الإعلام والتنمية الثقافية والاجتماعية والتعليم

لا شك في أن المؤسسة الإعلامية بما تتضمنه من مؤسسات عدة هي من أخطر المؤسسات الموجودة في الدولة فهي تلعب دور محوري في الحياة العامة والحياة السياسية والثقافية والاجتماعية، فالإعلام هو النافذة التي يطل منها المواطن على العالم الخارجي ويرى من خلالها مجتمعه، فالإعلام ببساطة هو (ثقافة شعب).

وكلمة إعلام من فعل (أعلم) أي أخبر، والإعلام إما يكون مسموع (الإذاعة) أو مقرؤ (الصحافة) أومرئي (التليفزيون) والإعلام بأشكاله الثلاثة مهمته الأولى إخبار و إعلام المواطن، سواء كان مستمع أومشاهد أوقارئ، بالخبر أوالمعلومة أو الحدث بشكل موضوعي وحيادي.

أما التنمية فهي إحداث تطور وتقدم في أي مجال من مجالات الحياة والتنمية تكون سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو اجتماعية وغيرها….

ويقفز إلينا الآن سؤال هام وهو ما علاقة الإعلام بالتنمية؟ سنجد ببساطة إن الذي يصنع التنمية هو المواطن وسنجد أيضا إن الإعلام يتعامل بشكل مباشر مع هذا المواطن الذي هو مسئول عن التنمية، فالإعلام هو الذي يهيئ المواطن لكي يقوم بالتنمية. إذن فالإعلام مسئول مسئولية عظيمة عن عملية التنمية في أي دولة، لذا فتقدم إي دولة في عصرنا الحالي يعوّل كثيرا على تقدم مؤسسته الإعلامية التي إن كانت فعالة فستؤثر ولا شك بالإيجاب على تقدم الدولة.

كما تعني التنمية الاجتماعية والثقافية رفع المستوى الثقافي لدى المواطنين وتأصيل العادات والقيم الاجتماعية الصحيحة ونبذ تلك القيم والعادات التي لا تتلائم مع طبيعة المجتمع والتي من شأنها تشويه المجتمع وإخفاء ملامحه الأصيلة، فنجد الإعلام يلعب هنا دور خطير في ذلك النوع من التنمية، فالإذاعة والتليفزيون والصحافة عليهم مسئولية تثقيف الشعب ونشر الوعي بين المواطنين وتنقية العقول من ثقافة اللاثقافة والثقافة التافهة التي لا تنمي أي معرفة، فوسائل الإتصال المرئي (التليفزيون) تستطيع انجاز تلك المهمة من خلال عرض برامج ومسلسلات وأفلام تنمي الوعي الثقافي لدي المواطن وتنمي معارفه وتضيف إلى رصيد معلوماته وتناقش بعض العادات والظواهر الاجتماعية الخاطئة وتبرزها للمواطن وتعمل على تصحيح المفاهيم لديه

وبالتالي فهي تقضي على تلك الظواهر في المجتمع –فمثلاً-عند ظهور أي ظاهرة اجتماعية سلبية كالزواج العرفي، فان الإعلام يستطيع عن طريق عدة مسلسلات وبرامج تعالج تلك الظاهرة وتتناولها بالتحليل وتكشف خطورتها للمجتمع ومدى تأثيرها السلبي على المدى البعيد والحد من انتشار تلك الظاهرة في المجتمع، وهنا تبرز أهمية الإعلام في التنمية الثقافية والاجتماعية.

فالإعلام له دور رئيس في نشر الثقافات الجديدة ومن ثمه العمل على تغيير السلوك الإنساني نحو الأفضل الأمر الذي يسهم في تحقيق التنمية المتواصلة.

ولا يخفى على احد أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في شتى صوره سواء المرئي أو المسموع أوالمقروء في نشر التنمية الثقافية الاجتماعية وتحديد السبل المناسبة لرفع مستوى وعي أفراد المجتمع بمشاكلهم المختلفة فيما يتعلق بالصحة والتعليم وحقوقهم ودورهم في التنمية الثقافية الاجتماعية كجزء لا يتجزأ من المجتمع.

ويحرص الإعلام الجيد على أن يلعب الدور الايجابي الذي يمكن لأفراد المجتمع من التطور والحصول على المعرفة اللازمة بقضاياه المُلحة بهدف استثارة وعيهم لزيادة مشاركتهم بفاعلية في عملية التنمية.

* ويظهر لنا هنا أثر وسائل الاتصال الجماهيري على نشر التنمية الثقافية والاجتماعية: الاتصال ” هو عبارة عن عملية تبادل للمعلومات بين فردين، يهدفان إلى فهم مشترك للموضوع، وقد ذكر شارلز رايت أن من أهم وظائف وسائل الإتصال الجماهيري العمل على إحداث إنسجام بين أطراف المجتمع الواحد لمواجهة ما يحدث في محيطه، وتقوية المعايير الاجتماعية.

فالوسيلة التي نحصل عن طريقها المعلومات قد تؤثر في تفكير الأفراد وسلوكهم أكثر من بعض محتويات الرسالة نفسها وأن لها دوراً أساسياً في عملية الاتصال، بل في تنظيم المجتمع وتطوره.

كما أن الوظيفة الإخبارية هي الوظيفة الأساسية لوسائل الاتصال، فهي تعمل بحكم سعة وسرعة انتشارها على توفير رصيد مشترك من المعلومات يزيد من فاعلية تواصل جمهورها وتماسكه الاجتماعي، وذلك تبعاً لطبيعة القيم الاجتماعية الموجهة إليه.

* ومما لاشك فيه لكي تتم تنمية المجتمع لابد من معالجته من الأمراض الاجتماعية التي تصيبه، لذا على الإعلام بكافة أشكالة ووسائل الأتصال الجماهيري أن يحتلوا الدور المنوط بهم لزيادة وعي أفراد المجتمع وتوحيد ثقافاتهم ونبذ السلوك المخالف لعادات وقيم المجتمع السائدة، حتى نتمكن جميعاً للتصدي لهذه المشكلة حتى يتثنى لنا علاج المجتمع من أمراضه الاجتماعية والنهوض به لأعلى مستوى ممكن من التنمية.