بقلم / داليا الحزاوي
مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر
شاهدت العديد من الدول ومن ضمنها مصر وقوع ضحايا ابرياء للألعاب الإلكترونيةالخطرة . فهي بمثابة كارثة في كل بيت فمع ظهور الهواتف الذكية فتح المجال باستخدامها بكل سهولة من قبل الأطفال والمراهقين . فقد اختلفت الألعاب الإلكترونية هذه الأيام اختلاف جذري عن الألعاب في السنوات السابقة فلم تعد تلك الألعاب وسيلة للترفيه وتعليم النشيء وتثقيفه بل اصبحت للغزو الفكري فالحرب انتقلت من الحرب التقليدية إلي حرب باستخدام قوة الناعمة فيتم بطريقة خفية ماكرة وضع افكار سلبية وافكار متطرفة و عدوانية
فلقد انتبه الكثير من الدول والتنظيمات إلي تلك الوسيلة للتأثير علي المراهقين والاطفال بهدف تدمير الدول فهناك تنظيمات ارهابية استخدمت عدد من الألعاب كوسيلة لاستقطاب الشباب و نجد ان هذه الألعاب تكون أكثر ضررا من افلام العنف في التليفزيون لانها تتصف بصفة التفاعلية . الاطفال الذين اعتادوا ممارسة الألعاب الإلكترونية يزداد لديهم السلوك العدواني فنسبة كبيرة من هذه الألعاب تعتمد علي الاعتداء علي الآخرين وتدمير أملاكهم بدون وجه حق كما يزداد لدي الاطفال ايضا سرعة الغضب والانطوائية والعزلة بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها الأطفال في حجرتهم يمارسوا هذه الألعاب.
كما ان من الناحية الصحية يحدث اضطرابات نفسية وإجهاد بصري وبدني والسمنة من قلة الحركة. اما من ناحية التحصيل الدراسي في المدرسة فهذه الألعاب يقضي الأطفال والمراهقين اوقات طويلة في الليل يمارسونها بشكل ادمان مما يجعلهم في الصباح غير قادرين علي الاصغاء للمعلم جيدا .
فلابد من متابعة الأهل لابنائهم والاطمئنان علي محتوي الألعاب بحيث لا تحتوي علي شيء ضد الأعراف والدين والأخلاق فهناك ألعاب إلكترونية تشجع علي المخدرات والعنف وهناك ألعاب تكمن خطورتها في انها تتيح التعرف علي الغرباء والتواصل معهم بالكتابة أو بالصوت . وفي ظل جائحة كورونا انتعشت سوق الألعاب الإلكترونية وخصوصا أيام الحظر ويلزم معالجة هذه الظاهرة من خلال محاولة جلوس الأهل مع الابناء اثناء اللعب حتي لا يكونوا بمفردهم ويكونوا عرضة لأي خطر . ضرورة تشجيع الابناء علي ممارسة الهوايات المختلفة مثل الرسم والموسيقي و تقوية الروابط الأسرية بقضاء افراد العائلة وقت أطول سويا. مشاركة الابناء في الألعاب التي تنمي الذكاء كالشطرنج والألعاب الرياضية . ومن جانب الدولة ضرورة حجب مواقع هذه الألعاب لحماية الاطفال والمراهقين و عمل حملات توعوية للتوعية بمخاطر الألعاب الإلكترونية الخطرة .
ولعل إنشاء محتوي للالعاب الالكترونية الهادفة و الشيقة التي بها حضارتنا وأخلاقنا وهويتنا ضرورة ملحة وطوق النجاة.
