توصل مسبار جونو التابع لوكالة ناسا الفضائية إلى تقدير دقيق لكميات المياه في الغلاف الجوي لكوكب المشترى، حيث تشير البيانات إلى أن الماء يشكل نحو 0.25% من الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي للكوكب عند خط الاستواء، أي ثلاثة أضعاف كمية الماء عند الشمس، بينما لم تكن هذه البيانات معروفة عندما تم إرسال مسبار جاليليو قبل جونو، حيث أشار إلى معلومات مختلفة وهى أن كوكب المشتري قد يكون جافًا بشكل كبير مقارنة بالشمس.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، تشير النتائج الجديدة إلى أن كوكب المشتري قد يكون أول كوكب يتشكل في نظامنا الشمسي ويتكون من الغاز والغبار غير المدمج في الشمس.
وقال سكوت بولتون المحقق الرئيسي في جونو: “اكتشاف جونو المفاجئ أن الجو لم يكن مختلطًا جيدًا حتى تحت قمم السحابة يعد لغزًا لا نزال نحاول اكتشافه، لم يكن أحد يخمن أن المياه قد تكون متغيرة للغاية في جميع أنحاء الكوكب”.
ووضحت ناسا في بيان لها أن كمية المياه تم جمعها خلال أول نشرة علمية من جونو، والتي ركزت على خط الاستواء للكوكب العملاق لأن الجو هناك يبدو أكثر اختلاطًا حتى في العمق مقارنة بالمناطق الأخرى”.
واستطاع جهاز قياس إشعاع الميكروويف في جونو (MWR) استكشاف أعمق بكثير (93 ميلًا) في الغلاف الجوي من جاليليو، مما أتاح له التقاط كمية أكثر دقة.
وبعد تحليل خريطة الأشعة تحت الحمراء التي أنشأتها جاليليو في عام 1995 ، مع بيانات من التلسكوب الأرضي، يعتقد الخبراء أن جاليليو ربما يكون قد أخذ عينات من بقعة أرصاد جوية جافة ودافئة على كوكب المشترى.
وقال تشنج لي، عالم جونو بجامعة كاليفورنيا ببيركلي: “وجدنا أن الماء في خط الاستواء أكبر من قياس مسبار جاليليو، ونظرًا لأن المنطقة الاستوائية فريدة من نوعها في كوكب المشتري، نحتاج إلى مقارنة هذه النتائج بكمية المياه الموجودة في المناطق الأخرى”.
وتم تزويد MWR بستة هوائيات قادرة على قياس درجة حرارة الغلاف الجوى على أعماق متعددة في وقت واحد.
تم إطلاق جوجنو من كوكب الأرض عام 2011، ووصل إلى كوكب المشترى بعد خمس سنوات، أى بحلول عام 2016، والهدف الرئيسى للمركبة الفضائية هو فهم أصل وتطور كوكب المشترى.
أوضحت ناسا: “تحت الغطاء السحابى الكثيف، يحمى كوكب المشترى أسرار العمليات والظروف الأساسية التى تحكم نظامنا الشمسى أثناء تكوينه، وكمثالنا الأساسى لكوكب عملاق، يمكن لكوكب المشترى أيضًا توفير المعرفة النقدية لفهم أنظمة الكواكب التى يتم اكتشافها حول نجوم أخرى.
وأضافت ناسا: “مع مجموعة أدواتها العلمية، ستتحقق جونو من وجود نواة كوكبية صلبة، ورسم خريطة للمجال المغنطيسى المكثف لكوكب المشترى، وقياس كمية الماء والأمونيا فى الجو العميق، وستراقب شفق الكوكب، وستتيح لنا جونو اتخاذ خطوة عملاقة إلى الأمام فى فهمنا لكيفية تشكيل الكواكب العملاقة والدور الذى لعبته هذه المجموعة العملاقة فى تجميع بقية النظام الشمسي”.