اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

أخبار الجامعات

رئيس رابطة العالم الإسلامي: الفكر عبر حوار يجنبنا الوقوع في فخ الاستفزاز الديني

استضافت جامعة القاهرة برئاسة الدكتور محمد الخشت، رئيس الجامعة، المحاضرة التذكارية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، رئيس رابطة العالم الإسلامي ورئيس رابطة الجامعات الإسلامية حول “مستجدات الفكر بين الشرق والغرب”، بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، وبحضور الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والسفير أسامة نقلي سفير المملكة العربية السعودية بمصر، والدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية، والدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
وقال الدكتور محمد الخشت، إن تواجد الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، داخل قبة جامعة القاهرة له الكثير والعديد من المعاني والدلالات، والتي تستلزم التوقف لتوضيحها وتتمثل في توسيع آفاق التعاون بين جامعة القاهرة والهيئات العالمية الكُبري من الشرق والغرب ليس فقط في المجالات البحثية والأكاديمية والعلوم الطبيعية والرياضية، بل أيضًا في مجال الفكر الإنساني وتجديد الخطاب الديني.
وأكد أن هذا اللقاء يعكس طبيعة العلاقات فوق الاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية لكونها علاقات لا تتضمن الملفات السياسية والاقتصادية وحدها بل هي علاقات تعود إلي وحدة الأصل والدم المشترك، فجدة النبي مصرية وهي هاجر عليها السلام وسيدنا إسماعيل جد النبي محمد نصف مصري لأن أمه مصرية، بالإضافة إلى أن كثيرا من القبائل في صعيد مصر من أصل عربي وتعود أصولها إلى شبه الجزيرة العربية ويرجع نسب الكثير منها للنبي عليه الصلاة والسلام وللصحابة الكرام.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن التعاون بين جامعة القاهرة والهيئات العالمية الكبرى يعكس ما وصلت اليه الجامعة عالميًا في مجال تجديد الخطاب الديني وتأسيس خطاب ديني جديد وظهور تيار إصلاحي عالمي، مشيرًا إلى الدور الكبير للدكتور محمد بن عبد الكريم في تطوير الفكر الاسلامي والقانوني، والإصلاحات المتعددة التي قام بها داخل النظام القضائي السعودي، لافتًا إلى أنه عند تولي الشيخ محمد بن عبد الكريم وزارة العدل قام بتمكين تقنين الشريعة الاسلامية وإصدار أول رخصه محاماة للمرأة السعودية.
وقدم الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، التهنئة للشعب المصري لتولي الرئيس فترة رئاسية جديدة بعد فوزه المستحق في الانتخابات الرئاسية، مؤكدًا وجود إرث كبير من الأفكار والسجالات العميقة وصلت إلى صدامات وصراعات ومحاكمات وحروب على مدار أعوام مضت شرقًا وغربًا وكانت أكثر فظاعة في الغرب بشهادة التاريخ مثل حرب الـ 30عامًا التي مزقت أوروبا وغيرت خريطتها والتي كانت شرارتها الأولي حربا دينية ثم تحولت بعد ذلك إلي حرب ذات مصالح سياسية، إلى جانب الحرب العالمية الأولي والثانية وما ترتب عليها من آثار جسيمه.
وأوضح العيسي، أن السبب الرئيس في الصراعات الفكرية هو الانغلاق والضيق في الرأي الآخر، بالإضافة إلى تضارب المصالح واستهداف الشخصيات الفكرية لأهداف خاصة، مؤكدًا أن الوعي الحضاري يترجم صحيح الدين والفكر من خلال الحوارات التي تُجنب الأفراد من الوقوع في فخ الاستفزاز الديني، وتدني مستوى الوعي في إدارة الجدالات الدينية الفكرية.
وأضاف رئيس رابطة العالم الإسلامي، أن الإنسان ليس معصوما من الخطأ ولا يمتلك الحقيقة المُطلقة، وأن الله سبحانه وتعالي أمر الناس بالإعراض عن الجاهلين، مشيرًا إلى أن مستجدات الفكر الإنساني تتصف بالاستمرار في الحراك والتغيربشكل يومي وهو ما يتطلب التعامل مع هذا التغيير المستمر من خلال إعمال العقل المفكر الذي من شأنه أن يتعامل بشكل سليم مع تلك المستجدات.
وأكد أن الدين كامل لا زيادة عليه، ويتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية المؤكدة، وهو متجدد على الدوام وصالح ومصلح لكل زمان ومكان وأن الاجتهادات الشرعية تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والنيات والأشخاص وذلك باتفاق فقهاء الإسلام، والتجديد في الدين يكون من خلال الاجتهاد في فهم الشرع لتحقيق مصالح الناس وليس تجديد الدين نفسه، وأن الاجتهاد ليس قاصرًا علي أحد دون الآخر أو مكان دون الآخر بل هو واجب شرعي ويجب علي الجميع أن يجتهدوا، لافتًا إلى ضرورة إحياء علوم الدين وتبصير المسلمين بحقيقة الدين والعمل به في ظل غفلة الناس وما احدثه الجهلة من منكر القول، وداعيًا إلي عدم تصدير فتاوي في غير مكانها، ومشددًا أن العصمة تكون فقط لكتاب الله وسنه رسوله.
وتطرق رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، إلى مفهوم العولمة وانفتاح العالم على بعضه وما يشهده من تنوع واختلاف ومحاولات التأثير على البعض من أجل تمرير أجندات فكرية وثقافية لصالح قوي خارجية معينة، مشيرًا إلى تعدد المفاهيم والأعراف والثقافات والحضارات واللغات في الغرب، واختلاف الفكر الفلسفي داخل الدول الأوروبية وهو ما يدل على اختلاف طرق التفكير، ومؤكدًا أن العلمانية تعني أن الدين لا يُسير الحياة العامة في الدول العلمانية، ولا يتدخل في شأن الحياة.
وقال الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، إنه لابد من احترام حق الآخر وعدم المساس بالهويات الدينية لكونها تُمثل خصوصية لأن كل إنسان بداخله فطرة سليمة يجب إخراجها من خلال الحوار وكسب الآخرين والدعوة إلي حب الجميع دون استثناء.
ومن جانبه، قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار، إن المحاضرة الثقافية الدينية التي ألقاها الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسي، بمثابة خريطة طريق استطاع أن يصحح من خلالها مسارا نرجوه جميعًا في أدبيات الفقه والتفكير، موضحًا أن الشريعة جاءت لتحقيق مصالح الخلق أجمعين ودفع المفاسد عنهم من خلال الجهد العلمي الطويل لفقهاء النص الشرعي.
وأكد الحاجة لوجود عقول رشيدة تدرك النص وما وراء النص وأهداف ما وراء النص في إطار منضبط وفق قواعد وأصول، باعتبار أن العقل المنضبط الواعي والمستنير يستطيع أن يواجه قضايا الناس ويراعي في ذلك الأبعاد والسياقات المختلفة، مشيرًا إلى أن الفقه السابق هو فقه رشيد واستطاع العلماء بعقليتهم الفريدة أن يقوموا بحل مشكلات عديدة تناسب عقودهم وأزمانهم، موجهًا الشكر للدكتور محمد الخشت لإتاحة الفرصة له للمشاركة في هذا الحوار الهام.

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة