رسالة إلى أبنائي الطلاب التفوق الدراسي……الخريطة الذهنية

احمد المطعني
كتب الاستاذ الدكتور رضا حجازى على صفحته التواصل الاجتماعى “الفيسبوك ” كيفية التفوق الدراسى ..والخريطة الذهنية وأهمية الكبيرة فى حياة الطالب واسرته
أبنائي الطلاب….
أجد اليوم إلحاحا شديدا من المعلم الذي يتواجد بداخلي ولا يفارقني لحظة أن أتحدث إليكم كمعلم لطلابه وكأب لأبنائه.
لا شك أن كل طالب أو حتى إنسان طبيعي يتوق لتذوق طعم النجاح، في الشعور المصاحب للحظات تحقيق الهدف هو شعور يستحق المعاناة طويلا للوصول إيه.
ولكن أحيانا يقف الطالب أمام المرآة ويقول لنفسه: لا لن أحقق النجاح كغيري فليست لدي إمكانات تؤهلني لتحقيق هذا النجاح.
كما أريدكم إبني الطلاب أن تدرك الحقيقة التي قالها الأستاذ العقاد أن مجموع قدرات كل منا يساوي واحد صحيح، بمعنى ان مجموع قدرات كل منا يساوي مجموع قدرات الآخر.
فأنا وأنت لسنا أقل من “أينشتاين و توماس إديسون” أو غيرهم ولكن فقط المتفوقون تفوقوا نتيجة اتباع بعض السلوكيات والأنشطة الذهنية. واليوم أود أن آسير معكم في رحلة ترسم أمامنا طريقا أفضل وأسهل لتحقيق النجاح المطلوب.
انه من البديهيات أن التحصيل الدراسي له أهمية كبيرة في حياة الطالب وأسرته ومن المعروف أن قدرة الطالب على تحديد العناصر الرئيسية في الدرس والربط بينها بعلاقات وروابط مفهومة تتلامس مع الواقع أو خبرات الطالب من خلال ربطها بالمعلومات السابقة ..
وهذه العناصر تساعد على “الابتكار” وصنع مفاهيم جديدة في البنية المعرفية للطالب ومن ثم تعميق الفهم للموضوع ومن هنا عرف “توني بوزان” الخريطة الذهنية : بأنها من الوسائل الحديثة للتعبير عن الأفكار ، وبالتالي هذه الخريطة الذهنية على أحد مفاتيح أبواب النجاح .
ولكن ! كيف تستطيع عزيزي الطالب بناء خريطة ذهنية ؟
يجب أن تبني خريطتك الذهنية عن طريق استخدام ورقة وقلم أو ألوان بسيطة لرسم مخطط باستخدام الكتابة ، والرموز ، والصور، لكى ترتبط معاني الكلمات بالصور المرسومة مع بعضها البعض .
اذآ لماذا أطلق عليها الخريطة الذهنية ؟
أطلق عليها الخريطة الذهنية بسبب الرسم والتوضيح العام فيها ، وهي ذهنية لتشبيه طريقة عملها بطريقة عمل ذهن الإنسان ، وهي تمكّن الشخص من استخدام الجزأين الأيمن والأيسر من دماغه ، وبذلك تزداد القدرة على التعلم والاستيعاب ، لذلك تُصمَّم شكلها بطريقة مشابهة للخلايا العصبيّة في الدماغ ، تعتمد على الذاكرة البصرية أي “الصور والمشاهد” التي عبرت للمخ عن طريق العين وتم اختزانها في الذاكرة في صورة رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر بقواعد وتعليمات .
اذا هي تعتمد على التفرعات والصور والألوان في التعبير عن الأفكار، فهو رسم توضيحي سهل المراجعة والتذكر . اذا هى الطريقة الفعلية التي يستخدمها العقل البشري للتفكير و تذكر الأشياء المطلوبة .
السؤال كيف يمكنك إعداد الخريطة الذهنية لتساعدك على التفوق ؟
أولا : حدد الموضوع و استخراج المفاهيم الأساسية :
فمثلاً نحدد موضوع الجهاز الهضمي الذي ستكون المفاهيم الأساسية الخاصة به هي ( الهضم ، الامتصاص ، القناة الهضمية ، ملحقات القناة الهضمية ، الإنزيمات الهاضمة).
ثانياً : إرسم دائرة وسط الورقة البيضاء كمركز للخريطة :
ويوضع في الدائرة الموضوع الرئيسي ( الجهاز الهضمي مثلاً) ، إمّا على شكل رموز ملوّنة ، أو بكتابة كلمات يسهل تذكرها ، ورسم جميع التفرعات بنفس الاتجاه بحيث تنطلق من المركز وتكون على شكل خطوط منحنية ، وحدد كلمة لكلّ فرع ؛ بحيث تكون المُفتاح وتُكتَب فوق الفرع ، ويمكن استخدام الألوان المختلفة ، كما يمكن استخدام صور رمزيّة تعبّر عن فكرة كلّ فرع .
ثالثاً : استخدام التفريعات الثانوية :
وعبر عنها بكلمات بسيطة وصور رمزية ، واعلم انه من التفرعات الثانوية يمكن رسم فروع جزئية حتى يتم الإنتهاء من الأفكار التي خرجت من الفكرة الرئيسة في المركز ، ليتم في النهاية الحصول على شجرة تحتوي تفرعات مختلفة ، تشرح الموضوع من مختلف جوانبه ، وراعي عدم تكرار الكلمات على الفروع ، واستخدم الضمير الذي يعود على الموضوع الرئيسي الذي تم وضعه كعنوان في مركز الخريطة ، وارسم رسم التفرعات بشكل منحنٍ ، وليس كخطوط مستقيمة ، وراعي التدرج في ترتيب المفاهيم من العام إلى الخاص مع وضع دائرة أو ارسم خط حول الفكرة المهمة لابرازها بشكل ملفت ، و استخدم الألوان بدلاً من استعمال اللون الأبيض والأسود فقط ، واستخدم الكلمات المنفصلة ، بدلاً من عبارات ؛ لتكون سهلة التذكر.
رابعاً : استخدم رموزاً بدلاً من النصوص :
عزيزي الطالب : عند دراسة موضوع حاول أن تحدد المفاهيم الأساسية والمصطلحات المتضمنة في ذلك الموضوع وان تُعيد صياغتها بلغتك دون حدوث “خلل علمي” ودون أن تغير “الحقائق العلمية” وكذلك حدد القواعد والمباديء المتضمنة في الدرس مثلاً كيف تحافظ على جهازك الهضمي ؟ وطبقها في موقف جديد .
أيضاً من المهم جداً ان تحاول فهم العلاقات بين “المفاهيم والمصطلحات والقواعد” المتضمنة فى الدرس وبذلك تكون راعية المستويات المعرفية وسهولة وصعوبة الأسئلة التي يغطيها أي إمتحان ، وبالتالي فعند تصميم خريطة ذهنية لدراسة كل مادة ، ثم خريطة لكل وحدة أو فصل من المنهج ، ثم خريطة واحدة لكل مادة فإن هذا يحقق لك التفوق الدراسي ، وهنا تولّد لديك كميّةً كبيرةً من الأفكار ، وتزيد التركيز ، وتطوّر الذاكرة ، وتسهل عليك دراسة المواد التي تشعر بصعوبتها ، وتسبب أيضا زيادة الكفاءة الدراسية ، وتجعل الدراسة أكثر سهولة و يسراً ، وتنظيم أفكارك و تنقيتها ، وتساعدك على اجتياز الإمتحانات بجدارة .
لذا أتمنى لكم أبنائي الطلاب نجاحاً باهراً في كل مجالات الحياة وأدعو الله أن يجد كل من يرغب الفائدة من خلال رسالتي هذه لكم حفظ الله مصر وشعبها .
والله الموفق .
أ.د. رضا حجازي