اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

زهران : الحكومة تعاني من مرض ” فوبيا ” المعلمين …. لذلك لا أمل في الإصلاح !!!

زهران

بقلم / د . محمد زهران

الفوبيا : هو مرض نفسي يُعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها. هذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر ، ويكون المريض غالباً مدركاً تماماً بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه بدون الخضوع للعلاج النفسي لدى طبيب متخصص .

لذلك يندهش زملائي المعلمين ، عندما يجدون في كل تعديل وزاري ، وزيراً للتعليم ليس له صلة بالعملية التعليمية من قريب أو من بعيد ، ويتعشم زملائي المعلمين دائماً ، في أن التعديل الوزاري القادم سيأتي بمعلم على رأس هذه الوزارة المنكوبة !!!

لكن هذا لم ولن يحدث في مصر المحروسة !!!

فالحكومات الفاشلة عبر تاريخنا الطويل ، لا تستطيع العيش في النور ، ولا تستطيع العيش في دولة يسودها العلم والعلماء ، لذلك ستجد أن الحكومات المتتالية ناصبت المعلمين والتعليم العداء ، ودائما قبل أي تعديل وزاري يكون الشغل الشاغل لرئيس الوزراء هو اختيار وزير التربية والتعليم ، بأن يكون له القدرة على تقزيم وكسر هيبة المعلم ، والقضاء بقدر الإمكان على العملية التعليمية دون صدام مباشر مع أولياء الأمور ، وتصدير الصراع المجتمعي ليكون بين أولياء الأمور والمعلمين ، وإحداث حالة من الاحتقان بين أولياء الأمور والمعلمين

فالحكومة تتفضل على المعلم بمرتب ضعيف ويطلقونه على أولياء الأمور لإعطاء الدروس الخصوصية ، ليسد الفجوة بين احتياجاته الأساسية وبين مرتبه الضئيل ، ثم يهيجون الرأي العام ضد المعلمين بتصريحاتهم التي تشعل هذا الصراع

لذلك لا تتعجب عندما تجد أن أول تصريح لوزراء التعليم جميعاً ، يكون ضد المعلمين ليكسب الوزير نقاط سريعة عند من أتوا به ، وأيضاً يشعل فتنة مجتمعية بين أولياء الأمور والمعلم ، لا يختلف الأمر بالنسبة للقيادات العليا والوسطى

فليس التعليم هو هدف هذه النوعية من الحكومات

لذلك فمصر ترقد في المركز قبل الأخير على مستوى العالم في التعليم للعام الرابع على التوالي !!!

ولم تهتز لمسئول شعرة واحدة !! ، بل أعتقد أنهم يباركون لبعضهم البعض على هذه الوكسة وتلك الخيبة اللي بالويبة ، نفس الأمر بالنسبة للقيادات العليا والوسطى في مديريات وإدارات ووزارة التربية والتعليم .

والخوف من المعلمين سببه أنهم تجاوزوا المليون ونصف مليون معلم ، يعملون في 50000 ألف مدرسة و276 إدارة تعليمية و 27 مديرية ، وتسعة آلاف موظف داخل ديوان الوزارة وحدها ، وكل معلم من هؤلاء له أسرة متوسطها عشرة أفراد يؤثرون فيه ويتأثرون به ، أي حوالي عشرة مليون مواطن على الأقل يقرأون ويكتبون ، فالحكومات الضعيفة تخشى من توحد هؤلاء لأنهم لو توحدوا سيطالبون بالإصلاح والتنمية ، والعدالة الاجتماعية والعيش والحرية

والطبيعي أن مثل هذا العدد لو تحرك وطالب بالإصلاح لأحدث طفرة إصلاحية في المجتمع ستضر بالرأسماليين وناهبي ثروات الدولة

لذلك سيزول عجبك الآن عندما ترى على رأس نقابة المعلمين ، هؤلاء الذين تم طردهم من النقابة قبل الإخوان بعدما خربوا النقابة وأضروا بكرامة وهيبة المعلم ، وسيزول عجبك عندما ترى على رأس الوظائف القيادية الوسطى والعليا بالإدارات والمديريات التعليمية ، أكثرهم معروف عنهم الفشل وهذا مقصود ومتعمد !!!

لأن هؤلاء مهمتهم إفشال العملية التعليمية ، ومهمتهم تمزيق وتشتيت المعلمين

فمشاكل الـ 30 ألف معلم مغترب لم يكن مصادفة ، وموضع تهميش خريجي دار المعلمين مقصود ومتعمد ، وعدم تكليف خريجي كليات التربية مقصود ومتعمد ، وتلفيق التهم للإصلاحيين ، وإحالتهم للتحقيق مخطط له وليس بالصدفة ، وكذلك تعيين معلمين في غير تخصصاتهم ورفض تغيير مسماهم الوظيفي عن قصد وعمد ، والإعلان عن مسابقات الوظائف القيادية والتلاعب فيها ، أو إلغائها وتكليف فاسدين وفشلة

فالهدف أن يظل المعلمون على هذه الحالة من التوهان والشتات والجري وراء المطالبة بحقوقهم ، والسعي للبحث عن أبواب رزق أخرى ، والالتحاق بأعمال أخرى أدنى في المجتمع للحصول على الاحتياجات الأساسية ، كل ذلك ليس مصادفة ولكنه مخطط له !!

لذلك فاختيارات القيادات هي اختيارات أمنية وليست فنية ، لذلك لن ينصلح حال التعليم ، فلو كانت هناك نية إصلاح لبدأت الدولة بالمعلم والتعليم ، ولتغيرت وتبدلت أحوال البلاد والعباد ، ولكن هيهات !!!

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة