اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

الإسلام الشعبى أو دين الحرافيش المسكوت عنه

بقلم  الاستاذ الدكتور حسن عبدالعال

كلية التربية جامعة طنطا

فى علم الاجتماع الثقافى ثمة مستويات للتعامل مع الظاهرة الدينية ، أولهما : يتعامل مع ما يمكن ان يسمى بالدين النصى ، أى يتعامل مع النصوص المقدسة الحاكمة فى دين ما ، وهذا المستوى من التعامل يقوم على الشرح والتفسير والتأويل واستخراج الأحكام الفقهية من نصوص الدين ، وثانيهما يتعامل مع الظاهرة الدينية من واقع معاش ، وفى هذا المستوى من التعامل يتم التحليل السوسيولوجى للظاهرة لا علاقة له بالتحليل العلمى وللنتاج الفكرى . ويأتى الحديث عن الدين الشعبى فى هذا المستوى .

ويقصد بالدين الشعبى هنا : مجمل الفهم الشعبى والممارسات العملية ذات الطابع الدينى ( ولو من حيث الشكل فقط ) غالبية المسلمين المعاصرين . ويشمل هذا الفهم وتلك الممارسات لغالبية المسلمين ، ممن يدينون بالاسلام بحكم الميلاد والنتشئة فى أسر مسلمة ، بدون اشتراط معرفة تفصيلية او حتى معرفة عامة منضبطة بأحكام وتعاليم الإسلام ، كما تقررها النصوص المقدسة ، ومن ثم فالدين الشعبى هو دين أولئك المسلمين الذين ورثوا الإسلام بحكم انتمائهم العائلى، وبدون اختيار محدد عن تبصر ودراية ودراسة للإسلام .

وفى الغالب ما يكونون الأغلبية العددية من الفقراء أو ممن يقعون فى الشرائح الاجتماعية الدنيا والوسطى الدنيا من حيث المستويات الاقتصادية والاجتماعية ، وفى الغالب أيضا من حيث المستويات الثقافية والتعليمية ، ويطلق على هؤلاء أحيانا أولاد البلد .

وتتم كل الدراسات المتعلقة بالدين والظاهرة الدينية على المستوى الرسمى النصى ، سواء فى تجديد الخطاب او الإسلام السياسى او الحركات الاسلامية أو علاقة الدين بالتنمية او غيرها من دراسات لا يحضرها عد . ويكاد يغفل دراسة ” الدين الشعبى ” أو قلما تتجه بوصلة الدراسات نحو هذه الوجهة رغم أهميتها البالغة ، من حيث تأثير الدين الشعبى على مجمل جوانب الحياة فى المجتمع . واذا تمت بعض الدراسات لمظاهر هذا ” الدين الشعبى ” كالطرق الصوفية او احتفالية الموالد والمظاهر اللاعقلانية للسلوك الديتى وغيرها فإن هذه الدراسات تستخدم مناهج كمية وأدوات جمع بيانات ومعلومات ميدانية تقليدية ، تكتفى بدراسة سطوح الظاهرة دو أن تغوص إلى أعماق الظاهرة ، مما ينتج عنه أن السياسات الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية او التربوية لا تحقق نصيبا كبيرا من النجاح إن لن تفشل

أن ما لم يستوعب باحثونا فى مجال العلوم الاجتماعية والتربوية أن استخدام المناهج والادوات الكمية المعروفة فى الدراسات الميدانية التقليدية فى دراسة ميادين حساسة كالدين او الجنس أو حتى السياسة ليس له مردود علمى ذى شأن والسؤال الذى أختم به هو : متى تبحر سفن بحوثنا ودراساتنا التربوية والاجتماعية صوب مرفأ ” الدين الشعبى ” او ” دين الحرافيش “

 

لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

انضم لجروبنا الرسمي وتابع الأخبار اضغط هنا

روابط نرشحها لكم

لنتائج جميع المحافظات اضغط هنا

لـ 9 نماذج التجريبية للثانوية اضغط هنا

لجدول الثانوية العامة اضغط هنا

لجدول الثانوية الأزهرية اضغط هنا

للإطلاع على أخبار محافظتك اختر المحافظة من الجدول

 

القاهرة

الإسكندرية

الشرقية

الجيزة

الغربية

المنوفية

القليوبية

البحيرة

كفر الشيخ

البحر الأحمر

الوادي الجديد

السويس

أسوان

أسيوط

قنا

سوهاج

الفيوم

المنيا

شمال سيناء

جنوب سيناء

بني سويف

بورسعيد

الدقهلية

مطروح

الأقصر

دمياط

الإسماعيلية

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة