أساليب مواجهة الشائعات الخاصة بفيروس كورونا
مواجهة الشائعات أمر هام في أي نظام معتبر. فحديث الماضي والحاضر عن تعرض البلاد لشائعات بمعدلات عالية يوميا يعبر عن وضع خطير ، ويعكف التليفزيون المصري بمحطاته المختلفة التي تبث من ماسبيرو من خلال تعليمات رئاسة الوزراء بالتصدي لبعض الشائعات من خلال عرض الشائعة ، والرد عليها في الحال. الأسلوب يبدو للوهلة الأولى جيدًا في سرعة المواجهة، لكنه للأسف متأخر جدا، ويأتي كرد فعل ، كما أنه يعتبر علاج وليس وقاية من هذه المشكلة الكبيرة.
فالوقاية هنا تبدأ بأن تكون النظم التي تسعى إلى مواجهة الشائعات، تبدأ هي بذاتها، حتى تستطيع أن تكون محل ثقة شعبها. بعبارة أخرى، من غير الملائم السعي نحو مواجهة الشائعات، وفى نفس الوقت يتم إصدار شائعات تفضى لمزيد من البلبلة، نكاية في مجال معين، أو لطمأنينة الناس قبل مباغتتهم في مجال أخرى، أو لإلهاء الناس في أمر ما للفت الأنظار عن أمر آخر أشد خطرا.
اعتماد النظم مبدأ المصارحة والشفافية هام للغاية، بمعنى ألا تترك أي مجال للقيل والقال، فيكون هناك مكاشفة مستمرة للمواطنين عن خطط الحكومة كما أن كذلك الوقاية من الشائعات تتطلب فتح المجال العام أمام الناس، و ألا يكون هناك مصدر واحد فقط للمعلومة، أو أن يعتبر البعض نفسه حجر الزاوية في نقل الأخبار. في هذه النقطة يتحتم الإشارة لدور مجلس النواب في قيادة هذا العمل.
وبجانب تعمد بعض الأفراد، اقتصار مشاركاتهم على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، في إبراز الجانب المظلم والقاتم، وتفاصيل حالات الموت وأعداد الوفيات، بما يعمق حالة الخوف الحادثة بالفعل، فإن هناك آخرين سعوا للاستفادة والتربح من الأزمة عبر الترويج لأدوية زائفة، زعموا أنها تعالج وباء كورونا كوفيد 19 . مثل استهلاك الرماد البركاني، واستخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، ومطهرات الكلور التي تقول الهيئات والمنظمات الصحية إنها يمكن أن تسبب ضررا إذا استخدمت بشكل غير صحيح.
وبدت السلطات في عدة بلدان عربية مهتمة بمحاربة مروجي الشائعات، أو الأخبار الزائفة خلال الأزمة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ففي مصر أعلنت نقابة الأطباء أن الشطب الكامل سيكون عقوبة الأطباء الذين يتداولون طرق علاج لفيروس كورونا عبر السوشيال ميديا. وأشار نقيب الأطباء ، في اتصال مع برنامج لتليفزيون محلي، إلى أن النقابة رصدت خلال الفترة الماضية فوضي فتاوى صحية عن علاج لفيروس كورونا من الأطباء علي مواقع السوشيال ميديا.
محاور البحث
فيما يلي سوف نعرض لكم محاور البحث:-
- وسائل التواصل أخطارها ودورها لمواجهة الإشاعات بشأن كورونا
- أخطار الشائعات المتعلقة بجائحة كورونا
- منظمة الصحة العالمية ترد على الشائعات
- دور الدولة المصرية لزيادة الوعي الصحي حول جائحة كورونا
المحور الأول : وسائل التواصل تروج الشائعات وتساعد في مواجهتها
بعد أن أصبحت جائحة كورونا حديث الإعلام في كل العالم، وأصبحت الشغل الشاغل لوسائل الإعلام على اختلافها وتوعها بما يشمل في ذلك وسائل الإعلام الحديثة، أصبحت الأخبار الخاصة بهذا الفيروس كابوساً يؤرق مضاجع المواطنين في مختلف أنحاء البلاد ، دون الالتفات الى درجة التمدن من عدمها أو اللون أو الجنس أو المعتقد الديني لا سيما بعد أن فقدت العديد من الدول السيطرة على هذا الوباء.
وفي ظل التزاحم الإعلامي لكل ما يتعلق بتغطية ونشر أخبار الوباء، وجدنا أن الكثير من الإشاعات التي تطلق بقصد أو بدون قصد والتي تتعلق بهذا الفيروس بشكل أو بآخر، تجد أرضا خصباً لها على شبكات السوشيال ميديا والتي تشهد تبادلا غير مسبوق للكثير من الإشاعات المتعلقة بهذا الفيروس الخطير، مما يثير المزيد من التوتر والخوف ونشر البلبلة والرعب في صفوف المواطنين.
والغريب في الأمر أن العديد ممن يعيدون نشر هذه الشائعات لا يكلفوا أنفسهم مجرد التأكد منها أو التحقق من صحتها بما يعتبر مخالفاً لتعاليم الدين القيم من قيام بعض الجاهلين، بنشر الإشاعات والأخبار الكاذبة عن فيروس (كورونا المستجد) عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يعتبر حرام شرعاً ومرض اجتماعي، يترتب عليه أضرار فردية واجتماعية ويسهم في إشاعة الفتن والرعب، لذا على الإنسان أن يبادر بالامتناع عنه؛ لأن الكلمة التي ينطقها اللسان أمانة تحمّلها الإنسان على عاتقه.
ومن جانبها قررت العديد من الشبكات الاجتماعية أن الأزمة لا تحتمل التساهل مع الشائعات والأكاذيب والمعلومات الخاطئة ، ولذلك سعت للحد من نشر كل هذا المحتوى المسيء ، كما عملت على الترويج للمعلومات ومصادر المعلومات للبديل الذي يمكن الاعتماد عليه، والموثوق من صحته الصادر من جهات الموثوقة كمنظمة الصحة العالمية. فمثلا يوتيوب يقترح رابط منظمة الصحة العالمية في صفحته الرئيسية، وسعى لإخفاء مقاطع الفيديو المسيئة، لذا من يبحث سيجد نتائج موثوقة بدلاً من مقاطع تروج لمعلومات خاطئة ونظريات مؤامرة.. كما حذفت تويتر تغريدات تروج لمعلومات خاطئة وأوقف حسابات وهمية، وفيس بوك منع إعلانات الكمامات للحد من محاولات استغلال خوف الناس، وحتى متاجر الويب منعت رفع أسعار الكمامات والمطهرات ومنتجات أخرى يشتريها الناس للوقاية من المرض.
المحور الثاني : أخطار الشائعات المتعلقة بجائحة كورونا
في ظل تزاحم شبكات السوشيال ميديا بنشر الكثير من الروايات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد دون أن تركز على مصدر موثوق يؤكد صحتها تبرز خطورة نشر هذه الإشاعة أو استغلالها سيئا من قبل جهات معينة على اعتبار أن مثل هذه الأنواع من الشائعات تعتبر من إحدى أدوات الحروب النفسية الخطيرة التي تستخدم في أوقات السلام والحرب على حدا سواء باستخدام أساليب مختلفة من أجل تحقيق أهدافها، التي تهدف منها تحطيم معنويات المجتمع، وتحطيم الثقة بمصادر الأخبار، وتستخدم كطُعم لكشف ردود الفعل ومعرفة معنويات المجتمع وقواته التحتية والعسكرية ولوحظ أنها تنشط في الأوساط المجتمعية الأقل تعليماً والأكبر سناً، بغرض إضعاف إيمان الشعب بقوة حكومته وبعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية
والأخطر من الشائعات الخاصة بفيروس كورونا المستجد في حد ذاته تلك الإشاعات التي تتمحور حول بعض القضايا الخاصة بانتشار هذا الوباء، والتحليلات غير الصحيحة بذلك وربطها بأمور غير منطقية، مثل الترويج بأن بعض الدول صنعت هذا الفيروس للتخلص من المسلمين، رغم أنه من المعررف أن مثل هذه الأمور لا تُفرق بين مسلم وغير مسلم، وبالعودة لفيروس كورونا، فإن الصين كغيرها من الدول قامت بتوفير العلاج لجميع مواطنيها بغض النظر عن أصولهم العرقية والجنس والدين.
بداية الأمر كان البعض يرى أن المرض عبارة عن عقاب من الله ، ضد البلاد التي تحارب المسلمين، ولكن بعد وصول المرض إلى ديار المسلمين، قل صوت تلك الفئة، لتخرج فئة أخرى وترى أنه مؤامرة إمبريالية، من الدول المتقدمة ضد الدول النامية، ثم أصبح الموضوع مجالا للنكات والاستظراف لدى البعض، كما هو مساحة للإشاعات والتهويل عند فئات أخرى . مشكلتنا في مجتمعاتنا العربية، أن لدينا شريحة كبيرة تفتي وتتحدث في كل كبيرة وصغيرة، في كل شأن وموضوع، من الإبرة لـ الصاروخ، وتجد لها مساحة إعلامية واسعة، وفي ظل وجود الخوف الساكن في الثقافة والعقول، أصبحت السيطرة على ذهن الرأي العام للمواطنين سهلا ويسيرا.
المحور الثالث : منظمة الصحة العالمية ترد على الشائعات
انتشرت العديد من الشائعات والأفكار المغلوطة بين الناس حول طرق الوقاية والعلاج وانتقال فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 بين الناس منذ ظهور المرض في أواخر عام 2019. ولتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة وضعت منظمة الصحة العالمية إجابات لمعظم الأسئلة الشائعة تحسبا لمنع حدوث أي مضاعفات أو نقل للعدوى ولوأد بعض المفاهيم المغلوطة.
- هل يجب عليَّ تجنب المصافحة للوقاية من فيروس كورونا الجديد؟
نعم. تنتقل الفيروسات التنفسية عن طريق المصافحة وملامسة العينين والأنف والفم.
- كيف أقوم بتحية الآخرين دون الإصابة بالفيروس الجديد؟
من الأسلم تجنب الاحتكاك ، ومن طُرُق التحية الآمنة التلويح باليد، أو الإيماء بالرأس، أو الانحناءة.
- هل ينتقل فيروس كورونا عبر السلع المُصنَّعة في الصين أو أي بلد آخر يُبلِّغ فيه عن إصابات؟
اذا كنت تعتقد أنَّ السطح ملوثٌ، فنظِّفه بمُطهِّر. وبعد لمسه، نظِّف يديك بفركهما بمُطهِّر
- هل ارتداء قفازات مطاطية في الأماكن العامة فعَّالاً في الوقاية من العدوى بفيروس كورونا؟
لا. المواظبة على غسل اليدين توفر حماية أكثر.
- هل يؤثر التدخين على فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)؟
التدخين يؤدي في الواقع إلى الوفاة ولا يقي من كورونا.
- ما نوع المُطهِّر الذي يمكنني استخدامه في مسح الأسطح للوقاية من المرض؟
مُطهِّراً منزلياً عادياً مثل المُبيِّض وخفِّف المُبيِّض بالماء حسب التعليمات الموجودة على العبوة.
- ماذا عليَّ أن أفعل إذا نفد مُطهِّر اليدين من المتاجر؟
اغسل يديك بالماء والصابون العادي، فهو فعَّال في الوقاية
- هل يستطيع فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) أن يعيش في المناخ الحار والرطب؟
نعم، لقد انتشر الفيروس الجديد بالفعل في بلدان ذات مناخ حار ورطب، وفي بلدان أخرى بارد وجاف.
- هل ينتشر مرض كوفيد-19 عن طريق الفضلات البشرية؟
لكن ينتشر بالأساس من خلال مخالطة أحد المصابين عن قرب خاصة العطس.
- هل تقي المشروبات الكحولية من مرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟
كلا، فتناول المشروبات الكحولية لا يقي من العدوى بمرض كوفيد-19.
- هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقي من العدوى بكورونا؟
من المهم شرب الماء للحفاظ على الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى
- مَنْ الأكثر عُرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد، كبار السن أم صغار السن؟
يمكن أن يُصاب الأشخاص من جميع الأعمار ويبدو أن كبار السن والأشخاص المصابين بحالات مرضية سابقة الوجود (مثل الرَبْو، وداء السُكَّريّ، وأمراض القلب) هم الأكثر عُرضة للإصابة
- هل تقضي مصابيح التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية على كورونا؟
ينبغي عدم استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية ، لأن هذه الأشعة يمكن أن تسبب حساسية للجلد.
- هل مجففات الأيدي فعَّالة في القضاء على كورونا؟
كلا، مجففات الأيدي ليست فعَّالة في القضاء على مرض كوفيد-19.
- هل يساعد رش الجسم بالكحول أو الكلور في القضاء على كورونا؟
كلا، لن يقضي رش الجسم بالكحول أو الكلور على الفيروسات التي دخلت جسمك بالفعل.
- هل المضادات الحيوية فعَّالة في الوقاية من فيروس كورونا المستجد وعلاجه؟
لا، لا تقضي المضادات الحيوية على الفيروسات، بل تقضي على الجراثيم فقط.
- هل يمكن للأدخنة والغازات المنبعثة من الألعاب النارية والمفرقعات الوقاية كورونا ؟
من الخطر استنشاق الأدخنة والغازات المنبعثة من الألعاب النارية ، كما أنها لا تقتل الفيروس.
- هل يساعد تناول أوسيلتاميفير في الشفاء من كورونا؟
لا توجد بعد أي بيّنة تؤكد على أن أوسيلتاميفير يساعد في الشفاء من فيروس كورونا المستجد-2019.
- هل يساعد غسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي في الوقاية من كورونا؟
لا. لا توجد أي بيّنة على أن غسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي يقي من العدوى بفيروس كورونا
- هل الماسحات الحرارية فعَّالة في الكشف عن المصابين بكورونا؟
لا يمكنها الكشف عن الأشخاص المصابين بالعدوى، ولم تظهر عليهم أعراض الحمى.
- هل تعمل اللقاحات المضادة للالتهاب الرئوي على الوقاية من فيروس كورونا المستجد؟
لا. لا توفر اللقاحات المضادة للالتهاب الرئوي الوقاية من فيروس كورونا المستجد.
هذا الفيروس جديد تمامًا ومختلف، ويحتاج إلى لقاح خاص به. ويعمل العلماء على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد 19، وتدعم منظمة الصحة العالمية هذه الجهود. ورغم أن هذه اللقاحات غير فعَّالة ضد فيروس كورونا المستجد19، يُوصى بشدة بالحصول على التطعيم ضد الأمراض التنفسية لحماية صحتكم.
المحور الرابع : دور الدولة المصرية لزيادة الوعي الصحي حول جائحة كورونا
بمجرد ظهور فيروس كورنا في معظم دول العالم، وبينها بعض الحالات في شهر فبراير 2020 في مصر، والشائعات لم تتوقف، عن هذا الفيروس، وسط عملية نقل ونسخ للأخبار المغلوطة عبر السوشيال ميديا، دون التأكد منها، وتجاهل البيانات الرسمية الحاضرة بقوة بصفة مستمرة لدحض الشائعات، والتأكيد على الحقائق، إلا أن البعض دأب على ترويج الإشاعات، بحثاً عن “لايك” أو “شير” على الفيس بوك.
ومن جانبه أعلن المركز الإعلامي لمجلس رئاسة الوزراء، عن تخصيص رقمي واتساب “01155508688/ 01155508851″، للإبلاغ عن أي إشاعات تتعلق بفيروس “كورونا” المستجد أو غيره، على مدار 24 ساعة وطوال أيام الأسبوع، على أن يتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، تجاه كل من نشر أخبارًا أو بيانات كاذبة أو إشاعات ، تتعلق بهذا الأمر، بهدف تكدير الأمن العام أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة.
ولم تقف القوات الأمنية مكتوفة الأيدي، حيال هذه الإشاعات، حيث سارعت في فحصها وتحديد القائمين عليها وضبطهم، فنجحت في ضبط مروجي الإشاعات والأخبار المفبركة حول انتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد 19بالبلاد وحدوث وفيات بأعداد كبيرة على غير الحقيقة.
وقانونياً، تُعد الإشاعة جريمة من الجرائم التي تهدد أمن العالم حيث تتخذ العديد من الدول إجراءات حاسمة للتصدي لها وتجفيف ينابيعها وتُعرف الشائعة بأنها من أشاع الخبر أي أذاعه ونشره، بينما تُعرف في اللغة على أنها “الانتشار والتكاثر”، ومن ناحية الاصطلاح هي: “النبأ الهادف الذى يكون مصدره مجهولا، وهى سريعة الانتشار ذات طابع استفزازي أو هادئ حسب طبيعة ذلك النبأ وهى زيادة على ذلك تتسم بالغموض”.
ووفقاً لقانونين، فإن المادة 77 – المادة 77 د، من قانون العقوبات المصري يتضمن باب عن الجرائم المضرة بأمن الدولة من الداخل كما يشمل أيضاَ بيان كامل عن الإشاعات وعن ترويجها وعن الأضرار التي تصيب المجتمع من هذه الإشاعات ويوقع عقوبات على مرتكبيها، وبعض النصوص الواردة بقانون العقوبات المصري ، وتنص المادة 77 من قانون العقوبات المصري على :”يعاقب بالإعدام كل من ارتكب عمدا فعلا يؤدى إلى المساس باستقلال البلاد أو وحدتها أو سلامة أراضيها”، مادة 77 د: “يعاقب بالسجن إذا ارتكبت الجريمة في زمن سلم”.
وكل من سعى لدى دولة أجنبية أو أحد ممن يعملون لمصلحتها أو تخابر معها أو معه وكان من شأن ذلك الإضرار بمركز البلاد، فإذا وقعت الجريمة بقصد الإضرار بمركز البلاد بقصد الإضرار بمصلحة قومية لها كانت العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة في زمن السلم والأشغال الشاقة المؤبدة في حالات أخرى.
وتنص مادة 78: “كل من طلب لنفسه أو لغيرة أو قبل أو أخذ ولو بالواسطة من دولة أجنبية أو ممن يعملون لمصلحتها نقودا أو أية منفعة أخرى أو وعدا بشيء من ذلك بقصد ارتكاب عمل ضار بمصلحة قومية يعاقب بالأشغال الشاقة المؤقتة وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على ما أعطى أو وعد به وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة.
ويعاقب بنفس العقوبة كل ما أعطى أو عرض أو وعد بشيء مما ذكر بقصد ارتكاب عمل ضار بمصلحة قومية، ويعاقب بنفس العقوبة أيضا كل من توسط في ارتكاب جريمة من الجرائم السابقة، وإذا كان الطلب أو القبول أو العرض أو الوعد أو التوسط كتابة فان الجريمة تتم بمجرد تصدير الكتاب.
يأتي هذا في إطار الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة فيروس “كورونا المستجد”، بعدما تلاحظ في الآونة الأخيرة انتشار الإشاعات، وتناقل المعلومات المغلوطة من خلال بعض المواقع الإلكترونية، وكذا صفحات السوشال ميديا، وسرعة تداولها من قِبل المواطنين.
وأهاب المركز الإعلامي لمجلس رئاسة الوزراء، بجميع المواطنين عدم تداول أي بيانات أو معلومات غير صادرة عن الجهات المعنية الرسمية، وضرورة تحري الدقة والحذر، في تداول أي بيانات أو معلومات، تفاديًا للوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية، مؤكدًا أنه لن يتم التهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الشأن.
الخاتمة
من بين معالم الواقع الجديد، الذي أفرزته أزمة تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، كان ذلك الاختبار القوي لوسائل التواصل الاجتماعي، التي باتت ظاهرة واضحة لا ينكرها أحد في العالم المعاصر.
وبقدر ما ساهمت تلك الوسائل الجديدة، في تقليل وطأة أزمة التواصل المباشر بين البشر، بفعل المخاوف من انتشار الفيروس، بقدر ما ظهر من وجهة نظر كثيرين أنها فشلت في اختبار المصداقية.
ولأن آفة الأخبار هم رواتها، فإن جمهور وسائل السوشيال ميديا يتحمل جانبا كبيرا من المسئولية فيما يجري الحديث عنه من جوانب سلبية، أفرزتها تلك الوسائل خلال الأزمة، من نشر أخبار مفبركة، إلى نشر إشاعات ، إلى سعي لبث الخوف والرعب والذعر في نفوس المواطنين ، الذين وضعتهم الأزمة في حالة من القلق، يدفعهم للتشبث بأي نصيحة ربما تكون في أساسها غير صحيحة.
يبدو جانب من الاختبار الذي تتعرض له وسائل السوشيال ميديا في هذه الأزمة متعلقا بالمصداقية. ورغم أنها معروفة على مدار السنوات الماضية بأنها وسيلة سريعة لتداول ونقل الأخبار، إلا أن الناس – على مايبدو – يتوجهون تلقائيا في أوقات مثل تلك الظروف لوسائل الإعلام التقليدية، خاصة تلك الموثوقة منها، وهو ما يعكس أزمة فقدان ثقة في وسائل التواصل الاجتماعي المستحدثة، خاصة في أوقات الأزمات.
وجاء حديث تويتر بهذا الشأن، في أعقاب إعلان مشترك لكل من فيس بوك وجوجل ومايكروسوفت، تعهدوا فيه بالعمل مع الحكومات لمحاربة المعلومات المضللة، وللمساعدة على الاتصال بالذين وضعوا أنفسهم قيد العزل الشخصي.
وجاء في البيان المشترك لهذه المنصات: “نحن نساعد ملايين الناس على أن تظل متصلة ببعضها، ونحارب معا الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة حول الفيروس، وننشر على منصاتنا المضمون الصادر عن السلطات المعنية، ونتشارك التحديثات المهمة بالتنسيق مع وكالات الرعاية الصحية الحكومية حول العالم”.
وفي هذا السياق برزت المواقع الرسمية ووسائل الإعلام الموثوقة خلال الأزمة، وكيف هرع الناس إليها كخدمة عامة موثوقة، يطمئنون لأخبارها والتي تعد ضرورة ويجب حمايتها.
وفي الوقت الذي نخشي فيه على العالم وأهله، فإنه يبدو أن هناك جوعا خلال هذه الأزمة للمعلومات الموثوقة الموثوق بها والتي تطمئن كل هؤلاء الذين أصابتهم حالة الرعب بفعل المعلومات غير الدقيقة التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي
وفي نهاية البحث … برأيكم
هل ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة الخوف والهلع خلال أزمة كورونا؟
لماذا برأيكم يهرع قطاع كبير من رواد هذه المواقع إلى نشر الأكاذيب والخوف؟
هل ترون أن هناك نشرا موازيا لما هو إيجابي خلال أزمة كورونا؟
وهل عادت وسائل الإعلام الرصينة لتسحب البساط من تحت وسائل التواصل الاجتماعي بفعل تلك الأزمة؟