اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

لماذا دمج ذوي الاعاقه في المدارس النظامية ؟

received_10211615596214345

بقلم د / عزة الاشوح

لماذا دمج ذوي الاعاقة في المدارس النظامية؟

إن شعور الإنسان منذ طفولته بالقبول الاجتماعي يساعده على التفاعل السليم مع أفراد بيئته فالطفل في نموه وسلوكه الاجتماعي يتأثر بالأفراد الذين يتفاعل معهم وبالمجتمع الذي يحيا في إطاره وبالثقافة التي تهيمن على أسرته و مدرسته وأن يكون عضوًا يساهم في بناء المجتمع الذي يعيش به وليس عبئًا علية لأن الإنسان المنتج هو الثروة الحقيقة لأي مجتمع .

وتحمل الكثير من المجتمعات مفاهيم مغلوطة عن أسباب حدوث الإعاقة وطبيعة الأشخاص ذوي الإعاقات ؛ حيث تسهم هذه المفاهيم والرؤى في توليد اتجاهات سلبية نحو هؤلاء الأشخاص وقضاياهم وتؤثر على الاستجابة المجتمعية للإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقات في تلك المجتمعات ، وقد تضافرت الاتجاهات السلبية ضد ذوى الإعاقة حيث أنه لا يوجد شخص معاق بقدر ما يوجد مجتمع معيق.

كما أن الإعاقة ليست إلا واحدة من الفروق والاختلافات الكثيرة التي تتواجد في المدرسة بسبب زيادة التفاوت بين الطلاب أي أن جميع الطلاب لديهم جوانب قوة وضعف بما فيهم الأطفال ذوى الإعاقة
فالمعاق وغير المعاق هم أطفال يملكون حق دخول المدارس النظامية في مجتمعاتهم حتى ينمو الجميع في مجتمع واحد و يتبادلون الخبرات مع بعضهم البعض بغض النظر عن اللون أو العقيدة أو المقدرة أو عدم المقدرة .

ويعد الدمج فلسفة جوهرها الإيمان بأن كل الناس بدون استثناء متكافئون بغض النظر عن اختلافاتهم ،متكافئون بمعنى أن لهم الحق في التمتع بكل مظاهر الحياة معا و جنبا إلى جنب وهذه الفلسفة ترحب بالتنوع والتعامل مع الاختلاف كما ان فلسفة الدمج في التعليم والتي ترتكز على قاعدة جديدة وهي القدرات التي يتصف بها التلميذ وليس ما يتصف به من عجز، مع العدالة الاجتماعية والمساواة وليس الإبعاد و التجاهل .

ويمكننا تعريف التعليم الدمجى بانة : هو تدريس الطلبة ذوى الاعاقة في صفوف الدارسة النظامية مع أقارنهم من غير ذوى الإعاقة وتزويدهم بتعليم خاص، حيث يقوم مدرسو الصفوف النظامية بتوجيه وتعديل الطرق التعليمية، والمحتوى العلمي المنهجي ليمكن جميع الأطفال من الانضمام في برامج تربوية تعليمية عادية بما يتناسب و قدرات كل طفل كما انه يساعد المجتمع على تقبل الاختلافات في قدرات وامكانيات أفراده والتعامل بصورة اكثر ايجابية مع هذه الاختلافات.

الأسس التي يقوم عليها الدمج:
• أن الطفل هو محور العملية التربوية.
• أن هناك فروق فردية بين الأطفال.
• تطوير النظم التربوية.
• تطوير برامج إعداد المعلمين.
• مشاركة الأسرة في العملية التربوية أمر لا غنى عنه.
• على المجتمع بكافته هو ساسة أن يشجع العملية التربوية.

شروط نجاح الدمج:

• التدريب والتوعية
• غرف المصادر والوسائل التعليمية
• ولى امر يعي ضرورة قابلية ابنه للتعليم بمدارس التعليم العام
• اتساق واتفاق صناع القرار مع متخذي القرار في ملف الدمج التعليمي

و يعد دمج الاطفال في المجتمع هو الأفضل لذوي الاعاقة تربوياً واجتماعياً، ويؤدي الدمج إلى تعزيز التجارب الشخصية لهؤلاء الأطفال، وكذلك الأهل والمعلمين ويفتح آفاقاً واسعة أمامهم، ويلمس الأطفال وذويهم ومعلموهم حتى الأطفال من غير ذوي الاعاقة فوائده
وتكمن فوائد التعليم الدمجى في التخلص من الوصمة الاجتماعية التي تفرض على التلاميذ ذوى الاعاقة عند تعليمهم في اوضاع معزولة وتشجيعهم على محاكاة السلوكيات الاجتماعية ونمذجتها من خلال ملاحظاتها لدى الاطفال من غير ذوى الاعاقة , وتحسين اوضاعهم الاجتماعية من وجهة نظر أقرانهم ، وبالنسبة للتلاميذ من غير ذوى الاعاقة تمثلت فوائد الدمج لهم فى زيادة مستوى تقبل الاخرين وتحمل المسؤولية وتقبل الفروق الفردية .

لذا إن دمج ذوي الاعاقة في المدارس النظامية يؤدى الى تطوير التعليم ، والمدرسة والتلاميذ من ذوي الاعاقة والتلاميذ من غير ذوي الاعاقة بالإضافة إلى أولياء الأمور من الطرفين وسيستفيد الجميع بما يحقق للمجتمع الاستفادة بجميع أعضائه.

 

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة