الانتماء

بقلم الدكتور / حسام الرفاعي

الانتماء يعني إحساس الفرد أو المواطن أنه جزء من كل فإن كان عضواً في أسرة

فهو جزء لا يتجزأ من هذه الأسرة، وفرداً في مجتمع فهو جزء من بنية هذا المجتمع يعيش فيه ويتعايش ويتفاعل معه ويؤثر ويتأثر به ويعتنق أيديولوجيته ويمثل ثقافته ويتمسك بها ويكون ولاؤه أولاً وأخيراً لهذا المجتمع أو الوطن فإذا تعرض الوطن لخطر دافع الفرد عنه كمواطن وإذا انتصر فرح لانتصاره وإذا أنحسر أو أنكسر تألم لانحساره

بمعني أخر هو جزء من نسيج ذلك الوطن لا يحس فيه بغربة أو اغتراب ولا يحس فيه باضطهاد يؤدى به للاكتئاب ويفرح لأفراحه ويحزن لحزنه ويفديه بالروح إذا أقتضي الأمر وهذا لا يأتي إلا إذا شعر الفرد أن الوطن يرعاه ويحميه ويحتويه ويعمل من أجله .

وبصفه عامه فالانتماء إحساس وشعور وإدراك نفسي اجتماعي يترجم في شكل من أشكال السلوك تتباين درجاته ويمكن قياسه من خلال المواقف والأفعال وردود الأفعال ومدى مشاركه الفرد أو عزوفه ومدى التعاون أو الصراع ومدى الالتزام بالسلوك السوي أو الانحراف إلي السلوك المرضي ومدى التماسك أو التفكك الاجتماعي وغير ذلك من المعايير.

هذا ومع الإيمان بأن مصر حاله خاصة بحكم موقعها وموضعها تتمثل خصوصيتها في قدرتها علي مواجهه الخطر وقدرتها علي التمركز حول الذات عند الضرورة إلا أنه لوحظ في العقود الأخيرة حدوث تحولات بنائيه حادة وسريعة ومتلاحقة أثرت بشده علي مكونات البنية الإجتماعيه السياسية والإقتصاديه والثقافية في المجتمع كما أثرت علي الإنسان المصري لدرجه أحس معها البعض أن النسق القيمي يتعرض لخطر

وأن الانتماء كقيمة إيجابية بدأت تخبو جذوتها وتقل درجتها لدى البعض وتمثل ذلك في العديد من المظاهر والمواقف ولعل أبرز هذه المظاهر ما يلي:

اللامبــالاة:

وتتمثل في عدم اهتمام الفرد بالإفراد أو الظواهر أو المواقف في المجتمع بصفه عامه ويتسم سلوكه بالأنامليه ( وأنامالي) إو الأنانية (المصلحة الخاصة) أو الأيعنيه أي (إيه يعنى ) أو المعليشة أي (معلش)

الشك السياسي والاجتماعي:

ويتمثل ذلك في الشك في أحوال وأقوال بل وأفعال الآخرين في المجتمع يشك فيها بل ويشكك فيها أيضا والتخبط القيمي.

الاغتراب:

ويقصد بذلك شعور الفرد بأن المجتمع لا يحس به ولا يعنيه أمره وبأنه لا قيمة له في المجتمع ويؤدى ذلك إلي تقليل الفرد من أهدافه وطموحاته وفقدان الحماس والدافع والباعث علي المشاركة الفعالة والتفاعل مع المجتمع.

ارتفاع معدل الجريمة:

ودرجه العدوانية وظهور أنماط جديدة من السلوك المرضي كالبلطجة والتربح السريع بالطرق غير المشروعة والفكر المتطرف والإرهاب.