اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم العام

تقرير | معاناة المغتربين بمسابقة 30 ألف معلم . الوزارة خدتهم للنار على أنها جنة

معلمين مغتربين . مسابقة 30 الف

كتب / عبدالله العزازي

 لم يكن أسوأ المتوقعين على علم بما قد يحدث لهم .. فما حدث في عام واحد للفائزين بمسابقة 30 ألف معلم كان كفيلًا بكرههم التعليم والوزارة والمنظومة كلها

ومع وعد الوزارة بعودة الإناث فقط خلال أيام وترك الذكور .. بات من المؤكد أن يعيشوا في تلك المشقة لأعوام أخرى

ننشر معاناتهم . وهذه نقطة من بحر المشقات التي يلقونها كل لحظة

 

عن هذا قال محمد زين ” أنا فضلت حوالي شهر أو أكثر بنام في المدرسه في غرفة النبطشي لوحدي في تاني أكبر مدرسه علي مستوي الفيوم . وكمان بشتغل يوم صباحي و يوم مسائي وشايل ٢٧ حصه في الأسبوع يعني فوق نصابي في حين ان باقي المدرسين في تخصصي شايلين ١٨ حصه ومعني كده اني بشتغل من الحصه ا إلي ٧ أو  ٨ “

وقال أحمد الحسيني ” أنا معلم مساعد لغة إنجليزية من مواليد محافظة الشرقية وأعمل منذ العقد بمحافظة البحر الاحمر إدارة حلايب  . يعني عايش في محافظة تبعد عن محل اقامتي ب 1550 كم من 24 ل 27 ساعة سفر متواصل بدون نوم . تاركا اب في سن المعاش 76 سنة مريض و ام في مثل سنة و اخ في الثانوية العامة و عائلا للاسرة و ابعد عنهم كل هذه المسافة فاقدا الامل في الزواج و تكوين اسرة .

وأضاف قائلا ” أعاني من مواصلات غير ادمية غير مكيفة يصل سعر الذهاب من 250 ل 350 جنيه و لك ان تتخيل ماذا يتم بباقي الراتب . كما أني مضطر لشراء مياه شرب و مياه للطبخ بجوار الطعام  لأن المياه عبارة عن رمل و ملح و بالطبيعه مياه للغسيل

وعن السكن يقول ” أعيش في سكن تابع للتربية و التعليم و الصيانة تابعة لجيوبنا بدون حارس للامن ولا شخص للحفاظ على نظافة المبني  بلا مرافق ولا مستشفي متكامل و لا يوجد قسم للشرطة كهرباء كما لا توجد شبكات اتصال محمول و ارضي تقطع بالايام مع عدم الاطمئنان ع الاب و الام كبار السن “

واختتم قائلا ” بقت أكتر أمنية ليا إن المسابقة دي مكنتش اتوجدت من البداية “

 

وقال محمود سعيد ” أنا معلم مساعد علوم من مواليد المنوفية ودفعتني تلك المسابقة للعمل بإدارة السلام التابعة لمحافظة سوهاج ” وأضاف قائلًا ” لك أن تتخيل أني كأب لطفل صغير لا أستطيع صرف راتبي أسوة بالآخرين وأعيش باقل من نصف مرتبى مع العلم ان والدى ووالدتى قد توافهم الله ولا احد يرعى اسرتى فى غيابى “

وعن السفر يقول ” مواصلات ذهابا وايابا حوالى 300 جنية او يزيد بالاضافة الى سكن خاص ومواصلات 5 جنية يوميا من السكن الى المدرسة والعكس علاوة على الطعام بالإضافة إلى أن الطريق من سوهاج الى دار السلام العكس يطلقون عليه طريق الموت لكثرة الحوادث الدامية التى تحدث عليه بصفة مستمرة ونراها دائما وكم من ضحايا من ال 30 الف كانوا ضحية حوادث هذا الطريق

كما أني مضطر للمشي حوالي كيلو متر يوميا  لعدم دخول المواصلات لمدرستى

وقال مصطفى خفاجى ” تبدأ الرحلة اليومية من الرابعة قبل الفجر حيث اخرج من احدي قري مركز المحلة بالغربية قاطعها متوسط 4 ساعات ذهابا ومثلهم ايابا للذهاب الي منطقة المنيب جنوب الجيزة لاعود في السادسة او السابعة مساءً “

وأضاف قائلا ” ليست تلك المشكلة فالمشكلة الحقيقية اني اثناء سفري قبيل الفجر تعرضت لحادث سيارة تم نفلي الي مستشفي ام المصريين العام تبين وجود تمزق باربطة الركبة وانزلاق عظمة الرضفة ( الصابونة ) من مكانها مما اثر علي مفصل الركبة بجابن كسور بالذراع اعطتني المستشفي 21 يوم اجازة لكن الادارة المدرسية لم تعتمدها بحجت انها غير صادرة من مستشفي تامين طبي .. بجهود احد الزملاء بالمدرسة التقي بوكيل ادارة جنوب الجيزة ووافق علي اعطائي 15 يوم اجازة فقط تحسب من الاعتيادي ( كل الاعتيادي بتاعي مع العلم اني اصلا بالمحلة ولم اسافر لاجراءات الاجازة بسبب الحادث ) “

وأضاف قائلًا ” انتهت مدة الاجازة وسافرت بعكاز ولم ارحم ادخل فصول واقف واشرح واسافر يوميا الحادث كان يوم 28 فبراير الماضي وحتي اليوم عندي جلسة علاج طبيعي علي الركبة وفي انتظار تقرير الطبيب بعد اسبوعين في امكانية اجراء عملية حقن اخري للركبة ام لا “

وقال أحمد مصطفى ” أنا من مواليد الشرقية وعايش انا و والدي (70 سنة) انا العائل الوحيد ليه ومتسكن في محافظة البحر الأحمر “

 وعن العمل يقول ” احنا في المديرية في الغردقة اتصلت بموجه الحاسب الآلي بتاعي عشان انا اعرف هتسكن فين، قالي في حلايب او في الشلاتين براحتك اختار اللي انت عايزه؟ قولتله طب مفيش عجز في اي ادارة تانية؟ قالي لا هما حلايب او شلاتين بس وقعد بقى يقنعني بجمال البلاد دي و اد ايه هي هادية وجميلة وان المرتب هناك زيادة 200% وان السكن عليهم في استراحات نضيفة وجميلة ، قولتله يعني مفيش امل في اي ادارة تانية؟ قالي لا ، قولت خلاص ياعم خليني في الشلاتين و امري الى الله، طبعاً ساعتها انا افتكرت 200% يعني هاخد ضعف زمايلي اللي لسه متعينين بس لما روحت هناك اكتشفت اني زيادة عن زمايلي كام يا مؤمن؟ زيادة عنهم 200 جنية بس رغم ان المواصلات لوحدها رايح جاي من عندي هنا للشلاتين رايح جاي تقريباً 400 جنيه “

وعن الصعوبات التي يواجهها قال ” هناك حياتي بتبدأ الساعة 7 الصبح وانا رايح المدرسة وبتنتهي الساعة 1 الظهر مع جرس المرواح، مش ببالغ لما بقول اني مكنتش بحس باي شكل من اشكال الحياة بره المدرسة، مكان انقطعت عنه كل شرايين الحياة وكنت مجرد جسد بدون روح باقي اليوم بس بعمل نفسي عايش .هناك مفيش نوم او بمعنى اصح مش بتنام عشان ترتاح لا انا بنام عشان بكرة يجي بسرعة ويخلص يوم من ايامي هناك “

وعن السكن يقول ” هناك بنعيش في حاجة اسمها استراحة ( ودي اسوا حاجة هناك) كفاية اني اقولك ان القاعدة رقم واحدة في الاستراحة (( مفيش خصوصية)) واي حد من حقه يعمل اي حاجة في اي وقت من غير ما يراعي اي حد تاني،، مثال بسيط يومياً كانوا اللي معايا في الاوضة بيرجعوا من بره الساعة 12 بالليل يفتحوا النور والتلفزيون ويقعدوا ياكلوا ويشربوا ويتكلموا ولا كأن في حد نايم في الاوضة ، ومينفعش تشتكي لان لو الاستراحة مش عجباك يبقى مش ادامك غير انك تاجر شقة وتعيش فيها .هناك في الاستراحة لو عايز تعيش في مكان نضيف يبقى لازم انت اللي تنضف بنفسك لان محدش هينضفلك، والحمد لله اني لقيت ناس نضيفة هناك كانت بتساعدني في كده،، وبرضو كان فيه اللي بيبهدل الدنيا تاني من غير ما يحس انه عمل اي حاجة غلط “

وعن الطعام والخدمات والمرافق يقول ” هناك مفيش ميه للشرب والاكل ولو عايز بتشتري ميه على حسابك وبرضو مش كانت نضيفة  . هناك انت مجبر تاكل الاكل اللي زمايلك في الاستراحة بيعملوه واللي انت بتدفع فيه برضو ايا كان حلو او حش وتستحمل طريقة الاكل بتاعة كل واحد ولو مش عاجبك ممكن تجيب اكل على حسابك برضو وتاكل لوحدك . هناك انت تقريباً بتصرف كل المرتب اللي بتاخده ع السفر والاكل والشرب، طب واهلك اللي في بلدك؟ والايجار بتاع الشقة اللي انت عايش فيها؟ هناك عادي جداً ان الشبكة تقطع يومين تلاتة او حتى اسبوع وانت تبقى هتموت عشان تكلم اهلك وتطمن عليهم

واختتم قائلا ” كفاية اوي احساسك انك موجود في المكان ده غصب عنك،، كفاية احساسك انك بعيد عن اهلك اللي محتاجينلك،، كفاية احساسك لما بتعرف ان حد منهم تعبان وانت عارف انك مش هتقدر تشوفه ولا تطمن عليه “

 

ويضيف محمود الحسيني ” أنا من مواليد مركز قلين بمحافظه كفر الشيخ ومغترب في برج العرب بالإسكندرية وانا متزوج واعول ثلاثه اطفال  واساعد ابي وأمي بقدر المستطاع لتحمل اعباء الحياه . ولك ان تتخيل مدي المعاناة التي اعيشها لكي اقوم بسد العجز ؛ فانا لا يكفيني نصف الراتب في السفر وسكن وطعام  والنصف الآخر لزوجة وطفل بالمدرسه واخر في الحضانة واخري صغيره واب وام لهم الحق ان اساعدهم ولو القليل من المال “

 

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة