مقالات تربوية
طرق علاج العدوان

إن معرفة أسباب أية ظاهرة إنسانية، سلبية كانت أم إيجابية، تعد من أهم المكتشفات الإنسانية، لا من حيث اكتشافها فحسب، أو دراسة طبيعتها، بل من حيث التعرف عليها وتفكيك مكوناتها بغية الوصول إلى حل يقودنا إلى وضع علاجات لها أو التخفيف منها، وخاصة فيما يتعلق بوجود الإنسان وعيشه وأمنه واستقراره..
إن الله سبحانه وتعالى خالق الكون بأكمله وفاطر الخلق، ومن خلقه وتكوينه أنه خلق أصعب المخلوقات وأقساها، هي النفس الإنسانية، وعظمة الله تجلت عندما خلق في هذه النفس الميول، وجعلها تحركها وتمضي بها أطواراً، وخلق من النفس أشكالاً وأنواعاً . فالإنسان في صراع مع نفسه إزاء مواقف الحياة، ومن استطاع أن ينازع نفسه ويردها ويجعل زمام أموره مع العقل، استطاع أن يحقق التوازن النفسي، وهو ما يسمى في علم النفس الحديث بالاتزان والتوافق النفسي، وهي حالة من السوية يجعلها الإنسان سمة من سمات شخصيته، وصفة يصفه بها الناس.
أما إذا انفلتت الأمور وانحدرت فإنها سوف تؤدي بصاحبها إلى الرذيلة، ومن ثم فإن كل الشر ينجم عن سوء الأدب، وهو السلوك غير المقبول اجتماعياً، ويأخذ عدة أشكال، فعدم احترام الناس أو التقليل من شأنهم أو احتقارهم يعد بحد ذاته سلوكاً عدوانياً وإن اختلفت أشكاله وأنماطه.
إن ظاهرة العنف والسلوك العدواني هي إحدى الظواهر الإنسانية التي تصدر عن النفس الإنسانية في لحظة جنونية غير مسيطر عليها، ربما تدفع إلى ارتكاب حماقة تؤدي إلى إزهاق أرواح البشر، وإحداث أضرار مستديمة تؤدي إلى الإعاقة، أو إحداث أضرار مادية ومعنوية؛ فيكون الثمن خسارة فادحة للنفس الإنسانية… ونحن إزاء ظاهرة السلوك العدواني نحاول جاهدين بحث المكونات المؤدية إلى هذا السلوك، ودوافعه، وحالات الإحباط المصاحبة له قبل حدوثه والعوامل الأخرى ذات التأثير الفعال؛ لذا ففي مسرى الحياة وتحت وطأة الظروف وضنك المعيشة وكثرة الاحباطات والاستثارات، نجد أن ظاهرة العدوان والعدوانية باتت متفشية في السلوك الفردي، والسلوك الجمعي للشعوب، رغم كوابح المنع القوية التي يفترض أنها تخفف من شدة تفاقم الظاهرة العدوانية.
طرق لعلاج العدوان
لا بد من معرفة الدوافع وراء العدوان..
– عدم عرض نماذج عدوانية أمام الأطفال أو تعريضهم لمواقف عدوانية من الوالدين أو الكبار المحيطين بهم أو حتى وسائل الإعلام، الملاكمة، المصارعة، الرياضة العنيفة.
– يمكن أن تٌصرف نوبات العدوان من خلال أنشطة اللعب المختلفة؛ أي تفريغ طاقة الطفل في اللعب، لأن اللعب يتيح للطفل مجالاً للتخلص من النزعات العدوانية، فمثلاً الطفلة التي تلعب بعروستها وتضربها تخفف من ميلها إلى ضرب أختها التي تغار منها وتراها منافسة لها.
ولا بد أن يفهم أن ما يشاهده هو مجرد تسلية خيالية لا تمثل نموذجاً صادقاً لعالم الواقع.
ـ يجب أن نعلم الطفل كيف يصفح ويعفو ويتعلم الإحسان في مقابل الإساءة، والعفو مقابل الغيظ، ونقص له القصص التي تدل على ذلك، كقصة الحسن بن علي مع جاريته. (والكاظمين الغيظ)، (والعافين عن الناس).
ذكر الآيات القرآنية التي تتحدث عن كظم الغيظ والتعامل الحسن: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) وقال الله تعالى: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).