بقلم / حاتم عليوة
○ كأن الدولة العتيقة تشعر بالمرارة حينما استجابت في عام 2007 م لمطالب المعلمين التي استمرت لسنوات في حقهم لكادر خاص و الذي تم اقراره – للتذكرة فقط في عهد الرئيس الاسبق مبارك – و كأنها تشعر بلي ذراعيها في حقبة كانت تستعد فيها لاستمرار مسيرتها و كنوع من المهادنة لا اكثر حيث جاء كادرهم كوهم كبير مقارنة بأصحاب الكوادر الحقيقية.
○ و قامت الثورة و فرح المعلمون ان نظاما جديدا سينتهج مبدأ العدل و ينظر لهم بعين المساواة و التقدير ، لكن كانت الحكومات الواحدة تلو الاخرى ترمي لنا بالفتات ، مما لا يسعد حالنا و لا حتى يسد رمقنا ، بعدما فقدنا الامل تماما في ادخار و لو مبلغ بسيط – مثل الفئات المحظوظة – ليكون عونا لنا في قادم الايام ، حيث لم يتذكر المعلم المصري هذا منذ رحيل عبد الناصر الذي ارسى قيم العدالة الاجتماعية – و نحن هنا لسنا بصدد الحكم على حقبة تاريخية قد نختلف في تقييمها – و لكن نتذكر فيها قيمة ما كان يحصل عليه المعلم من راتب تساوي قوته الشرائية اضعاف رواتبنا الآن.
○ و هبت اعدادا لا يستهان بها من المعلمين ضد حكم مرسي ، و حاربت بقوة سياساته ، و في الثلاثين من يونيو كانوا في مقدمة الركب ، مؤمنين بأنه صالح الوطن ، وآملين في ناصر جديد و ثورة للعدالة الاجتماعية ؛ شعارها ارفع رأسك عاليا فأنت تستحق ان تحيا بكرامة ، و يحنو عليك الوطن لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ، و لم نعرف غير الخصومات و الاستقطاعات من قوتنا الذي لا يكفينا اصلا .
○ و يأتي وزير و يعد بقانون للتعليم ليحل فيه كل سلبيات قانون 155و ينشر في كل وسائل الاعلام منتظرا عرضه على الحوار المجتمعي ، و يرحل و يحمل معه قانونه ، الذي ينتقل الان من ادراج هيئة لاخرى ، و تبتسم الدولة العتيقة و تخرج لسانها في وجوه المعلمين و تقول لهم لن يستطيع كائن من كان ان يغير فلسفتي ، و ستظلون من اقل الطبقات و لا تغيير في السلم الطبقي فقد ضاعت طبقتكم الوسطى الى الابد ، و يأتي قانون الخدمة المدنية 18 لسنة 2015 م ليجعل من مكتسبات المعلمين وهما كبيرا .
○ و كعادة الدولة العتيقة ، لا يستطيع احد تغيير فلسفتها ، فتارة تهدد و تارة تحتوى ، و ندخل في قضايا جانبية لا تمت لأصل المشكلة بصلة ، كتصريح مستفز و يكون الرد كالعادة باهتا و ليس ذا قيمة نقابيا ، فالدولة العتيقة تعرف اخر ما تستطيعونه و هو الكلام و الكلام فقط… يا جموع المعلمين … تتظاهرون… ترفعون شعاراتكم و ترحلون ، اما دولتنا العتيقة فنظامها راسخ منذ الاف السنين كتمثال الكاتب المصري الجالس القرفصاء .
○ لكن هل يتغير الحال هذه المرة و يجد المعلم المصري من يحنو عليه و يعطيه حقوقه، و هي على الاقل تفعيل كل مواد قانون كادر المعلمين و خاصة مادته التاسعة و الثمانون دون تظاهرات او مناشدات و هل تصل رسالتنا لعنوانها الصحيح ام سيحول رجالات الدولة العتيقة ايصالها !!!.
الرابط الدائم: https://www.egymoe.com/17780/