اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

زهران : المعلمون بالمعاش هم خيل الحكومة !!!!!!

10255611_921219517940504_2400477121322156077_n

بقلم / د. محمد زهران

المعلمون عندما يحالون إلى المعاش – في حالة إذا أُحيلوا إلى المعاش – لأن عدداً كبيراً منهم يموتون قبل الستين ، بسبب هذه المهنة القاتلة ، يبدأون بالصدمة الأولى باستيفاء أوراق معاشهم الحكومي وكذلك أوراق معاش النقابة ، ومكافأة صندوق الزمالة ، ويتعاملون مع موظفين أوجدتهم الحكومة للإنهاء على من تبقى من المعلمين لأن الحكومة تستخسر في هؤلاء حقوقهم التأمينية ، فكثيراً ما نسمع أن زملاء معلمين ماتوا أثناء إنهاء أوراق المعاش !!!

ثم بعد فترة صراع طويلة لإنهاء أوراقهم يفاجأون بأن المعاش 800 جنيه والنقابة 120 جنيه ونهاية الخدمة من الحكومة 15 ألف ومن صندوق الزمالة 15 ألف !!! ، ومن هول الصدمة عدد ليس بالقليل من هؤلاء الزملاء يموتون بالجلطات والأزمات القلبية ، لأن لديهم ارتباطات فالأولاد في سن الزواج ، وكذلك الزملاء المعلمون في هذا السن في حاجة مُلحة للعلاج والرعاية ،

ثم تبدأ رحلة المهانة للبحث عن عمل ، والمعلمون الأصحاء منهم في هذا السن لا يجيدون أي عمل إلا العمل كمديري مدارس فيبدأون رحلة البحث وإراقة ماء الوجه في المحايلات والتودد والوساطة ليحصلوا على عمل بمدرسة خاصة بمقابل زهيد – طبعاً – ثم يتحملون الصدام مع أولياء الأمور وتحكُم أصحاب المدارس الخاصة

وقليل من هؤلاء الزملاء من يستمر في المدرسة الخاصة ، وبعضهم يبدأ مشاريع لا خبرة لهم فيها مثل محلات البقالة ، يضعون فيها مكافأة نهاية الخدمة ، والطبيعي أن يخسر في هذا العمل لأنه لايفهم في مثل هذه الأعمال ، ويتأثر البعض منهم بهذه الخسارة فيصاب بالأمراض العضال ، وتبدأ رحلة العلاج

ومن هؤلاء الزملاء من يبدأ في البحث عن دور اجتماعي له ليشغل نفسه ، فيبدأ بزيارة الأقارب والأبناء لكن سرعان ما يزهق ويمل من هذه الزيارات وكذلك من يزورهم يستاءون ويشكون من كثرة تردده عليهم ، أو يجلس على مقهى يومياً ، أو يلازم منزله ليشاهد التلفزيون ، وعندما تتحدث معه أو تسأل عنه يجيبك : يالله نسأل الله حسن الخاتمة ، خلاص ماراحت علينا ، أنا مستني قضا ربنا !!!!

كلها تعبيرات تنم عن اليأس والإحباط !!!! فحياة المعلمين بالمعاش كلها إحباط ويأس وإهمال من الدولة لرواد علموا أجيال

صحيح هناك قلة من المعلمين تُستثنى من هذا الوضع ، نظراً لأنهم سافروا للخارج وعملوا قرشين ، أو كانوا من رجال الدروس الخصوصية ، أو ورثوا أملاكاً ، لكن هذه النسبة لا تتعدى : 1 % من المعلمين !!!! 

وإذا كانت الدولة تتعامل مع المعلمين في هذه السن بهذه الصورة من الإهمال والتجاهل ، فالمعلمون أنفسهم شركاء مع الحكومة في موقفها من المعلمين الرواد ، فمن سنوات ونحن نطالب بإصلاح حال المعلمين ولم يتضامن معنا أحد غير قليل منهم ، والجميع مشغول طالما في الخدمة ، وطالما يُعطي دروساً خصوصية ، وطالما هو صحيح معافى ، بل منهم من يحاربنا !!!!،

لكن أول ما يشعر بالمرض ، أو يُحال للمعاش ، أو يقع في أزمة ، يبدأ يسأل عنا ويعترف بما نفعله ، لكنه يأتي متأخراً دائماً !!!

فيا معالي رئيس الجمهورية : هؤلاء من علموك وعلموا حكومتك وجميع مرؤسيك ، فيجب أن ينالوا حقهم الطبيعي من الرعاية والاهتمام والتقدير منك ومن الدولة 

ويا معلمي مصر : انتخبوا نقابة قوية تطالب بحقوقكم ، وتكاتفوا من أجل كرامتكم ، أما ما يحدث الآن لمعلمي مصر المحالين للمعاش ، هو ما يحدث لخيل الحكومة عندما تنتهي خدمتهم يطلقون عليهم رصاصة الرحمة ، حتى الرصاصة الحكومة تستخسرها في المعلمين

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة