اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم العام

تقرير | ماذا يحدث بمدارس المتفوقين في مصر ؟

stem

كتب / عبدالله العزازي

تعلّم مهارات تؤهل لكليات القمة.. وخلق عقول متفتحة لدرجة أن الطالب يتعلم من زميله.. ومعامل غير تقليدية تساهم في عمل مشاريع يحتاجها المجتمع.. وطلاب يبيتون في فنادق.. والاشتراك في مسابقات دولية والجوائز بالدولار.. ومنح دراسية وتخريج عباقرة.. لا نتحدث عن جامعات عالمية ولكن هذا يحدث في مصر من خلال مدارس للمتفوقين لا يعلم عنها الكثيرون شيئا.. ولذلك قمنا بزيارة مدرستين للبنين والبنات للتعرف على ما يحدث في تلك المدارس والنظام الذي يعملون به والذي يحتاجه التعليم في مصر كثيرا.. ننقل لكم الصورة من داخل تلك المدارس في السطور التالية…

في البداية يقول الأستاذ سيف سليمان رئيس قسم العلوم ومنسق مادة الكيمياء في مدرسة المتفوقين وجامعة 6 أكتوبر: فكرة مدرسة المتفوقين مبدعة، لأنها تقوم على التكاملية بين المواد المختلفة وتخلق عقلا متفتحا، وهذه المدرسة موجودة منذ 5 سنوات، وقد اقتنعت بالفكرة عندما جاءني تكليف مباشر عن طريق إدارة الجامعة، لأنني طوال حياتي أتعامل مع طلبة الجامعة بنفس الطريقة، فأنا مقتنع بأن القيادات يجب أن تبدأ في تولي مناصبها من سن 20 وحتى 35 كحد أقصى، وقد تم اختيار 20 شخصا لهذه المدرسة، وقبل الافتتاح إلى أمريكا، واجتمعنا مع الخبراء الأمريكان، وطلبوا منا عصفا ذهنيا لكتابة التحديات التي تواجه مصر،  وشاهدنا نظام” Stem” على الطبيعة، ثم بدأنا نصمم المنهج من خلال أستوديو تصميمي للمنهج بما يتواكب مع حل المشكلات، ووضعنا الشكل العام للخطة وقسمناها إلى مخرجات تعليم ومنها مفاهيم ومهارات.

ويضيف قائلا: مدرسة المتفوقين داخلية يبيت فيها الطلاب في فنادق مخصصة لهم، واليوم الدراسي يبدأ الساعة 7:10ص – 7:30ص ثم تبدأ الفترة الأولى وهى الفترة الدراسية لمدة 80 دقيقة، وتختلف عن الحصة العادية التي تصل مدتها إلى 45 دقيقة، وينتهي اليوم الدراسي الساعة 2:50 ما عدا الخميس حيث ينتهي اليوم الدراسي مبكرا بعض الشيء، ليتسنى لنا السفر إلى أهالينا لقضاء الراحة الأسبوعية ونعود إلى المدرسة مساء السبت  لنبدأ اليوم الدراسي الأحد، كما أن لدينا 12 معملا غير تقليدي، وكل معمل منفصل منه معمل ميكانيكا وميكانيكا مواد، وروبوت والكترونيات ووسائط متعددة، ومعمل أساسي تتميز به المدرسة اسمه” فاب لاب” وهو ثاني أكبر معمل في مصر لخدمة مشاريع الطلبة، لأننا نعلمهم أن كل جزئية في المنهج نظرية يقابلها تطبيق عملي، وتعتمد الدراسة على فكرة العمل الجماعي في الفصل، فالطالب يتعلم من زميله أكثر  مما يتعلمه من المدرس، وعدد الطلبة في الفصل الواحد حوالي 25 طالبا، ويقسم إلى مجموعات، وكل مجموعة تتراوح من 3-5 طلاب تقسم بينهم المهام ما بين عارض وميقاتي وباحث ومن يقوم بتسجيل المعلومات وتدور المهام كل مرة فيما بينهم ليتعلموا مهارات كثيرة.

* 25 طالبا في الفصل.. وكل مجموعة 5 طلاب.. والنتيجة

أما عن نظام الامتحان فيقول: ينقسم إلى التقييم التراكمي والتقييم النهائي، فالأول تكون عدد أسئلته من 8-12 سؤالا لتقييم المفاهيم عند الطلبة، فشغلنا كله على الـ” hcq “، وهو عبارة عن مستويات عالية في التفكير، ويوجد نظام” الميد تيرم” للصفين الأول والثاني الثانوي، بجانب عرض  للمشروع، وهو أسئلة غير تقليدية يمنحها الطلبة كلها في وقت محدد أون لاين، ويتم تقييمها من أعضاء هيئة التدريس، والتقييم النهائي يضعه السادة المستشارون عن طريق بنك أسئلة، والتصحيح عن طريق” السكانر” في كل المواد ما عدا الأدب والإنجليزي، فالنظام القائم صارم ورائع، وأغلب الطلاب الدارسين يكونون من أقصى الصعيد ومن مدارس عربية ومدارس لغات ودولية، ويكون الاختيار حسب المجموع، وعدد المتقدمين العام الماضي كان حوالي 4 آلاف طالب، وتم اختيار 150 طالبا في الـ7 محافظات، أي حوالي 1050 طالبا فقط.

أما عن هؤلاء الطلاب المنضمين لتلك المدرسة فيقول محمد ياسر- أمين عام مساعد اتحاد الطلاب-: أنا في الصف الثاني الثانوي ومن سكان منطقة عين شمس، وكنت في إحدى المدارس التي تخرج منها العديد من الطلبة والتحقوا بمدرسة المتفوقين هنا، ولم أحصل أبدا على دروس خصوصية، ومجموعي في الإعدادية كان 99.7%، وفي بداية انضمامي للمدرسة وجدت أن الابتعاد عن أهلي صعب، وكنت أبكي كلما أراهم في الإجازة، لكن ما يهوّن عليّ الموقف أن معي 4 أصدقاء من الإعدادية هنا، وفي البداية دخلنا كورس مع أساتذة من كلية التعليم المستمر التابعة للجامعة الأمريكية والجامعة البريطانية، وكنا نتحدث بالإنجليزية لمدة أسبوعين، وأفادتني هذه الفترة جدا، كما أننا نستخدم اللاب توب، وأكد زميله مصطفى عادل أن الناس تتعامل مع كل طالب من المدرسة على أنه زويل.

طلاب المدرسة يحتاجون إلى دعم..

هذا ما أكده حسام الدين محمد- طالب بالصف الثالث الثانوي- ويقول: أصبحنا 121 والباقي لم يستطع التكيف، وبعد التخرج تقدم مؤسسة مصر الخير 5 منح دراسية للخارج، وفي العام الماضي أقيم معرض إنتل للعلوم والهندسة، وفازت طالبة من مدرسة المتفوقين بالمعادي بالمركز الأول في العلوم البيئية، وأنا نظمت اوليمبياد صغيرة للنشاط الطلابي، فنحن نحتاج للدعم الإعلامي، وقد استطعت الوصول إلى 7 رعاة، وقدمنا 9 جوائز، وأخذنا منحة من إيبكس و500 دولار لأفضل 3 مشاريع، وباقي المشروعات حصلت على200 دولار، وسنقدم ورش عمل لـ 9 مشاريع.

كما يقول محمد خالد- طالب بالصف الأول الثانوي وأمين اللجنة الفنية في اتحاد الطلاب-: أنا من الفيوم وأخي هنا في الصف الثالث الثانوي، وأجلس مع اثنين من زملائي في الغرفة، وتعلمت بشكل شخصي مهارات عن كيفية التعامل مع الناس، وميولي تتغير حسب الدراسة، واحتمال كبير التحق بكلية الهندسة، وأحسن ما في نظام الدراسة نظام البحث في كل المواد التي ندرسها بطريقة تكاملية.

مسابقات دولية عديدة يشارك فيها طلاب المدرسة حيث يقول مصطفى محسن: شاركنا في  مسابقة” أي سويب في تكساس” في مايو 2015 وذلك عن الخلية الشمسية والمواد العضوية، وحصلت على المركز الثالث على مستوى العالم، فأنا أريد الالتحاق بكلية هندسة البترول، فكل ما يتعلق بالثروة المعدنية يستهويني.

كما يقول مهند عمر: المشروع الذي سنسافر به إلى تايوان قمت بعمله أنا وعدد من الطلاب، فكل تيرم نعمل مشروعا عن مشكلة في مصر، ومشكلة التيرم الأول عن مصادر المياه، وفكرنا بدلا من أن نعتمد على مياه النيل فنحن لدينا موارد بحرية مثل البحر الأحمر والمتوسط، وعملنا تصميما جديدا عن تحلية مياه البحر، فاستغلينا ضغط الهواء من فوق المياه، واشتركت في مسابقة علمية اسمها ( بلاست اوف)، والعام الماضي حصلنا على المركز الأول في مجال الروبوت والهندسة الميكانيكية وتأهلنا لتمثيل مصر في مسابقة تايوان.

وفى النهاية يعلق حمادة( )- مدير مدرسة المتفوقين بـ6 أكتوبر- قائلا: أغلب الطلاب من مدارس حكومية، وشهادتنا هي شهادة الثانوية العامة للمتفوقين في العلوم والتكنولوجيا، ولنا مقاعد معينة بنسبة معينة مع تنسيق الثانوية العامة، وهنا في المدرسة مستوى الطموح عالي جدا، لذلك فالدراسة يجب ألا تكون تقليدية، وعند اختيار أي طالب يقيم في الفندق والمدرسة، وفكرة” Stem” رائعة” وإذا حدث توسع لها ستكون فكرة عبقرية، وهناك منحة أمريكية قدرها 25 مليون جنيه، وفكرة Stem ليست مرتبطة بالتفوق، لكن التفوق خدمها جدا، فجودة التعليم تحتاج إلى إعادة نظر، فالطلاب قدراتهم عالية جدا، ونحتاج مدرسين أقوياء في مادتهم العلمية.

ذهبنا بعد ذلك إلى مدرسة الفتيات المتفوقات بالمعادى..

فقابلنا إنجي رأفت الحسينى- طالبة بالصف الثالث الثانوي-: عندما علمت عن المدرسة وضعت هدفا أمامي وهو الالتحاق بها، واشتركت في الانتل سيف ومسابقة”  young women  innovation   challenge”، وكان مشروعنا عمل نظام تأمين لحماية العمال في المصانع، والجزء الثاني كان تأمينا ضد الحرائق في مرحلة مبكرة حتى لا تصل للاشتعال

أما شهدان هشام- طالبة بالثالث الثانوي-: دخلت مسابقة Techgirls exchange programme ، وكل دولة يمثلها 3 بنات، وسافرنا 3 أسابيع في نيويورك وواشنطن وحصلنا على دورات عن التكنولوجيا والقيادة، وزرنا شركات جوجل وفيس بوك، وكنت أصغر مشاركة من مصر، وكنت أشعر بأننا سفراء لمصر في أمريكا، وفى 2014 شاركت في مسابقة ( انتل إيسف ) وحصلت على المركز الثاني في مجال الطاقة والنقل وهندسة المواد والفيزياء، بجانب مسابقة” ieee innovation day 4 ” للطلبة الجامعيين، وحصلنا على المركز الثاني، والمعرض كان في المنيا على مستوى الجمهورية، وأنا نفسي أعمل في الطب الشرعي، وإن شاء الله سوف أدرس في أمريكا، وهناك منح دراسية في 18 أغسطس القادم لسفر 13 فتاة إلى أمريكا.

وعن التقديم للمدرسة تقول أمل السعدني- مديرة المدرسة-: هناك مجموعة اختبارات على الانترنت ثم مقابلة شخصية في حال اجتيازها ثم تدريبات مكثفة لمدة 3 شهور لأن نظام stem مستحدث، وهناك شيء من التعقيد في البداية حتى يتم استيعابه،  وأنا كنت محظوظة لأني لديّ فريق عمل رائع في المدرسة فاهمين نظام Stem وهم الذين ساعدوني كثيرا عمليا، ولديّ 275 طالبة في الثلاث مراحل، والمدرسة قائمة على فكرة العمل الجماعي.

وتؤكد رانيا حافظ- وكيل المدرسة- أن هناك مشكلة مع المدرسين الجدد، حيث يلزمهم بعض الوقت لاستيعاب المناهج، فتقترح تدريبهم قبل انتدابهم للعمل، كذلك هناك بعض الأشخاص في الوزارة لا يستوعبون جيدا فكرة تمثيل مصر في المسابقات الخارجية.

أما زميلتها إيمان فتقول: أكثر حاجة  تشغلني هي التوفيق بين احتياجات البنات باعتبارهن منفصلات عن البيت مع طبيعة الدراسة وبين تركيزهم في مذاكرتهن ومشاريعهن، ونتمنى توسيع قاعدة هذا النظام التعليمي، ويجب أن تتفهم الوزارة نوعية مذاكرة البنات، والمفروض يكون لهم أولوية في جامعة زويل، ونسبة البنات القادمات من المدارس الحكومية في مدرستنا تصل إلى 99%

2016-635927207305559041-555 2016-635927207304309047-430 2016-635927207305871546-587

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة