
بقلم / حاتم عليوة
■ عندما يقدم المعلم منا اقصى ما عنده ، و يحاول جاهدا أن يخدم طلابه و زملائه و وطنه ، و حينما تمر سنوات عمره و تنفرط امام عينه العقود و يقف يراجع نفسه ، يشعر بالرضا رغم الغصات الكثيرة التى مر بها و رغم موروثاتنا الروتينية العتيقة و لعل تمثال الكاتب المصري القرفصاء رمزا خالدا لما نعانيه نحن منذ فجر تاريخ الوطن.
■ يقترب من الستين و تنتهي عندئذ اخر فصول رواية العمل الحكومي و الشرف عندنا في وزارة التربية هو السائد لا يعرف المعظم الرشوة و لا سرقة المال العام فقط نخرج الى عالم اصحاب المعاشات بأرث معروف مثل امراض الضغط و السكري و الالام الغضروف و غيرها ، نخرج بلا بهجة و لا فرحة فلا معاش يسد احتياجاتنا و لا مكافآت نهاية خدمة ؛ تؤمن لنا قدرا من السعادة و لا ملاذا ماديا نستند اليه في الشيخوخة التي لا تطول ايامها معنا .
■ بعيدا عن كل ذلك فالمؤلم حقا حينما ذهب استاذي المقترب من انهاء خدمته لتخليص اجراءات المعاش، يسعى لها بشعور ممزوج باليأس مع التعجب من الاهمال و تنتهي رحلته الوظيفية و يغادر في صمت بلا كلمة شكر من المدرسة و زملاء المهنة و لا نقابة من المفترض منها ان تحمل على عاتقها هذا الامر.
■ يا مسئولي نقابة المعلمين اسألوا عن منتسبيكم المحالين للتقاعد و اذهبوا لتكريمهم بمدارسهم وسط طلابهم و زملائهم ، فهذا دوركم ان تقولوا لهم شكرا استاذنا على ما بذلته من جهود لخدمة التعليم و الوطن فهذا اقل ما يمكن عمله لو علمتم حقا قيمة المعلم الذي تدعون انكم تمثلوه.