اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

موت المعلم

معلم - كثافة الطلاب

بقلم / محمد خطاب

بالأمس كنا نري الحياة بأعين معلمينا .. و نتمسك بأهداب شروحاتهم للمنهج و نتلقي ما تفيض به قريحته ..كانت المدرسة وطن نستلقي فيه علي أرتال من المعلومات و نسبح في ملاعبها تحت أِشعة شمسها الحانية .. ولكن الرعب يملأ قلوبنا خشة نسيان الواجب أو فقدان معلومة نطقها معلمنا خشية العقاب القاسي .. و استدعاء ولي الأمر ، حب ورهبة و مسافات شاقة بين الطالب و المعلم .. بضع خطوات بين مقعدك و أصابع المعلم كافية لاصابتك بالغيبوبة ..

تطور التعليم ..

دخلت استراتيجيات التدريس الحديثة لتغير من تلك النظرة و تقرب المسافة بين المعلم و الطالب .. و نصبت آلاف الندوات و المؤتمرات التعليمية التي تداعب أذن الاعلام و قلب القيادة السياسية مما جعل كل نتائج تلك المؤتمرات يختزل في مفهوم محورية التعليم و التي وقعت من نصيب الطالب فتم صب جام الغضب علي المعلم ووصف من قبل وزراء التعليم بأسوأ الاوصاف و صور وحش كاسر يجب أن يقيد بالأصفاد حتي لا يؤذي الطالب ..

لم توضع بنية واضحة للتعليم تضع المسافات المطلوبة التي تسمح للمعلم بالابداع ..أهملت المناهج و الأنشطة و تم إذلال المعلم . حتي أصبح رهين المحبسين الإدارة و المجتمع ..

وليخرج المعلم من ورطته قرر أن يعمل بلا مبالاة ..يدرس للطلبة بشكل وظيفي لا فني .. تلقيني بما يناسب مناهج الوزارة المتكدسة و تأخرت المدرسة خطوات و زاد الصدام بين المدرسة و المجتمع وتباعدت المسافات .

انفصل الطالب كلية عن المدرسة و بالتالي أًصبح المعلم بالنسبة له فريسة يفتك بها كلما حاول أن يوجهه أو يعلمه .. لم يعد للمدرس وجود داخل مجتمعنا و لا للمؤسسة التعليمية .. وحلت مواقع التواصل الاجتماعي و وسائل الاتصال الحديثة بديلا لوزارة التربية و التعليم .. وبتنا أمام واقع مشوه لمعلم لاوجود له إلا في التصريحات الاعلامية ..

انحدار خلقي في مجتمع رفض أن يتعلم أو يطور أدواته ليصبح جزءا من العالم الحديث .

نستكمل في مقال آخر إذا كان المعلم جاني أم مجني عليه.

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة