اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

الموسوعة العلمية

الأسطورة واللاشعور الجمعي .. اللغة والرمز والأسطورة والحلم

مدرسة التحليل النفسي أسّست على يد العالم سيجموند فرويد، تقوم بتفسير السلوك الإنساني تفسيرًا جنسيًا، وتعتقد أن الجنس هو الدافع وراء كل شيء، وتعد نظرية التحليل النفسي العقائد والقيم حواجز تقف أمام إشباع الرغبات، مما يسبب للإنسان أمراضًا نفسية

 ويعتقد فرويد أن كل سلوك يصدر عن الإنسان هو سلوك مدفوع، بالإضافة إلى الأفعال الإرادية التي توجهها الأمنيات والدوافع، هناك أفعال غير إرادية، فكل هفوة ترضي التمني، وكل نسيان مدفوع من رغبة إبعاد شيء

 ويفترض فرويد وجود غريزتين وهما غريزة الحياة والموت، ينطوي فيهما كل ما يصدر عن الإنسان من سلوكيات، فغريزة الحياة تتضمن مفهوم اللبيدو، وغريزة حفظ الذات، أما غريزة الموت فتمثل العدوان الموجه

وقد عكف علم النفس على دراسة الشعور مدة طويلة، وفسَّر جميع الظواهر النفسية على أساس الشعور حتى أواخر القرن الماضي حينما بدأ الباحثون في الطب النفسي يواجهون مظاهرَ وحالات توحي بأن في النفس طبقات عميقة لا يصل الشعور إلى عمقها، وإنما هي خارج أعمق أعماقه

عناصر البحث

فيما يلي سوف نعرض محاور موضوعنا:-

  • المحور الأول : تعريف اللاشعور واللغة ؟
  • المحور الثاني : متى نشأه الرمز ؟
  • المحور الثالث : ما الفرق بين اللغة والاسطورة والحلم ؟
  • المحور الرابع : ما هي الأسطورة وما وظائفها ؟
  • المحور الخامس : ما هى علاقه التحليل النفسي للأدب ؟

عرض البحث

المحور الأول : تعريف اللاشعور واللغة ؟

يرى فرويد أن مفهوم اللاشعور عبارة عن وعاء يشتمل على الذكريات المهدِّدة للعقل الواعي ويخزن فيه كلّ الخبرات والدوافع والغرائز التي لا نستطيع الوصول إليها، ويجب أن تدفع وتطرد بعيدًا، مثل المشاعر الجنسية والعدوانية نحو أحد الوالدين وآلام الطفولة المنسية والإساءات و الحاجات والدوافع التي يكون الأفراد غير واعين لها

طبقة اللاشعور هي طبقة عميقة غاية العُمق، خفية عن الشخص غاية الخفاء، وهي زاخرة بالمُحتويات العقلية من أفكار ورغبات وجميعها تتَدافع وتُلحُّ لكي تبرز إلى الشعور، ولكنها لا تستطيع ذلك إلا إذا دخل عليها تغيير أساسي، كما أنَّ صاحبها لا يستطيع أن يَذكرها ويُبرزها إلى شعوره بأي مجهود عادي يبذله، وهي بالرغم من هذا كله ذاتُ أثر كبير جدًّا في توجيه سلوكه وتكييف شخصيته، فهذه الرغبات المَخفية تستطيع من مكمنها أن تؤثر في تصرفاته آثارًا ربما لا تستطيعها رغباته الواضحة التي يشعر بها ويعرفها

وإذا كان التحليل النفسي هو العلاج بالكلام فان اللغة والسرد هما الأساسيات التي يقوم عليها، بمعنى أن التحليل النفسي هو تسريد نقوم بوساطته بحكي و شرح أفعالنا وكيف أن الحقائق التي نخبرها تتوافق مع ما نقوم به وكيف قمنا باختياراتنا وبدائلنا. يتعامل التحليل النفسي إذن مع اللغة ومع التأويل، انه يقدم مقاربة هامة لهيرمينوطيقا الشك : فكرة أن هناك حوافز ومعاني تتخفى خلف معان أخرى

قدمت “اللاكانية التي تطورت في ستينيات القرن الماضي نفسها بوصفها مادة قراءة حديثة للأعمال الفرويدية بالذات” وكانت ترى “أن اللاوعي مبني كاللغة وهذه إحدى أهم الاكسيومات المشهورة المقترحة من طرف جاك لاكان (1901-1981) أما الثانية فهي أن اللاوعي هو خطاب الآخر، الأمر الذي يسمح بأن نرى الذات “الأنا” تتكون مثل خطاب مستحيل “. كان لاكان يرى أن الاستعارة والمجاز والكناية جوهرية للتحليل النفسي ويؤكد لاكان في الكتابات Ecrits:“إن ما تكشفه تجربة التحليل النفسي هو بنية اللغة بكاملها”.” ولقد تحولت اللغة على يد لاكان من “وسيط” بين اللاوعي والعالم العلاجي الى شيء يُعرف اللاوعي نفسه

المحور الثاني : متى نشأه الرمز ؟

الواقع أن طريقة الرمز ليست أسلوبا خاصا بالأحلام وإنما هي طريقة عامة في كل ما يتعلق باللاشعور… فكم من الأناشيد الشعبية والأساطير والكلمات المأثورة والنوادر الدارجة على الألسن من رموز وكنايات تفوق ما يوجد في الأحلام

إنّ محتوى اللاّشعور هو في الوقت نفسه الأكثر إبهاماً والأكثر ألفة، الأكثر خفاءً والأكثر قسريّة وجبريّة وفردانيّة ومفاجأة، وهو الّذي يولد الحصر الأكثر وحشية كما يولد الأمل الأكبر. وهو غير محدد بزمان ومكان أو تتابع منطقي من الأحداث كما هو الحال في حياتنا الواعية. ودون أن ننتبه، يقودنا اللاّشعور إلى الأزمنة الأكثر قدماً في حياتنا، وهكذا يبدو التَّموضع الغريب أو البعيد جدّاً في الزّمان والمكان، والذي هو مع ذلك أليف جداً. إنّه موضع يُعاد تأليفه باستمرار وإن كان الأمر يتمّ بلغة لم نعد نألفها، إنّها الرموز التي تحملنا إليها الحكايات الشَّعبيّة والأساطير ومن خلفهما الأحلام. إنّها رحلة للنفس في مهاوي مملكة اللاَّشعور. ذلك أنّه، وفقاً لـ”لاكان”، من المستحيل أن “نقول كلّ شيء” لأنّ الكلمات تعجز في النّهاية

لا بدَّ أنّ نميز بين الإشارة والرمز. فالإشارة هي دائماً أقل من المفهوم الّذي تمثله، في حين أن الرمز يمثل دائماً ما هو أكثر من معناه الواضح والمباشر. كما أن الرموز هي نتاج الطبيعة والعفوية، إذ ما من عبقري وضع قلماً أو فرشاة في يده ثم قال ” الآن سأبتكر رمزاً ” وما من أحد يتوصل إلى فكرة عقلانية تقريباً عقب استنتاج منطقي أو نية مقصودة ثم يعطيها صيغة رمزية. فمهما تكن الأشراك الخيالية الّتي ينصبها المرء لفكرة من هذا النّوع فإنّها ستظل إشارة مرتبطة بالتفكير الواعي الكامن خلفها، لا رمزاً يلمح إلى ما هو مجهول حتّى تلك اللّحظة.

إن الرمز الجامع (الشّامل) يضرب بجذوره في خصائص الجسد البشري بالذّات، في خصائص الحواس والفكر، وهي خصائص مشتركة بين الجميع، وبالتالي فهي لا تقتصر على الأفراد بما هم أفراد، ولا على فريق محدد منهم. والواقع أن كلام الرمز الجامع قد أتاح للجنس البشري أن يبلور اللّغة الوحيدة المشتركة بين سائر البشر. لكن البشرية ما لبثت وأن نسيت ذلك الكلام قبل أن تتمكن من الإرتقاء به إلى حيز الكلام الاصطلاحي الجامع

المحور الثالث : ما الفرق بين اللغة والاسطورة والحلم ؟

بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، نشعر كلّ الشعور بأن الأحلام، كما الأساطير، سواء أكانت موضع تجاهل أو إزدراء أو احترام، تنتمي إلى عالم لا علاقة له إطلاقاً بفكرنا المنطقي.

إذ نجد في الواقع أنّ بعض الأحلام تشبه الأساطير سواء من حيث شكلها أو من حيث محتواها، وإذا كنا نعتبر في حياة اليقظة أنّهما طائفتان متباعدتان لا علاقة لإحداهما بالأخرى، فإنّ ذلك لا يحول بيننا وبين أن نبتدع، أثناء حياة النوم، مثل هذه النَّواتج الّتي تشبه الأساطير، ففي الأسطورة نجد أحداثاً دراماتيكّية لا يمكن أن تحصل في عالم يخضع لقوانين الزّمان والمكان، نجد بطلاً يموت ويحيًّا، وطائراً أسطورياً يحترق ويولد من رماده، وطبيعي أن تكون الشّعوب المختلفة قد ابتدعت أساطير مختلفة تعود إلى جذر سيكولوجي واحد، هو صدمة الوعي بالعالم وقلق التعامل مع أحداث مجهولة، مثلما أنّ الأشخاص المختلفين يبصرون أحلاماً مختلفة. وإن كان هناك علاقة تجمع بين التّصورين، نجده في اللغة التي تعبر عنهما كليهما، اللّغة الرمزيَّة.

والواقع أنّ الأحلام والأساطير تشكلان رسائل هامة ترسلها ذواتنا إلى ذواتنا. فإذا كنّا لا نفهم تلك اللغة الّتي كتبت بها، فلا بد أن تنشأ ثغرة هائلة و فاغرة في صلب عالم الأشياء التي نعرفها والّتي نتحدث عنها طيلة تلك الساعات الّتي نعلّق خلالها تعاملنا مع العالم الخارجي

إنّ اتحاد الحقيقة العقلية وغير العقليّة لا نجده وفق يونغ في الفن بمقدار ما نجده في الرمز بحد ذاته، ذلك أن جوهر الرمز أن يحتوي على العقلي وغير العقلي كليهما. فهو دائماً يعبر عن أحدهما من خلال الآخر، لأنّه يشتمل عليهما كليهما من دون أن يكون أياً منهما، وتكونه يعتبر من أهم وظائف اللاشعور الخفي بمعناه الجمعي. والرموز تنبع من اللاوعي، وإبداع الرموز هو الوظيفة الأهم للاوعي.

وفي الأحلام، تحدث الرموز بشكل عفوي، ذلك أن الأحلام تأتي من تلقاء ذاتها ولا تخترع اختراعاً ، وهي لهذا السبب، المصدر الرئيسي لمعرفتنا كلها فيما يتعلق بالرموز الّتي قد ترجع بينا إلى الماضي. وتشكل الأساطير بحر واسع لاكتشاف معنى الأحلام. كلّ أسطورة في كل ضمير لا وعي لشعب ما، تعكس ما يعرف بالمثال الجماعي اللاواعي، فهي تارة الدهاء (الشاطر حسن)، الخوف (الغول )، الحبّ (أساطير الحبّ)، القوّة (عنترة)، الجنس (الأمير المغتصب) …….

فإذا ما حفظنا في بالنا أنّ اللاّشعور يحوي بغزارة كل ما ينقص الوعي، وأن له بالتالي منزعاً تعويضياً، فبإمكاننا حينئذ، استخلاص نتائج من الحلم، شريطة ألا ينبجس من طبقات نفسية عميقة بالغة العمق، أمّا إذا جاء بالعكس على هذا النحو الأخير، فإنّ الحلم يحوي كقاعدة عامّة، ما يسمى مواضيع أسطوريّة، أي تداعيات صور وتمثيلات أشبه بتلك التي يصادفها المرء في أساطير شعبه، أو أساطير الشّعوب الغريبة، ففي مثل هذه الحال، يحوي الحلم معنى جمعياً، أي معنى بشرياً عاماً.

إن النّفس البشريّة تبدع في الأحلام رموزاً، وتكون لها بصائر في طبيعة الحياة وشخصيتها الخاصة، وفيها يتجاوز الفرد الأبعاد الضيقة لمجتمعه، ويصبح إنساناً بشكل كامل. وهذا هو السبب في أن اكتشاف فرويد لتفسير الأحلام، رغم بحثه أساساً عن الغريزة الجنسيّة المكبوتة، قد مهد الطريق لفهم الإنسانية غير المستهجنة، والّتي هي فينا جميعاً.

إذ من المعروف دور فرويد الكبير باكتشاف أن تحليل الأحلام يمكن أن يشكل عاملاً رئيسياً لفهم العالم الأسطوري، و كذلك في إعطائه قيمة مهمة لدور الليبيدو المتوجه نحو البحث عن اللَّذة، كنوع من الطّاقة الّتي تشغل الإنسان، والضروريّة لتطوره الجنسي ونمائه العاطفي

المحور الرابع : ما هي الأسطورة وما وظائفها ؟

لقد اكتشف الإنسان بعد مدة طويلة من استخدامه للغة في المجالات النفعية اليومية، مقدرته على التعامل مع اللغة واستخدامها في مجالات غير نفعية وغير مباشرة. وهذا ما قاده إلى إنتاج الشعر وإنتاج الأسطورة، وهما عنصران في نظام رمزي واحد عمل من خلاله على تحويل وموضعة تجربته الانفعالية مع الكون والنفس الداخلية. والإنسان في ترميزه الأسطوري لهذه التجربة، لا يلجأ إلى التحليل والتعليل الخطي المنظم بل إلى إنتاج بنية أدبية تحاول من خلال تمثيلاتها وصورها الحركية إعادة إنتاج العالم على مستوى الرمز، وذلك في وحدات أدبية تعمل على اختزاله ثم إعادة تقديمة للوعي.

وبعض الباحثون المهتمون بالتحليل النفسي يلحون على المحاكاة التي لاحظوها بين الأحداث الخيالية للأساطير والحكايات الشعبية وأحلام اليقظة عند البالغ: إشباع الرّغبات، الانتصار على كلّ المنافسين، تدمير الأعداء، وخلصوا إلى أنّ إحدى متع هذا الأدب تنتج عن كونه التّعبير عن هذا الّذي يُمنع عادة من الوصول إلى الشّعور .

وقد أوضح فرويد، أنّ أهمّ عناصر المضمون الحقيقي لحلم من الأحلام، أو أسطورة من الأساطير، كثيراً ما يُظهر مظهر الجزء غير المهم تقريباً، أو الجزء التّافه من الصيغة الصَّريحة، على حين يظهر الشّيء الّذي يهم حقاً، أنّه ليس له في ذلك إلاّ دور ثانوي ليس غير. ومن هنا يسهل فهم الأساطير من خلال دراسة الحلم، وكما يقول رايك: ” في النّوم والحلم، نعاود القيام بعمل البشرية السّابق، يعيدنا الحلم إلى حالات قديمة جدّاً من الحضارة البشريّة، ويمنحنا وسيلة فهمها بشكل أفضل ” فالأساطير تتبع نفس قوانين الحلم، وهي تعبر عن نفس الرغبات التحريمية، أو نفس النزعات العدوانية.

الفارق الوحيد يكمن هنا، في أن الحلم يبرز الليبيدو الفردي، والأسطورة تبرز ليبيدو الجماعات، إذ أن الأساطير كما يرى كارل إبراهام: هي البقايا المشوهة لتخيلات ورغبات أمم برمتها. هي أحلام البشريّة الحديثة التي امتدت قروناً طويلة. كما يؤكّد يونغ أن الميثولوجيا الفلكية ليست سوى إسقاط السيكولوجيا اللاواعية في السّماء، فالأساطير لم ولن تُبتكر مطلقاً بشكل واع، و إذا ما كنا نريد التوغل في أعماق حضارة مّا، ومعرفة الدَّوافع الخفيّة ، سيتوجب علينا تحليل أساطير هذه الحضارة.

المحور الخامس : ما هى علاقه التحليل النفسي للأدب ؟

طرح التحليل النفسي منذ بواكيره الأولى علاقة قوية مع الأدب يمكن أن نقول أنها افتتان متبادل. وفي الواقع فإننا “إذا ما قرأنا كتابات فرويد الأولى نجد أن الممارسة التحليلية الأولى هي في جوهرها اختبار مبكر للكلام والخطاب”. “لقد أعطت دراسة النصوص الأدبية للتحليل النفسي الوليد فرصة تجاوز التحليل الطبي المحض ليجعل من نفسه نظرية عامة للنفسية والصيرورة الإنسانيين”

التفت فرويد الى الأدب للحصول على أدلة لخرائطه عن اللاوعي ولتوضيح ما الذي وجده هناك، ”ويعتبر اكتشاف عقدة اوديب والتنظير لها المثل الأكثر سطوعا عند فرويد” و سعى التحليل النفسي الى شرح وتأويل الأدب، إلا أن بعض النصوص الأدبية كانت في بعض الأحيان مصادر او أمثلة لمفاهيم التحليل النفسي ذاتها حين ” لعبت دور الوسيط بين العيادة والتنظير بغية بلورة الفرضيات الوليدة وضمانها ولتعميم الاكتشافات المميزة المحددة بالحقل الطبي “

يبدو الارتباط بين الأدب والتحليل النفسي وثيقا، لان التحليل النفسي يرى أن الأدب، والفن عموما، يستمد جاذبيته من قدرته على التعبير عن محتوى اللاوعي بشكل مُقنَّع فضلا عن قدرته على أن يكون “حاملا” للفانتازيا وفي حالة فرويد على وجه الخصوص كان الفن تساميات مقبولة اجتماعيا للرغبة الايروتيكية.

يتعامل التحليل النفسي مع الحوافز، خصوصا تلك المخفية او المتنكرة. وبذلك فإنه يساهم في تفسير وتأويل الأعمال الأدبية على مستويين: مستوى الكتابة نفسها، ومستوى الشخصية ضمن النص. والقراءة هي المستوى المساير لمستوى الكتابة. وبالتالي يمكن للتحليل النفسي إن يلقي الضوء على عمليتي القراءة والكتابة في تجاوبهما مع البواعث والمحفزات التي ليست في متناول التفكير العقلاني دائما.

يتعامل التحليل النفسي مع كثير من العناصر الأساسية في الشعر والأدب مثل الاستعارة والكناية والمجاز المرسل وهي التي تعامل معها فرويد على وجه الخصوص في تأويل الأحلام  ،ومن الناحية البنيوية فان التحليل النفسي يستنبط ويحكي قصصاً، وأنه يتركب حول السرديات والعلاج بالكلام بوساطة اللغة.

يكشف التحليل النفسي تعقيدات النفس البشرية الأمر الذي كان ولا زال مجال انشغال الأدب وقد بدأ فرويد عملا حقيقا في هذا الإطار إلا أن الصلة البنيوية بين الأدب والتحليل النفسي قد تعمقت على يد كارل يونغ الذي يرتبط نظامه عن الأنماط البدائية بالخيال الإبداعي وبالأساطير حين وظف عالمية الأساطير لتوضيح الوعي الجمعي.

النتائج والتوصيات

  • يبقى التأثير الأكبر للتحليل النفسي على الإنتاج الأدبي كان من خلال إضفاء الشرعية الى الأطروحات التي كانت قائمة بالفعل والتي تنادي بالمزيد من التأمل النفسي والمناقشة الصريحة والواضحة للقضايا الجنسية.
  • على الرغم من أن فرويد لم يكن داعيا للإباحية الجنسية فقد اقتصر دوره في هذا المجال على توضيح ثقافته عصره الخاصة التي أخذت الكبت الجنسي الى أقصاه إلا أن دوائر واسعة تعاملت معه بوصفه داعية للحرية الجنسية لائمة او ممجدة
  • غير التحليل النفسي المشهد النقدي و كان النقد الأدبي وبالتحديد على المستوى الأكاديمي الوسيط الرئيسي بين الأدب والتحليل النفسي.
  • يعد “النقد التحليلي النفسي نقداً تأويلياً وشهدنا ظهور مصطلحات جديدة تحدد خصوصية هذا الإجراء مثل نقد نفسي وتحليل نفسي سيميائي وتحليل نفسي نقدي وقراءة نفسية ”
  • يمكن القول إن التحليل النفسي والنقد الأدبي والأدب او النظرية الأدبية قد تضافرت وسعت الى توظيف كل منها في المجالين الآخرين بطريقة متمايزة
  • علينا أن ندرك أن رموز الأحلام هي في معظمها تجليات للنّفس الّتي تقع فيها وراء سيطرة العقل الواعي. لكن المعنى والغائية ليسا امتيازين خاصين بالعقل، بل هما موجودان في كامل الطبيعة  الحية.
  • ليس ثمة فارق من حيث المبدأ، بين النّمو العضوي والنّمو النّفسي. وكما تنتج النبتة الأزهار، كذلك تبدع النفس رموزها. وما الحلم إلاّ دليل عن هذه العملية

المراجع و المصادر

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة