مقالات تربوية
مشكلات وحلول .. عبدالله زيتون يكتب : مشكلة التعليم بمصر
بقلم/ مستشار عبدالله زيتون
عضو الادارة المركزية للمتابعة وتقويم الاداء التربوى بالتعليم المصرى
توصيف المشكلة
بدأت مشكلة التعليم بمصر فى النصف الثانى من حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك واستمرت حتى الان فاخذ التعليم يتدهور ويزداد سوء ولا يجد من يعى خطورة ذلك على البلاد ومستقبلها وكان ذلك من خلال تدهور اركان العملية التعليمية الاساسيه التى تصب فى صالح المتعلم او طالب العلم وهو محور العملية التعليمية وتتمثل هذة الاركان فيما يلى .
1– المناهج
2- المعلم
3- الامكانات والتجهيزات
أولا . المناهج
قام المسؤلين والمعنيين بتطوير المناهج بهدم العملية التعليمية من خلال مناهج تعتمد على الحشو وعلى الحفظ وخالية من الافكار التى من شأنها حث عقول التلاميذ على التفكير العلمى وعلى الابتكاروالابداع والفهم والتحليل والاستنتاج .
كما قاموا بالغاء بعض المواد التى كانت تبث فى التلاميذ روح الوطنية والقيم والمثل العليا وادخال مواد تنمى لدى التلاميذ روح الامبالاه والبلاده والانانية ورفض الاخر والتمسك بقيم غربية لا تتناسب مع مجتمعنا وتقاليدنا وديننا وايضا تعظيم شأن بعض المواد على حساب مواد اخرى دون تخطيط علمى
كما اهملت المناهج احتياجات المجتمع الى نوعية معينة من الخبرات التى يحتاجها سوق العمل بالبلاد مما ادى الى تخلف البلاد فى بعض المجالات الهامه التى من شأنها تنمية المجتمع والنهوض به نحو التقدم ومن اخطر ما حدث اهمال اللغه القومية للبلاد وهى اللغة العربية لدرجة ان المدارس اصبحت تخرج تلاميذ لا تجيد القراءه والكتابة وامتدت الأمية داخل مدارسنا حتى فى المراحل المتوسطه من التعليم بل والعليا منها
فالمناهج هى اساس العملية التعليمية واساس تقدم المجتمع فى كافة المجالات حيث انها تنتج خريج ذو خبرات معينه يحتاجها المجتمع ويعتمد عليها فى نموه وتقدمه ورقيه .ولن يكون التعليم ذو قيمة الا اذا كان هناك ربط بين المناهج وما يتطلبة سوق العمل داخليا وخارجيا متواكبا مع التطورات التكنولوجية الحديثة .
ثانيا. المعلم
اهملت الدوله المعلم فى تلك الفتره السابق ذكرها وحتى الان اهمالا شديدا من كل الجوانب على النحو التالى
1- من الناحية الادبيه والاجتماعية
تعمدت مؤسسات الدوله وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم ووزارة الاعلام التقليل من شأن المعلم وقيمته فى المجتمع فاهملت وزارة التربية المعلم وجعلته على هامش عملية التعليم ولم تقم باى اجراء يحفظ له قيمته وهيبته وكذا اخذت وسائل الاعلام تحقر من شأنه وتظهره بمظهر غير لائق فاصبح المعلم يهان وتنتهك حرماته دون حماية من اى جه حتى وزارته التى يعمل لصالحها فمن السهل ان يضرب المعلم او يهان او اى شيء اخر ولا يجد من يا خذ له حقوقه وانعكس ذلك على حالته النفسيه فاصبح يشعر انه لا قيمة له ولا يقدر على فعل ما يجب ان يفعله حتى يؤدى دوره التعليمى والتنويرى والتربوى
2- من الناحيه الماديه
لم تراعى الدوله فى تلك الحقبه النواحى الماديه والتقديريه للمعلم وهو من يجب ان يكون قدوه لتلاميذه ويجب ان يعيش عيشه كريمه ويكون مظهره لائق ففى الوقت الذى قامت كل دول العالم بتقدير المعلم وجعله فى اعلى درجات الهيكل الوظيفى وباعلى الرواتب ظل المعلم المصرى يتقاضى رواتب بخثه لا تكفيه ولا ترضيه
فمن اين ياتى بالمال الذى يكفية لشراء ملابس تليق بمهنتة وكيف يعيش مرتاح البال خالى الذهن ليوجة كل طاقاتة لخدمة طلاب علمة ولم يجد ما يسد بة احتياجاتة العادية فاتجه الى المتاجره بمهنته التى هى من انبل المهن
فلا يجب ان تكون سلعه تباع وتشترى وادى ذلك ايضا لضياع هيبة المعلم امام تلاميذه وبالتالى فقد القدوه والنظرة التقديريه له من كل المجتمع واصبح التلميذ يشعر انه يملك المعلم بمال والده من خلال الدروس الخصوصيه المنزليه فكيف يمكنه ان يتقبل منه المعلومه داخل حجرات الدراسه طالما سوف تاتيه الى منزله
3- من الناحية المهنيه
اهملت الدوله التنمية المهنية للمعلم ولم تقم بتدريبه على المناهج ولا على طرق التدريس الحديثه ولا على استخدام تقنيات العصر الحديث من وسائل تكنولوجيه متطوره يوما بعد يوم حتى وبعد ان اهتمت الدولة الى حد ما بتدريب المعلم تلاحظ ان المدربين دون المستوى ويتم اختيارهم بالفهلوة والوساطة والمسميات الكاذبة لا بالخبرة العملية والميدانية ولا بالطاقات الفعلية التى لا تجد طريقها للنور الا اذا ذابت فى درب المحسوبية
والوساطة او الرشوة فى بعض الاحيان حتى اختيار القيادات بالرغم من وجود قوانين تنظمة الا انه فقد الهدف المرجو منه ومضى فى نفس الطريق الذى ذكرتة سابقا وتحولت كل القيادات الى مناظر فقط لا كفاءات ولا خبرات الا القليل وهذا القليل هو من يعرف طريق الاختيار وسبلة ويقدر على مسايرتة
فى الوقت الذى كان التعليم يتطور ويتغير بكل دول العالم حتى الدول الناميه بطريقه سريعه جدا وبالتالى تراجع التعليم بمصر وتخلف كثيرا واصبح المعلم المصرى اقل خبره وتقنيه من غيره فى العالم الاخر
واخيرا اقول للقائمين على التعليم الان ان اردتم ان يتقدم التعليم بمصر ليكون سببا فى تقدم مصر كلها عليكم باصلاح حال المعلم من كل الجوانب والاهتمام به لانه هو الاساس الذى يبنى عليه الاجيال القادمه ويتطور المجتمع الى الافضل حتى تعلو مصرنا الحبيبه وتتقدم حماها الله وجعلها فى مقدمة الامم
ثالثا .الامكانات والتجهيزات
مع الزيادة السكانية وقلة الموارد وتدهور اقتصاد البلد وتقدم العلوم والاساليب التكنولوجية وتطور العالم من حولنا اخذت الامكانات والتجهيزات المدرسية فى التدهور والنقصان فاصبحت كثافة الفصول فى زيادة مستمرةحتى وصلت اعداد التلاميذ والطلاب داخل الفصول لارقام خرافية لاتعقل ففى بعض المحافظات مثل محافظة الجيزة وصل عدد التلاميذ داخل الفصل الواحد الى مايقارب المائة تلميذ وقد يزيد مما قلل من اتاحة الفرص للكل من اجل الحصول على التعليم الجيد وبالتالى قلت ثقةولى الامر بالمدرسة فجرى وراء الدروس الخصوصية .
ايضا ضعف امكانات المدارس من المقاعد والمعامل والاجهزة التكنولوجية المتطورة وشبكات التواصل الاجتماعىحتى فى المدارس التى يوجد لها معامل حواسب لا يتوفر لها مصادر مالية للانفاق عليها او توصيل النت لها وقلة الخدمات المعاونة للتعليم والخبرات التى تدعم العملية التعليمية فالفصول رديئة والحمامات غير ادمية والملاعب متهالكة والانشطة ضعيفة والمعامل والمكتبات والملاعب والمسارح والحدائق تكاد تكون منعدمة فى معظم المدارس والمرافق غير ادمية وغير صحية وايضا اهملت الرعاية الصحية من قبل الدولة ومن قبل الاسرة لضعف دخلها وفقرها وكما يقال ان العقل السليم فى الجسم السليم .
فكيف يتقدم التعليم الذى يبنى على قواعد خاوية واسس قديمة بالية ولا يواكب التطور الرهيب بالعلم من حولنا ولكل ما سبق تدهور التعليم بمصر ولا يتحرك ساكن ولا يهتز قلم ولا يتغير شيءو منذ ذلك العصر ونحن محلك سر
الحلول والمقترحات
أولًا : المناهج
1- تغيير جزرى لانماط المناهج الموجودة الان من مرحلة الطفولة وحتى قبل الجامعة بحيث تكون مناهج داعمة للتفكير والابتكار وتنمية المهارات المختلفة من الصغر واذالة الموضوعات التقليدية غير الهادفة التى لا فائدة منها والغير موجهه .
2- الاهتمام بالتربية الدينية وزيادة الموضوعات الاثرائيةالتى تنمى القيم والمبادئ والعادات والاخلاق الحميدة من الصغر واضافة درجاتها الى درجات المجموع الكلى للطالب
3- اضافة مادة التربية الوطنية لكافة مراحل التعليم وجعلها مادة اساسية لخلق روح الإنتماء والوطنية والمواطنة لدى التلاميذ وزيادة الوعى شيأ فشيأ
4- اعتبار مادة التربية الفنية فى كافة المراحل من الانشطة الاختيارية وعدم اضافة د درجاتها للمجموع الكلى مثل باقى النشطة الاخرى
5- اتاحة حقيقية لولى الامر والتلميذ فلى اختيار الانشطة الختيارية من خلال موقع لكل تلميذ بعيدا عن تدخل وضغوط المدارس فى الاختيار
6- تشكيل لجان متخصصة على اعلى مستوى لوضع المناهج التى اشرت اليها سابقا
7- عمل مجلس قومى استشارى من اولياء الامور والطلاب ورجال الاعمال والساسة يكون من حقة ابداء الرأى فى المناهج الدراسية واحتياجات سوق العمل والمجتمع
8- زيادة وتنقية موضوعات الانشطة المختلفة الصفية وغير الصفية بحيث تكون ادوات جذب للتلاميذ تحفزهم على ممارسة تلك الانشطة وتوفير الحوافز والجوائز للمتميزين
ثانيًا : المعلم
1- رفع اجر المعلم وجعلة فى اعلى المراز الوظيفية اسوة بباقى دول العالم ليستطيع سد احتياجاتة المادية والاجتماعية ويحتل مكانة اعلى بالمجتمع لانة قدوة لتلاميذة
2- انشاء هيئة مصغرة من خارج التربية والتعليم ويفضل ان تكون من هيئة امنية ذات مصداقية تقوم ببحث انتماءات واتجاهات المعلمين داخل المدارس وذلك لاستبعاد العناصر الممولة والماجورة من التعامل مع التلاميذ وتحويلهم الى اعمال ادارية وذلك لخطورة ذلك على الاجيال القادمة
2- تغير النمط الذى تعتمد علية اكادمية المعلم فى اختيار المدربين والاعتماد على الاخبرات الحقيقية وليس الاعتماد على المسميات العلمية التىكثيرا ما تشترى وتباع بارخص الاثمان
4- وضع برامج متطورة لتدريب المعلم على اساليب التعلم الحديثة والبعد عن البرامج التافهة التى تنفذ الان وتكون محل سخرية المعلم وانتقادة وبالتالى استهتارة بها
5- الغاء قانون 155 ووضع قانون جديد ينظم العلاقة بين الدولة والمعلم والمجتمع والطالب وكل جوانب العملية التعليمية من خلالة يكون هناك اجراءت مشددة وعقوبات على قدر الحدث
6- الغاء فورى للجان الموارد البشرية التى اقرها 155 لاختيار القيادات والتى كانت منذ تطبيقها مجالا للمحسوبية والوساطة والرشوة فى بعض الاحيان والتى ضيعت حقوق الكفاءات والخبرات الحقيقية فى تولى المناصب التى تليق بهم
7- يتم اختيار القيادات عن طريق اختبارات حقيقية تقيس قدراتهم ومهاراتهم من خلال موقع الوزارة دون تدخل احد واظهار النتائج فى التو ويبقى نسبة قليلة جدا للمظهر والسمات الشخصيىة يتم اختيارها عن طريق حاكم الاقليم او وكيل الوزارة
8- ضبط وتفعيل التقارير السنوية والتشديد على مصداقيتها ومحاسبة المجاملين وذلك من شأنة تقييم حقيقى لقدرات المعلم واحقيتة فى الترقى وتولى المناصب القيادية
9- تكثيف الرقابة وزيادة اعداد لجان المتابعة الفنية والادارية بالمدارس وذلك لضبط ايقاع العمل وانضباط العاملين ورفع مستوى التحصيل داخل المدارس ومحاسبة المقصرين
10- اقرار تقسيم القوة البشرية فى الحضور والانصراف اثناء العطلة الصيفية كنوع من الترويح عن المعلم وتقديرة وتقليل الاجازات اثناء الدراسة
11- ضرورة عقد اختبارات حقيقية وليست مثل الموجودة الان عقب تدريب المعلم على اى برنامج من خلال موقعة على الوزارة ولا يمنح الشهادة الا من خلال تلك الاختبار
12-عمل حوافز عينية للمتميزين والمتفوقين فى العمل من المعلمين والقادة لتحفيز الغير