كشف الدكتور رضا حجازي رئيس امتحانات الثانوية العامة بوزارة التربية والتعليم عن استعدادات وزارة التربية والتعليم للمهمة السنوية الأصعب، والتي ستبدأ في الثالث من يونيو المقبل، عندما يدخل ما يزيد عن نصف مليون طالب اللجان لاجتياز مرحلة التعليم الأساسي إلى الجامعات.
وأكد «حجازي»، في حوار خاص توفير كل الضمانات لسرية نماذج الأسئلة، موضحا أن جهات سيادية تختار النموذج النهائي للامتحان.
ولفت إلى أنهم عملوا على دراسة إحصائيات السنة الماضية من حيثة الأسئلة ونتائج الطلاب، لتحديد الإيجابيات والالتزام بها، وكذلك تفادي أي سلبيات.
ووصف رئيس امتحانات الثانوية، إجراءات هذه السنة بـ«الخاصة» والجديدة لمواجهة الغش الالكتروني ومثيري الشغب، محذرا من العقوبات القانونية القاسية التي تنتظر كل من يفكر في الغش، مشددا على أن الوزارة ستتابع الامتحانات في كل أنحاء الجمهورية عن طريق غرفة العمليات التي ستعد تقارير يومية عن سير اللجان وستتدخل أذا تطلب الأمر ذلك.
تبقى أقل من شهرين على امتحانات الثانوية العامة.. ما أبرز استعداداتكم؟
لدينا استعدادات خاصة لامتحانات الثانوية، ونحن نسير فيها وننفذها وفق جدول زمني، مستفدين من تجربتنا التي أشاد الجميع بنجاحها السنة الماضية.
وكيف تعاملتم مع سلبيات السنة الماضية؟
بمجرد نهاية السنة الماضية، بدأنا على الفور استعداداتنا لامتحانات هذا العام، بتحليل نتائج المواد ونسب نجاح الطلاب في كل محافظة وأكثر المواد رسوبا، وأطينا تعليمات لموجهي بعض المواد في عدد من المحافظات بمتابعة مستوي الاساتذة لتلافي حدوث نسب الرسوب الكبيرة، وبالفعل نسعى لعلاج كل السلبيات الماضية وحلها بشكل جذري.
وبماذا وجّهتم لجان وضع أسئلة الثانوية هذه السنة؟
أولا أن تكون صيغة الأسئلة واضحة بلا أي لبس، وكذلك الإجابات، لضمان عدم تكرار أزمة اختبار اللغة الانجليزية حينما جاءت الاختيارات غامضة وتقبل أكثر من حل. وثانيا احتساب درجة لكل خطوة في المسائل الرياضية، وليس درجة على الناتج النهائي للمسألة.
أثناء وضع نماذج الأسئلة.. ما الضمانات التي تتخذونها؟
اخترنا اللجان المشكلة لوضع الاسئلة بكل دقة، بعد التأكد من عدم وجود أى موانع قانونية لديهم من خلال الاجهزة السيادية.
اللجان ستقدم 4 نماذج امتحانية متساوية من حيث تدرج الصعوبة وفي اوزان الجزئيات الاختيارية، ثم ستختار الجهات السيادية واحد من النماذج الامتحانية الأربعة لطبعه، بحيث لا يعرف أعضاء اللجان تحديدا أى من تلك الامتحانات سيوضع أمام الطلاب.
وهل ستتكرر هذ العام ظاهرة تظلمات الطلاب؟
نحاول دائما مراعاة أقصي درجات الدقة في التصحيح، ومن أجل هذا فلن يمارس شئون تقدير كراسات امتحانات «البوكليت» إلا الاساتذة المتخصصون في المادة، كما ستخضع كراسات الاجابة لإشراف من عناصر فنية مختصة بالجودة داخل حجرات التصحيح بالكنترول.
أضافة إلي ذلك، قررنا عقد اجتماع مفتوح مع مقدري الدرجات للاتفاق علي قواعد التصحيح وذلك في لقاء بواسطة «الفيديو كونفرانس» بين مستشاري المادة وأعضاء التصحيح قبل حتي بداية تصحيح العينة العشوائية في كل مادة، ومن ناحية أخري هناك عقوبات رادعة سوف تنتظر مقدري الدرجات الذين يثبت تقصيرهم في عمليات التصحيح.
يشكو الطلاب دائما من «جمود» نموذج الإجابة الأمر الذي يحرمهم من درجات مستحقة.. هل من حل للمشكلة؟
نموذج الأجابة مجرد اطار يحكم مقدري الدرجات، ومن جانبنا أعطيناهم الحق هذا العام لاحتساب أي أجابة يرون أنها صحيحة إلي النموذج، وذلك بعد رفعها عن طريق مشرف حجرة التصحيح في الغرفة التي يعمل بها والذي يرفعها بدوره إلي مستشار المادة لاضافتها لنموذج التصحيح واعتمادها.
كيف تجري علميات تصحيح كراسات «البوكليت»؟
ليس هناك اختلاف كبير في مسألة تقدير الدرجات عن السنة الماضية التي أثبت نجاحها، إذ سيتم تخصيص حجرة لتصحيح كل نموذج من الامتحانات الاربعة لضمان تحقيق مبدأ العدالة، مع إلزام كل مقدر درجات بتصحيح 16 كراسة فقط في اليوم الواحد لضمان عدم تسرعه وتحقيق دقة التصحيح.
وجميع خططنا التي وضعناها بالنسبة للتصحيح هي أمور زمنية تقديرية، وبالتالي لن نتردد في إعطاء وقت إضافي لتصحيح كراسات الاجابات في أى مادة في حالة أذا تطلب الأمر، المهم أن يأخذ كل طالب حقه من واقع ما دوّنه في كراسة الإجابة.
لجان الشغب صداع مزمن كل سنة للقائمين علي الامتحانات.. ماذا أعددتم للتعامل معها؟
هناك اجراءات خاصة لتأمين أعمال الامتحانات في هذه اللجان، بالتنسيق مع الجهات الامنية، خصوصا بعد قرار الوزير بإلغاء قرار عدم إقامة لجان امتحانات في تلك المدارس والذي اتخذناه السنة الماضية، حتي لا يتأثر الطلاب الذين لا يشاركوا في آى أعمال شغب، وأيضا استجابة لطلبات أولياء الامور الانسانية.
وبشكل عام.. ما الجديد في إجراءات تأمين اللجان؟
قررنا مبدئيًا زيادة أعداد العصي الإلكترونية إلى 8 في كل لجنة امتحان، بهدف منع تكدس الطلاب علي أبواب اللجان عند الدخول من ناحية، ولمنع محاولات ضعاف النفوس من إدخال آى أجهزة محمول أو غش الكترونية، كما اتفقنا علي توجيه أعضاء الامن الاداري باللجان بإجراء مسح شامل للفصول والمقاعد قبل بداية الامتحان لضمان عدم تسلل آى فرد أو إخفاء أي أداة غش إلكترونية.
بجانب ذلك، سنفعل العقوبات في قانون مكافحة الغش وإثارة الشغب، وهو قانون صارم جدا بالنسبة لبنوده التي تصل إلي الحبس والغرامة المالية، علما بأن آى طالب سيجرم في حالة ضبط آى جهاز محمول معه حتي لو كان مغلقًا.
«لجان أبناء الذوات» مصطلح تردد في سنوات ماضية.. هل سنسمعه هذه السنة أيضًا؟
أؤكد أن جميع الطلاب سواسية في لجان الامتحانات، ولدينا كشف بأسماء طلاب الثانوية المحولين لمراجعته أكثر من مرة والتأكد من قانونية الإجراءات الخاصة بضوابط النقل وهي محددة ومشددة، اضافة إلي ذلك قررنا توزيع هؤلاء المحولين علي اللجان وداخل الفصول الامتحانية يما يمنع تجمعهم في مكان واحد، تمامًا كما حدث مع طلاب المنازل، عندما منعنا وجود لجنة لهم، ووزعناهم على أكثر من لجنة لمنع حدوث الشغب.
هناك لجان تتبع الادارة العامة للامتحانات بدأت بالفعل في مراجعة متطلبات كل استراحة وتوفير احتياجات المعيشة اللائقة بالمعلمين، اضافة إلي أننا خاطبنا وزير التنمية المحلية بشكل رسمي لكي يوجه المحافظين بترؤس لجنة ادارة الثانوية العامة وادارة الأزمات في محافظته، ليكون شخصيا مسئولا مع الوزارة عن توفير كل الاحتياجات بما له من سلطات تنفيذية.
أنت أستاذ كيمياء متخصص وعضو بالمركز القومي للامتحانات.. بما تنصح أبناءك من طلاب الثانوية؟
أنصحهم بالهدوء، خصوصا خلال أداء الامتحانات، والبُعد عن مسببات التوتر، وعمل خريطة ذهنية لكل جزء في المنهج بشكل يتيح للطلاب استراجاع المعلومات بسهولة من ناحية، و من تثبيتها في ذهنه من ناحية أخري.
وعليهم كذلك أن يبتعدوا نهائيا عن مواقع التواصل الاجتماعي أيام الامتحانات، لأن لها أثر سلبي قوي في تشتيت أذهان الطلاب وإرباكهم.
وللأسر وأولياء الأمور أقول: عليكم بمساعدة أبنائهم علي الأسترخاء والحصول علي قسط كافي من النوم، خصوصا في فترة الامتحانات، مع عدم وضع آى ضغوط عليهم، حتي لا يأتي ذلك بنتائج عكسية.
و ماذا عن مذاكرة «الكيمياء و الفيزياء» وهما من أصعب المواد بالنسبة للطلاب؟
على الطلاب أن يتعاملوا مع المادتين على أنهما من الظواهر، وليسا مسائل رياضية، فالفهم والتحليل هما مفتاحا الحصول علي أعلي الدرجات في مواد العلوم بصفة عامة، وليس الحفظ والتلقين.