اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

الدكتور رضا عبدالسلام يكتب هل المساواة تغني عن العدل؟! وما الذي يفوقهما معا؟!

بقلم الدكتور رضا عبدالسلام

يخلط البعض بين قيمتي او فضيلتي العدل والمساواة…وبناء على ما تعلمناه، نؤكد ان العدل مطلوب، كما ان المساواة مطلوبة…ولكن ما الفارق بينهما؟!

احبتي، المساواة هي الا يستثنى احدا من الخضوع للقانون، فالجميع تحت سيف القانون سواء، كما تنص الدساتير، وكما يطبق في الدول الديمقراطية التي يحترم فيها القانون…أي أن يصبح القانون كما الموت “لا يستثني أحدا”.

لا استثناء لأحد على أساس الجاه او المنصب او الأصل او اللون من الخضوع للقانون (فاكرين مقولة انته عارف انته بتكلم مين؟!)، مثلما كان يتم استثناء النبلاء في العصور الغابرة من الخضوع للضرائب، فالمساواة تعني الا تستثنى احدا من دفع دين الضربية لانه نبيل او من عيلة فلان، وان الجميع أمام القانون سواء.

وقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة المساواة في حديثة العظيم “لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها”، فهذه هي “المساواة”.

كما جسد فاروق الأمة، عمر بن الخطاب، فضيلة المساواة عندما قال قولته المشهورة لعمرو بن العاص وابنه المتعالي، عندما اهان القبطي المصري، “اضرب ابن الأكرمين أيها القبطي المصري، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا”.

اما العدل يا أحبتي، فيعني انه رغم ان الجميع يخضع للقانون، ولا يستثنى منه أحدا، الا انه لابد وان تكون هناك عدالة في تطبيقه،

الضريبة مثلا، يخضع لها كل من يحقق دخل أو ربح، ولكن لا يمكن ان نفرض ذات نسبة الضريبة أو ذات المبلغ على كل الناس!!! ولكن لابد من العدالة، فتفرض ضريبة أقل على اصحاب الدخول المنخفضة، وضريبة اعلى على اصحاب الدخول العالية…

فَلَو قلنا مثلا ان الدولة قررت فرض ضريبة بنسبة 20٪؜ من الدخل على كل من يعيش على ارض مصر، لو تم تطبيق هذا فنحن نحقق “المساواة”، أليس كذلك، ولكننا لم نحقق “العدل”!!!

فالعدالة اذا تقتضى مراعاة مقدرة كل مواطن، فليس من العدل أن اقتطع 20٪؜ من دخل موظف راتبه 1000 و أيضا 20٪؜ من مواطن دخله مليون جنيه بالشهر، العدل هو ان افرض نسبه اقل من الضريبة على من راتبه 1000 ولتكن 2٪؜ اما اصحاب الدخول المرتفعة ترتفع معها نسبة الضريبة بزيادة الدخل الشهري، بهذا نحقق العدالة.

بهذه الطريقة نكون قد حققنا المساواة وفِي نفس الوقت راعينا العدالة.

وإذا ما خيرنا بين فضيلتي العدل والمساواة، فالعدل أولى وأوقع، ولهذا من أسماء المولى عز وجل “العدل” وليس “المساوى”!! ولهذا قال تعالى “إن الله يأمر بماذا؟ “إن الله يأمر بالعدل”

وبناء عليه، المجتمعات المتحضرة تراعي فضيلتي المساواة والعدل، وبهما وتحت مظلتهما يتحقق التقدم ويسود السلام الاجتماعي ويسعد الجميع…

ولكن الإسلام تميز عن غيره من الشرائع والنظم بأن عظم وشجع على ما هو أسمى من المساواة والعدل…وهو “الإحسان”….ولهذا فإن المحسن مخلوق نوراني رباني بلغ مرتبة من السمو، وتجاوز قضيتي أو مرحلتي المساواة والعدل…”بالإحسان”…

ولهذا تخيل مجتمع لا يسوده فقط “المساواة” أو “العدل” ولكن “الإحسان” كيف سيكون شكل وجمال وعظمة وسموا هذا المجتمع؟!

 

لوظائف التربية والتعليم 2019 اضغط هنا

تواصل معنا

لصفحتنا على الفيس بوك اضغط هنا

انضم لجروبنا الرسمي وتابع الأخبار اضغط هنا

للإطلاع على أخبار محافظتك اختر من الجدول

القاهرة

الإسكندرية

الشرقية

الجيزة

الغربية

المنوفية

القليوبية

البحيرة

كفر الشيخ

البحر الأحمر

الوادي الجديد

السويس

أسوان

أسيوط

قنا

سوهاج

الفيوم

المنيا

شمال سيناء

جنوب سيناء

بني سويف

بورسعيد

الدقهلية

مطروح

الأقصر

دمياط

الإسماعيلية

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة