدوة فى حياة الطفل وخاصة من المقربين له مثل الأب و الأم ومن الضرورى ألا يأمر المعلم أو الأباء الطفل بسلوك معين ويأتى بغيره مثل أن يقول له أن الكذب حرام أو لا تكذب علىّ وقل الصدق وعندما يتصل به احد يقول له قل له انى لست موجود مما يجعل الطفل يفقد القدوة فى حياته .

              – وهناك العلاج السلوكى وهذا ما أنصح به ويعتمد على مجموعة من الاساليب التي تهدف الى زيادة معدل ممارسة السلوك المرغوب فيه أو تعليمه سلوكاً جديداً أو خفض معدل ممارسته لسلوك غير مرغوب فيه.

             – ومن اكثر الاساليب شيوعاً في مجال العلاج السلوكي :
التعزيز :وهو ( دعم السلوك والعمل على تقويته ليتكرر ) والمقصود هنا التعزيز الايجابي وقد يكون مكافأة مادية او تقديراً اجتماعياً.ويجب ـن يراعى أن يكون المعزز المستخدم مرغوب ومحبب للطفل وأن يكون قيمة تحددها ما يبذله الطفل من جهد للحصول عليه و ان يكون فورياً بمعنى أن تمنح مكافأة فور ظهور السلوك المرغوب حتى لا ندعم سلوكا عارضاً غير المرغوب فيه وأن يبدأ التعزيز مستمراً بمعنى أن لكل استجابة مكافأة ثم يكون متقطعاً ويعتبر العلاج السلوكي هو أنجح اسلوب في علاج النشاط الزائد لدى الاطفال بالإضافة الى ما سبق عرضه فى المقال وذلك على حسب كل حالة وشخصيتها التى تختلف عن غيرها .

وفى انتظار مشاركتكم بخبراتكم فى مثل تلك المشكلة للوصول الى عام دراسى خَالٍ من المشاكل .

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة