حاولت وزارة التربية والتعليم أن تسد ضعف المناهج وضعف المدرسين فابتكرت الطريقة القديمة الحديثة المسماة ببرنامج ((القرائية)) وذلك بعد وصول طلاب وطالبات وصلوا إلى مرحلة الدبلوم بل وتخرجوا منه لا يجيدون القراءة والكتابة
لكن للأسف الأدوات كما هي لم تتغير فنفس المدرس الذي أخفق في تعليم التلميذ الصغير سابقاً هو نفسه الذي يعيد تعليم غيره في طريقة القرائية فمنهج القرائية يحتوى على مزيج من طرق تدريس و علم اللغة بما يشمل من صوتيات وقواعد صرفية ومعاجم واشتقاقات وتوليد ألفاظ وطرق تحليل وتركيب لكن للأسف المدرسين خريجي دبلومات المعلمين وغير المتخصصين في اللغة العربية رغم تلقيهم تدريبا على ذلك فهم لا يدركون هذه العلوم التي تعينهم على تطبيق البرنامج
و للأسف طريقة تقويم المعلم ومدى انجازه داخل الفصل لم يكن حقيقي والقياس الكمي لأداء المعلم أصابه العطب بعد تحوله إلى قياس وصفى تتدخل فيه الأهواء و لم يتم الالتفات إلى نسبة التلاميذ المجيدين للقراءة من التلاميذ قياساً لباقي تلاميذ الفصل و لم يتم تحليلها للوقوف على المستوى الحقيقي للمعلم
وللأسف في الامتحان الأخير الذي عقدته الوزارة في 22 أبريل الماضي على مستوى مدارس الجمهورية لقياس مستوى تلاميذ الصف الثالث والرابع الابتدائى تم تغشيشه غشاً جماعياً في بعض المحافظات لاستهتار المدرسين بأهمية البرنامج وفوائده على المستوى البعيد
كما أن التعليم الابتدائي و التوجيه الفني لا يمتلكان أيضا الأدوات المناسبة للتقويم ؛ فالموجه هو نفسه المعلم الذي تخرج من تحت يديه مئات أو آلاف الأميين
على العموم القرائية برنامج رائع لإنقاذ التعليم وتحليق المتعلم في أفاق المعرفة لكن لا بد من تطوير وسائله وأدواته واستخدام الوسائل التكنولوجية وحسن اختيار القائمين عليه ولابد من إيقاف تصعيد الطلاب الراسبين إلى الصفوف العليا لتحقيق الهدف المرجو منه