بقلم / علا العلمي
ها وقد رحل عنا رمضان وما فيه من ………………
لن أملى عليك رمضانك فكل منا يجد فى رمضان ما لا يجده الآخرون !!
لذا
أتمنى أن تقول أنت ما الذى تجده أنت فى رمضان …
فأنت فى رمضان ذلك الشخص الذى لم تعتاد عليه فقد أملى عليك رمضان بعض الصفات التى تتحلى بها لتكون على قدر مصاحبته طوال هذا الشهر الكريم …
ولكن … دعنى اطرح عليك سؤال ..
هل أنتهيت من رمضان أم إنتهى منك رمضان ؟؟
تعالوا بنا قبل أن نجب على هذا السؤال نبحر فى ما يعنيه رمضان ذلك الإمتناع الذى قمنا به بكامل إرادتنا عن كل ما نحب أو نكره والإلتزام فقط بما هو واجب ومستحب بتعليمات من القرآن والسنة ..
فهو فى ظاهره قهر للنفس البشرية بكامل وعيها وقوتها والإستسلام فقط لما هو مُنزل من قِبل الحق سبحانه وتعالى ..
ولكنه فى باطنه غرس نافع وحقيقى لمكارم الأخلاق وتعلم ضبط النفس بميزان يصعب تطبيقه بسهولة إلا اذا كنت تريد أنت ذلك بصدق ..
وقد يكون الصدق موجود فى أموراً كثيرة لحياتنا إلا إننا لا نستطيع ان نتقنها كما هى كما يحدث فى مضان ..
إذن
ماهو سر رمضان الذى يجعلنا نقوم به وبشعائره التى تختلف عن حياتنا كثيراً وخاصة الامتناع عن ماهو لذ وطاب للنفس البشرية ؟!
اعتقد هو ذلك الشعور التى لا ينبعث من الفرد وإنما ذلك الشعور الجمعى الذى يجمع بين الناس بعضهم وبعض ..
فترى الناس يمشون وكلهم صائمون وعلى وجوهم تلك العلامات التى تدل على الإستسلام الجميل لله سبحانه وتعالى لعله يرضى عنا ..
فنحن نرتجى الحصاد من خالق الخلق بعد هذه المشقة فى مجاهدة النفس عن ما تحب .
كما أن رمضان وما فيه من أجواء تبعث على السلام النفسى حتى مع ما قد يجده البعض من تعب وإرهاق فهناك من يتعصب ويغضب ويثور ويقول ما يقول إلا إنه فى الأخر يقول اللهم إنى صائم !! عارف لو مكنتش صائم كنت عملت فيك ايه ؟؟
هو بالفعل عمل وقال .. ولكنه .. يذكر نفسه ويذكر الآخر أنه يقوى على أكتر من ذلك إلا إنه مستسلم لرمضان فقد قهره رمضان ليكون أحسن عن ما سيكون عليه لو كان فى غيره ..
وكذلك من يجد صعوبة وضائقة حال فى بعض المصروفات نجده فى رمضان يستسلم عن طيب خاطر لمغريات بعض مظاهر رمضان من مرطبات وحلويات وتعليق الزينة وفوانيس وغيرها من تلك المظاهر المبهجة فهو لا يريد فقط أن يرى الفرحة أمام عينيه بل ويشارك فى صناعتها لأن ذلك يشعره بأنه فى رمضانه هو وما يعنيه له .
وهناك من يجعل من شهر رمضان موعد لإخراج زكاة ماله وما عليه من واجبات تجاه الفقراء فهو يتذكرهم ويشعر بحالهم فى وقت يصعب الشعور بهم فى وقت أخر لما به من أمور تشغله عنهم فى حياته العملية ..
وهناك من يجعله ميعاد للإلتقاء بالأهل والأحباب ووصل ما يجب أن تصله وكأن رمضان هذا هو اجتماع عالمى بين الناس وما فرقهم من مشاغل الحياة يجمع بين القوب و يؤلف الصدور ويخليها من اى شعور إلا المحبة فى القلب و الإبتسامة على الوجه ..
ولـكـــــن ..
يا من قهرك رمضان وجعلك تستسلم له بكامل ارادتك بحب وسلام أجب الآن على السؤال ..هل انتهيت من رمضان أم انتهى منك رمضان ؟؟
فاذا كنت انتهيت من رمضان فما زال موجود معك بحبه وسلامه وقهره لك بحب وخضوع باستسلامك له بتعليماته التى تفيدك وتعود عليك بالنفع فهو ذلك القهر اللذيذ الذى نريد منه المزيد لأنفسنا ..
أم انتهى منك رمضان فتعاوده الكرة مع نفسك وما فيك من عادات تبعد عنك نفسك ويبعد عنك الاخرون والإستسلام لقهر الحياة وما فيها من مرهقات عصبية ونفسية ..
لــــــــذا
لا تجعل رمضان يرحل عنك واصطحبه داخلك فهو رفيق فى وقت الضيق ينفعك فى وقت تريد فيه مدد ايجابى للاستمرار فى تلك الحياة وما فيها من معاناة وضغوط ..
تذكر فيه تلك البسمة التى تكون على وجوه الصائمين واللسان الذى يتذكر أنه صائم فلا ينطق إلا بما يرضى الله وذلك القلب الذى لا يعرف إلا الحب والرحمة مع الناس وتلك الوصلة التى تجمعك بينك وبين من تحب ..
وكن رمضانياً لتكن أيجابياً .
الرابط الدائم: https://www.egymoe.com/17946/