شخصيات علمية وتربوية
عبده شكر
عبده شكر عالم رياضة بحتة ومهندس في المفاعلات النووية ..هو في حد ذاته شخص غامض كثير من زملاؤه لا يعرفونه ..حسن السير والسلوك ..هكذا يعرفه من يحيطون به ..قليل الكلام ..
كان الحديث مع اقرب الاشخاص اليه مجرد مغامرة في حد ذاته فشقيقه عبد العال شكر الذي يعمل في المقاولات والتجارة كان قليل الكلام ايضا لان وفاة شقيقه جاءت صادمة له ولعائلته ..وأكد في بداية حديثه معنا ان الراحل كان عاشقا لمصر ..
ولكنه كان يؤمن بان الحب يترجم الي عمل ..فكان يقول الراحل ” أأسف أننا في مصر نتكلم أكثر من أن نعمل ولذا سيكون من الصعب علينا أن نتقدم بل قد يهدم الكلام ما يبنيه الآخرون في صمت وحب الوطن الحقيقي هو ان نعمل بجد حتي نقف امام المارد و نحن في نفس حجمه “ و لكن هل الأوضاع في وطنه كانت محل إنتقاد منه ؟
فأجاب عبد العال أن شقيقه كان يري إننا نفخر بجرأتنا علي مواجهة الآخرين ..ندس اصابعنا في اعينهم ..لكن .. هل نقوي علي مواجهة أنفسنا ؟؟
وعن دوافع سفر العالم الراحل الي الولايات المتحدة قال ان بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة كان يحصل علي منحة تفوق كل عام وحصل اثناء فترة التجنيد علي الماجستير ثم صدم في توزيع الخريجين التي الحقته في بقسم ” التراخيص ” بأحد الاحياء والذي اكتشف فيه حجم الفساد وعرضت عليه رشوة رفضها وقرر السفر..
والتحق بأكثر من مهنة هناك بدأ من فرد أمن وغسل الصحون و مسح السيارات وسائق تاكسي التي استمر بها حتي 1988 حيث استطاع ادخار مبلغ ليمتك سيارتين اجرة و خصص سائقين للعمل عليهما ليتفرغ لابحاثه حتي عام 2005 ودائما ما كان يحتفظ بصورته الفوتوغرافية و هو يعمل علي ” التاكسي ” حتي لا ينسي ايام ” الكفاح ”
وبعد طول غياب عاد الي مصر وليس معه سوي جهاز كومبيوتر شخصي و مجموعة من الاسطوانات المضغوطة ” سيديهات ” وكان يذهب مرتين في الاسبوع الي الجامعة الامريكية بالقاهرة ويعود في نفس يوم سفره وكانت هواياته في القراءة والشعر و الأدب تشغل باقي وقته فكان يرتدي ملابس رخيصة مقابل ان يشتري كتاب نادر
وذكر لي مرة انه يمتلك كتابا ” لانشتاين ” لا توجد منه الا سوي نسختين في العالم كله !! وكان يهوي المشي التي كان يبدأها من الخامسة مساءا حتي العاشرة حيث كان يجد متعة في التأمل وكثيرا ما كنت اراه يحمل آلة صغيرة في جيبه تشبه الكومبيوتر ليسجل شيئا ما ثم يعاود السير .
و قد سألته ذات يوم عن تحوله في دراسة الهندسة النووية وهي تخصصه الاساسي الي التخصص في الرياضة البحتة و تحضير دكتوراه فيها فاجابني ان عالم الرياضة البحتة يتجاوز في اهميته عالم الطبيعة النووية و نظرا لصعوبتها كان عدد الدارسين لها اربعة علماء فقط ( مصري و هندي وألماني و اسرائيلي ) و الغريب ان المصادفة فقط كشفت له ان الاخير اسرائيلي حيث كان يحمل الجنسية الامريكية حيث قبل سفره كانوا يتبادلون عناوين البريد الالكتروني والمراسلات وفوجئ بان عنوانه في تل ابيب !!
وعن إسرائيل تحدث مع شقيقي الراحل عن رأيه في قضية الجاسوس الذي تم القبض عليه حيث كان يعمل لصالح إسرائيل و حاول نقل معلومات في الهندسة النووية اليها قال ” هل تعرف احساس المرأة العاقر التي لم تنجب الا بعد عشرون عاما ؟!..فهذا شعور العالم الذي يعمل في ابحاثه الي ان يصل لمرحلة الجنون ..حيث يبحث عن أي معمل يجري فيه عمليات التطبيق علي ابحاثه دون النظر الي المكان الذي سيعمل فيه “
وسألنا عبد العال عن آخر مشاريع العالم الراحل فقال انه سألني عن اسعار الشقق في القاهرة وذلك في 13 أغسطس الماضي حيث كان من المقرر ان ان يسافر هناك لمقابلة عد من اصدقاؤه الامريكيين !! حيث كان مصرا للعودة الي الولايات المتحدة والغريب ان السفارة الامريكية رفضت منحه تأشيرة دخول !! وكان يصر علي ذلك حتي انه تقدم بطلب ” هجرة ” الي كندا حتي يستطيع الوصول منها الي الاراضي الامريكية .
وعن واقعة اكتشاف وفاة عبده شكر سالنا حارسة عقار المتوفي ” ام ابراهيم ” التي تذكرته بعبارة ” كان حتة سكرة وطيب وفي حاله ” وانه اختفي وجاء اشقاؤه للسؤال عنه عدة مرات ..وان من اكتشف الوفاة جارته الدكتورة مني عبد القادر التي لاحظت وجود انارة مستمر للشقة وابلغتني بضرورة ابلاغ ذويه الذين اكتشفوا ان النوافذ و الشرفات مفتوحة واسقطوا سلم خشبي من سطح العقار الي شرفته ليجدوا جثته بملابسه الداخلية مسجاه علي الارض ! وتم ابلاغ الشرطة التي تولت التحقيق حتي انتهي بقرار من النيابة بعدم وجود شبهة جنائية في وفاته ..” وحفظ التحقيق ” .
وتوجهنا للسؤال حول امكانية معرفة احد من زملاؤه له حيث قال الدكتور عصمت زين الدين مؤسس قسم الطبيعة النووية بكلية الهندسة بجامعة الاسكندرية ان القسم تخرج به العديد من العقليات العلمية المتميزة وكان اساس اخيارهم يقوم علي اعلي مستوي من الذكاء و التفوق وما حدث يجب ان تقوم الدولة بمسئوليتها لمعرفة ماذا يحدث ووصف ذلك بانه ” مأزق خطير” .
وكانت وفاة باحث الذرة المصري قد صاحبتها شائعات قوية حول اغتياله على أيدي جهات خارجية في ضوء حوادث وفاة غامضة لأكثر من عالم مصري متخصص في المجال الذري والنووي. وأشارت أصابع الاتهام أيضًا إلى “الموساد”.
تقدم صبحي صالح وعباس عبدالعزيز (عضوا الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين) بمصر بسؤالين عاجلين إلى كل من رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والخارجية والعدل يطالبانهم بسرعة الكشف عن الأسباب الحقيقية لوفاة باحث مصري متخصص في المجال النووي
وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الوفاة طبيعية، وان أحد وكلاء النائب العام بنيابة الرمل بالاسكندرية استمع لشقيق المتوفى، واكد ان الوفاة حدثت نتيجة أزمة قلبية، حيث ان شقيقة يعاني من مشاكل صحية متنوعة.
وتساءل النائبان عن علاقة الوفاة بالمشروع المصري النووي، بقولهما “هل ما حدث للعالم النووي له علاقة بالاعلان عن المشروع النووي لمصر ام هو استمرار لمسلسل اغتيال العلماء الذي يتعرض له من الحين الى الحين العلماءالمصريون كما تسائلا عن صحة ما تردد من أن العالم النووي اشتكى من مضايقات عديدة له في الولايات المتحدة الامريكية قبل مجيئه لمصر. وتلقي هذه الواقعة بظلالها على اهتمام اسرائيل بالبرنامج النووي المصري
وكان النائب العام قد صرح في ابريل الماضي بان (اسرائيل) جندت باحثا مصريا في مجال الطاقة النووية يدعى محمد سيد صابر، وحكم عليه بالسجن 25عاما في اغسطس الماضي. وطبقا لأقوال صابر في تحقيقات نيابة أمن الدولة فان اثنين من علماء الموساد طلبا منه كتابة تقارير عن العلماء النووين المصريين، والأبحاث العلمية التي تقوم بها الجامعات المصرية في مجال الطاقة النووية.