بقلم / داليا الحزاوي
العلاقات بين الأجيال المختلفة تتميز بوجود الصراع بينها وقد يصل في بعض الأحيان إلي طريق مسدود .فالجيل القديم ينظر إلي سلوكيات الجيل الجديد نظرة دونية ويريد أن يفرض وصايته علية ويتهموا الجيل الجديد بالاستهتار واللامبالاة وعدم احترام القيم والعادات والتقاليد والتسرع وإنهم سطحيون حيث يتأثروا بالعادات الوافدة اليهم من الخارج في الملبس والمأكل
بينما يتهم الجيل الحاضر الجيل الماضي بالتزمت والتشدد وتصلب الرأي و اتباع سياسة القمع من خلال عدم إعطاؤه فرصة في النقاش والتعبير والحوار ونجد أن الأهل يتعاملوا مع الأبناء انهم أطفال لابد لكي يتخذوا اي قرار في حياتهم صغير كان ام كبير أن يرجعوا إليهم بل في بعض الأوقات يملي بعض الآباء قرارات واجبة التنفيذ دون مناقشة أو حوار فيحرمون أولادهم من تعلم الخبرات ومن التدريب علي اتخاذ القرار وهذا السلوك يجب الحذر منه لانه يزيد من الفجوه ويزيد الامر سوءا وصداما.
وإذا استمر الصراع بين الأجيال بديلا لتعايشها وتكاملها فإن الخلل سيصيب المجتمع.
فصراع الأجيال كان وما زال و سيظل مستمرا فكل جيل يأتي يحسب نفسه افضل ممن قبله ويغيب عن الأبناء انهم يوما ما سيقفون أمام اولادهم نفس الموقف ويفرضون عليهم ما يرونه الأنسب.
فنحن الآن نتذكر كيف كان آباؤنا يشكون من أن جيلنا لا يسمع الكلام ولا يحترم العادات .
وقد ساعد علي بروز هذا الصدام غياب الثقافة النقاشية والحوار الهاديء بين الآباء والابناء وحسن الاستماع والتوسط والأعتدال فيجب أن نشد الحبل لهم من جهة ومن جهة أخري نرخي الطوق .
والتكنولوجيا ايضا ساعدت إلي حد كبير في زيادة الهوة بين الأجيال وقد ساعدت ان يشعر الآباء بعدم القدرة علي التأقلم والتكيف معها فعلي وقتنا لم يكن هناك موبايل فقط التليفون الأرضي و حتي التليفزيون لم يكن لديه سوي ثلاث قنوات .
ولعل ارتفاع سن الزواج احد الأسباب لوجود الصراع بين الأجيال كذلك فبدل من أن يكون بين الأب والابن ١٥ – ٢٠ سنة كحد اقصي اصبح الآن الفرق كبير قد يصل إلي ٣٠ سنة او اكثر .
و يجب علي الآباء مطابقة القول والعمل فلا يجوز للأب مثلا أن يحذر ابنه من مضار التدخين وهو يدخن ولا يجوز أن يطلب الأب من الابن أن يكون صادق وهو كاذب فالجيل الجديد في حاجة إلي قدوة يتأسي بها .
ولابد ان يدرك الآباء انهم يصنعون أمه كاملة وان بين أيديهم جيل تحتاجه مصر لكي تتقدم وتنهض فالتقدم لا يتم إلا بسواعد الابناء وان يكونوا خير خلف لخير سلف .
وضروري ان نهمس أيضًا في آذان الابناء انهم يأخدوا بعين الاعتبار نصائح الآباء لانها عامرة بالمحبة الخالصة بدون أي هوي شخصي وممتلئة خبرة وتجارب .
وعلي رأى المثل
“أن كبر ابنك خاوية”
بقلم – داليا الحزاوى:
رئيس لجنة الصورة العامة بنادى “روتارى”