اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

الدروس الخصوصية الواقع المر

بقلم / داليا الحزاوي

لم نكن نسمع في الماضي بشيء اسمه درس خصوصي لجميع المراحل التعليم وكانت تقتصر علي الطلاب ضعاف المستوي وبرسوم مخفضة . أما الآن الوضع قد تغير بحيث اصبح الطالب المتفوق والمتوسط والضعيف يقبلوا علي الدرس الخصوصي .
والمدهش كذلك في الأمر أن الطلاب يقبلون علي الدروس سواء كانوا في التعليم الحكومي أو المدارس الخاصة.
ولن تحل أزمة الدروس الخصوصية إلا بمواجهة أسبابها الحقيقة وليس بفرض عقوبات . ونجد أن اولياء الامور الحلقة الأضعف في هذه الأزمة فهي من أكبر هموم الاسر المصرية وخاصة مع ارتفاع الاسعار بشكل كبير جدا فوق مقدرة الأسر والبعض يضطر في توفير الانفاق علي السلع الضرورية كالغذاء في سبيل دفع نفقات الدروس .
فالطبيعي ان ابنائنا يتم ارسالهم الي المدرسة وياخدوا ما يستحقون من العلم حتي لو اضطر المعلم اعادة الشرح مرة او اكثر ولكن للأسف هذا لا يحدث .
وعند الحديث عن تلك الازمة يعمد كل طرف علي إلقاء المسئوولية علي الطرف الآخر إلا ان احقاقا للحق المسئوولية تتوزع علي عدد من الجهات : المعلمون ،اولياء الامور ، النظام التعليمي.
فنجد ان كثافة الفصول نتيجة النمو السكاني كبير جدا فلا يستطيع المعلم ان يغطي متطلبات الدرس بشكل كامل من حيث الشرح والتطبيق والتقييم الشفهي للفصل للوقوف علي استيعاب الطلاب امر صعب في فصل يتراوح عدد طلابه في مدارس الحكومية لاكثر من ٨٠ طالب وطالبة كذلك حتي المدارس الخاصة فالطلاب في الفصول قد يصلوا إلي ٣٠ طالب فمدة الحصة لا تكفي وقد يضيع معظمها في اسكات الطلاب ليلتزموا في الحصة.
قلة مرتبات المعلمين يتطلب تحديد حد أدني لراتب المعلم يتماشي مع تكلفة المعيشة فعندما لا يحصل المعلم علي أجر يمكنه من إعالة نفسة وأسرته يلجأ لتدبير دخل إضافي من إعطاء درس خصوصي وخاصة المعلمين المتعاقدين.
والمنهج ثقيل و طويل مقارنة بعدد ايام الدراسة الفعلية فلا تكفي السنة الدراسية القصيرة إكماله كما يجب ولا حتي مراجعة المنهج والتدريب الكافي فلابد من تغيير المناهج بحيث تعتمد علي المهارات الإبداعية والتحليل والبعد عن الحشو . ونجد أيضا الكتاب المدرسي في حاجة إلي ثورة شاملة من حيث لابد ان يصاحب المادة رسوم توضيحية وصور وخرائط تم اعدادها بشكل واضح ومبسط وإخراجها بشكل جيد . ولابد من تطوير أساليب التدريس ورفع كفاءة المعلم بالتدريب فمع وجود قله من الكوادر الجيدة دفع بعدد من المعلمين الاكفاء الي استغلال الموقف وإعطاء دروس خصوصية
هناك معلم معدوم الضمير لا يدخل الفصل وان دخل لا يفعل اكثر من كتابة التاريخ وعنوان الدرس علي السبورة حتي يجبر الطالب علي اخد درس خصوصي لدية لذا من الواجب وجود رقابة علي اداء المعلم ومحاسبة في حالة التقصير
كما ان هناك معلمين يشتكون من وجود اعباء غير تدريسية مفروضة عليهم والأعباء الإدارية والإشراف فلابد من تقليل تلك الأعباء حتي يتفرغ المعلم للتدريس
ونجد ان من ضمن ألأسباب ان الطالب في سباق يريد ان يضمن التفوق حتي يحجز مكان في الكلية التي يرغبها فكل درجة تؤثر في مصير الطالب ومعظم الكليات التي يقبل عليها الطلاب تحتاج مجموع مرتفع للغايةكما في ظل ارتفاع أسعار الجامعات الخاصة بشكل جنوني يحاول الطالب يجتهد حتي يلتحق بالجامعات الحكومية .
كمان ان هناك طلاب لديهم قدرات ذهنية محدودة لذا يلزم معها مضاعفة الجهد من خلال الحصول علي الدرس الخصوصي . و عندما يحدث خلل في العلاقة بين الطالب والمعلم فنجد الطالب لا يتقبل المعلومة من مدرس الفصل وذلك يعود لنواحي نفسية مثل كره المعلم فنجد ان يلزم إعداد المعلم تربويا بحيث يستطع التعامل مع جميع الطلاب ويجعلهم يحبوا مادته .
ونجد مع انشغال الآباء و الأمهات عن ابنائهم يوفروا لهم البديل هو الدرس الخصوصي لمتابعتهم والاستعداد
للامتحانات كما ان بعض الأسر تجد صعوبة في مناهج باللغة الإنجليزية
و غلق المراكز والقضاء علي الدروس الخصوصية محتاجة من الوزارة معالجة أسباب تلك الظاهرة و عودة المدرسة
لدورها وتوفير مجموعات التقوية لجميع المراحل التعليمية واختيار الاكفاء والمتميزين من المعلمين للمشاركة فيها برسوم مقبولة
ويمكن ان نحد من تلك الظاهرة عن طريق توعية الطلاب واولياء الامور ان هناك بدائل متاحة للدروس الخصوصية مثل برامج التعليمية في التليفزيون أو عن طريق يوتيوب فهناك قنوات تعليمية مجانية قام بأعدادها معلمين متطوعين
تساعد علي تبسيط وتحليل ما يصعب علي الطالب فهمة كما وفرت الوزارة منصات تعليمية إلكترونية للطلبة.
ونجحت وزارة التربية والتعليم على الرغم من الصعوبات التي واجهتها خلال السنوات الماضية في إنشاء فصول جديدة وكذلك فصول ذكية لتقليل الكثافات وتدريب المعلمين وتطوير المناهج الي حد كبير وقد بدأت تطبيق النظام الجديد خلال العام 2018 على مرحلة الروضة والصف الاول الابتدائي، هذا النظام شمل بناء مناهج جديدة تختلف اختلافا تماما عن المناهج في النظام القديم ووضعت وفق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030. وبالرغم من كل تلك المجهودات فما زالنا نريد المزيد والمزيد من الإصلاحات

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة