الموسوعة العلميةمقالات تربوية
الإدمان الرقمى . . لعنة العصر
بقلم / ا.د حسن عبد العال
كلية التربية جامعة طنطا
” الإدمان الرقمى ” مصطح يشير فى معناه البسيط ، الى الانغماس الكامل فى الممارسات الرقمية ، وقضاء أغلب الوقت فى تصفح شبكات التواصل الاجتماعى تحديدا ، وشبكة الانترنت بشكل عام.
وللإدمان الرقمى مظاهر لا تخفى على الجميع ، منها إدمان الألعاب الالكترونية ، وزيادة معدلات البقاء فى المنزل ، وكتابة وقراءة الرسائل النصية أثتاء القيادة ، وعدم الانفصال عن الهواتف الذكية حتى أثناء تناول وجبات الطعام ، وتصفح شبكات التواصل كل دقيقة حتى أثناء اجتماع مهم ، او فى الجلسات العائلية .
ولا ترتبط مشكلة الإدمان الرقمى فقط باستهلاك الوقت على الأجهزة الاكترونية وإنما الأخطر بفقدان السيطرة على الحياة الحقيقية الواقعية ، مع تكبد خسائر لاحصر لها فى المجالات الشخصية والمهنية والعائلية والعاطفية والاجتماعية ، وبالجملة فإن الإفراط فى استخدام الإنترنت يؤثر غلى طبيعة الحياة الاجتماعية .
ويرى الخبراء أننا نستطيع تقييم الإدمان الرقمى ، وفقدان التحكم فى الحياة الواقعية من خلال بعض الأبعاد :
— قلة معدل الأمان نتيجة تعرض الفرد للأخبار السيئة التى تؤثر على إدراكه لما هو جميل فى حياته .
— قلة العلاقات الاجتماعية الواقعية ، وزيادة العلاقات الافتراضية عبر شبكات التواصل الاجتماعى .
— زيادة نسبة رفض الآخر وعدم التسامح معه ، وتحول المشاعر الى صورتها الآلية بعيدا عن المشاعر الانسانية ، لطول التعامل مع العالم الافتراضى .
— الامتناع عن الضروريات فإذا فضل المستخدم الانشغال بلعبة او بمحادثة عن الطعام وما شابه ، كان ذلك دليلا على الادمان الرقمى
— كلما أحس المستخدم أنه فى صراع دائم وتنافس مع المحيطين به ، كان هذا مؤشرا على الادمان الرقمى ، نتيجة البيئة التنافسية التى يعيش معها فى العالم الرقمى خاصة فى الألعاب الاكترونية .
وتشير بعض الدراسات ( د. فتحى شمس الدين ) إلى أن أكثر من نصف مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى أنهم أكثر بؤسا وياسا من أصدقائهم الموجودين على العالم الافتراضى.
إن آثار استخدام شبكات التواصل الاجتماعى بشكل خاص والعالم الرقمى بشكل عام خطيرة ، ويجب الاهتمام بها ، والعمل على إجراء المزيد من البحوث حولها ، لمواجهة الآثار السلبية لاستخدامها