اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

الموسوعة العلمية

الفصاحة والبلاغة .. فصاحة الكلمة .. فصاحة الكلام .. فصاحة المتكلم

في هذا البحث نبحث عن الفصاحة والبلاغة وهذا من الأمور الهامة التي يجب أن تشغل بال الأساتذة والعلماء ، وأردت أن أعطي رأيي في هذا الموضوع الهام ، هذا ولقد تحدثت عنه في قليل من الصفحات ، فقد شرحت الفصاحة والبلاغة عند الكلمة وشرحتهم عند الكلام وعند الكلم والمتكلم وقد وضعت بعض الأمثلة على كل نوع ، وقد عرضت بعضا من التعريفات في وقت قصير . وأرجو أن ينال إعجاب سيادتكم

  • خطة البحث :

سوف يتناول البحث المحاور والمباحث التالية

  • المبحث الأول : فصاحة الكلمة وبلاغتها
  • المبحث الثاني : فصاحة الكلام وبلاغته
  • المبحث الثالث : فصاحة المتكلم وبلاغته

وبسم الله نبدأ البحث

المبحث الأول :  فصاحة الكلمة وبلاغتها

  • الفصاحة في اللغة الطهور والبيان
  • البلاغة في اللغة هي الانتهاء والصول وتعني الفصاحة وحسن الكلام ومنها قوله تعالى ” وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا “
  • وأكثر البلاغيين يرون أن الفصاحة والبلاغة ترجعان إلى معنى واحد وإن اختلف أصلهما لأن المراد منهما الإبانة والإظهار وحسن التعبير ، إذن فهما مترادفان .
  • ويرى بعضهم أن الفصاحة تمام البيان ، فهي تختلف عن البلاغة ؛ لأن الأدلة تتعلق باللفظ دون المعنى على عكس البلاغة التي تتعلق بالمعنى دون اللفظ
  • إذن البلاغة أعم من الفصاحة لأن كل بليغ فصيح وليس كل فصيح بليغ

ومن شروط فصاحة الكلمة

  • خلوها من تنافر الحروف

تنافر الحروف هو وصف في الكلمة يوجب ثقلها على السمع وصعوبة نطق اللسان لها وينقسم التنافر إلى

أ – تنافر شديد متناهي في الثقل مثل العهخع ، العقجق ، والظش

ب – تنافر خفيف والثقل ضئيل مثل قول إمرؤ القيس غدائره مستشذرات إلى العلا

كلمة متتشذرات كلمة ثقيلة في السمع يتعثر اللسان عند النطق بهما لكن ثقلها أقل من الهعخع والسبب في تنافر الحروف وثقلها في الأذن واللسان قرب مخارج الحروب أو بعده بعد شديد لأن البعد يكون بمنزلة الطفر والقرب بمنزلة الشيء المقيد

دخل على كلمة قد تألفت من حروف ولكنها ليست ثقيلة ” ألم أعهد أليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ” فلا ثقل في كلمة أعهد مع قرب مخارج الحروف الهمزة والعين والهاء وليس القرب من المخارج أو البعد هو الموجب للثقل والتنافر ليس مطردا ولذا كان المعمول عليها هو الذوق السليم والحس الصادق

والثقل في النطق ليس عيب من عيوب الكلمة في جميع الأحوال بل ربما يكون من أهم مظاهر فصاحة الكلمة ، لذا لا يوجد عيب في كلمة مستشذرات لأنها جاءت مناسبة للمقام

  • خلوها من الغرابة

والغرابة هي أن تكون الكلمة وحشية لا يظهر معناها فتحتاج في معرفتها إلى النظر والتنقيب في كتب اللغة المبسطة مثل زرجون – هرساس على الأساس – الحلقد عل سوق الخلق وغيرهما .

مثال على ذلك قول الشاعر : وما أرضى لمقلته بحلم .. إذا انتبهت توهمه ابتشاك ( الشاهد ) وتطلق كلمة ابتشاك على الكذب

ولا يجوز أن نطلق على ما خفي علينا معناه من النظم الكريم وأحاديث الرسول بأنه غريب ومناف للفصاحة لأن ذلك يحكم عليهم هم العرب الذين سلمت سليقتهم

أنواع الغرابة

أ – فصيح وهي تلك الألفاظ المستعملة التي جرت على ألسنة الخلف الفحول وإن خفي علينا معناها مثل على هذا النوع غريب من القرآن والأحاديث والأثر وغريب الشعر

ب – غريب معين مخل بالفصاحة وهي تلك الألفاظ التي أهملها الفحول والخلف وهجرها الفصحاء فلم يستعملوها وبقيت في بطون الكتب مثل زرجون

وتكون الكلمة معيبة مخلة بالفصاحة وذلك إذا احتملت معنيين أو أكثر واحتار السامع في فهم المراد منها لعدم وجود قرينة التي تعينه وتحدده

مثل قول رؤبة ابن العجاج : وبرود سنوات وقز  .. وملاء من أعنق الكتان  . أي وبرود وشيها كالدنانير فاشتق من الدنانير سنوات على جهة التشبيه بها

  • خلوها من مخالفة للقياس اللغوي أو الصرفي

ومخالفة القياس ان تأتي الكلمة غير جارية على قوانين اللغة وقواعد الصرف مثل :

1 – تشق عليه الريح كل عشية … جيوب الغمام بين بكر وأيم  فقد استعمل أيم في مكان الثيب والأيم من لا زوج لها ولو كانت بكرا

2 – الحمد لله العلي الأجلل .. الواهب الفضل الكريم المجزل فقد فك الإدغام في الأجل

3 –  صياغة أفعل التفضيل من أفعل فعلاء مثل لأنت أسود في عيني من الظلم . الشاهد : أسود حيث استعمال أفعل التفضيل من وزن أفعل الذي مؤنثه فعلاء

الذي يستثنى من مخالفة القياس ما ثبت استعماله لدى العرب فهو فصيح وإن جاء مخالف لقواعد اللغة وقواعد الصرف

مثل : ” يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكارهون “

فمجيء المضارع من أبى على وزن يأبى بالفتح وليست عين ماضية ولا لامه من حروف الحلق مخالف للقياس

  • خلوها من الكراهة في السمع

الكراهة في السمع أن تبرأ الأذن من سماع الكلمة ولا تتقبلها لمجيئها غير ملائمة للسياق الذي قيلت فيه مثل قول أبي الطيب المتنبي

مبارك الاسم أغر اللقب .. كريم الجرش شريف النسب

الشاهد في هذا البيت كلمة الجرش تأباها الأذن في هذا السياق وتنفر من سماعها الأذن لأن المقام مقام مدح وتلائمه الكلمة العذبة الخفيفة، وإذا كان المقام هجاء لما نفرت الأذن من سماع هذه الكلمة ، فلو قيل في مقام الذم لئيم الجرش قبيح النسب لاستساغت الأذن ذلك ولم تنفر من قبول كلمة الجرش

المبحث الثاني : فصاحة الكلام وبلاغته

هو خلوه من تنافر الكلمات ومن ضعف التأليف والتعقيد اللفظي والمعنوي وكثرة التكرار وتتابع الإضافات ، بالإضافة إلى تحقق فصاحة مفرداته التي يتألف منها

  • تنافر الكلمات :

 أن تكون بتأليفها ونظمها ثقيلة على اللسان يتعثر النطق بها مثل

1 – قول الشاعر : وقبر حرب بمكان قفر .. وليس قرب قبر حرب قبر    . فالشطر الثاني في هذا البيت شديد الثقل على اللسان يتعسر النطق بها ثلاثة مرات متتاليات دون أن يخطئ

2 – قول أبي تمام : كريما متى أمدحه  أمدحه والورى .. فالتنافر الذي نراه في قوله أمدحه قد نتج عن تكرار اللفظ وهو أقل تنافر

3 – قول الشاعر : وأزور من كان له زائرا  وعاف عافي العرف عرفاته . ففي السطر الثاني تنافر لا يخفى بين الكلمات مرجعه إلى تأليفها ونظمها الذي وضعت فيها والكلمة في حد ذاتها فصيحة لا تنافر بين حروفها

  • ضعف التأليف :

هو أن تكون الكلمة جارية على خلاف طريقة العرب في التعبير والقول ومخالفة لقوانين النحو المعتبرة عند جمهور النحاة

ضعف التأليف المخل بفصاحة الكلمات : مجيئ التأليف على خلاف ما اشتهر به جمهور النحاة وليس على خلاف ما اتفقوا عليه .

– عودة الضمير على المتأخر في اللفظ والرتبة مثل ولو أن مجدا أخلد الدهر واحدا من الناس أبقى مجده الدهر مطعما . فالضمير في مجده يعود على المفعول به مطعما وهو متأخر في اللفظ والرتبة

– وقوع الضمير المتصل بعد الإكمال في قول الشاعر وما علينا إذا ما كنت جارتنا .. أن لا يجاورنا إلاك ديار

– حذف أداة النسب أن مع بقاء عملها في غير موضوعها جوازا أو وجوبا مثل ألا أيهزأ اللائمي أحضر الوغى .. وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي . إذن أداة النصب مع بقاء عملها إلا في الموضوع المعروفة والقاعدة المشهورة تمنع وقوع الضمير المتصل بعد إلا وتمنع حذف.

  • التعقيد :

التعقيد هو أن يكون الكلام غير واضح الدلالة على المعنى المراد به فيحتاج إلى أعمال الفكر وكذا الذهن ولإطالة النظر و التأمل حتى نقف على معنى المراد . وللتعقيد نوعان

أ – تعقيد لفظي : وهو عدم الترتيب الطبيعي في الجمل أو هو ما كان سببه اختلال نظم الكلام بالتقديم والتأخير بين أجزائه ، فلا يدري السامع كيف يتوصل منه إلى معناه ، يؤدي ذلك إلى التعقيد إذا انعدمت القرينة التي تحدد المراد، اما إذا قامت القرينة الدالة على المعنى المراد فعندئذ لا يؤدي التقديم إلى التعقيد والغموض مثل :

1 – قول الشاعر :  إلى ملك ما أمه من محارب : أبوه ولا كانت كليب تصاهره . يريد إلى ملك أبو ليت أمه من محارب أي إلى ملك ما أم أبيه من قبيلة محارب

2 – قول الشاعر : فأصبحت قفرا بعد بهجتها  …  كأن قلما خط رسومها

ب – تعقيد معنوي : وهو ما كان سببه اختلال المعنى وذلك بأن يكون انتقال الذهن من المعنى الأصلي للتركيب إلى المعنى المقصود ظاهريا مثل  قول العباس بن الأحنف : سأطلب بعد الدار عنكم لتقربوا .. وتسكب عيناي الدموع لتجمدا. فقد عنى بسكب الدموع كما يوجه الفراق والبعد والحزن والألم لفراق الأحبة

والكلام الخالي من التعقيد المعنوي ينتقل فيه الذهن من المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي دون حقا لظهور العلاقة بين المعنين أما إذا جاء الكلام على خلاف ما عرف من العرب وعلى خلاف ما قد استعملوه فعندئذ يصعب فهم المراد

  • التكرار وكثرته وتتابع الإضافات

أ – كثرة التكرار : مثل وتسعدني في غمرة بعد غمرة سبوح لها منها عليها شواهد   حيث كرر الضمير في لها منها عليها

ب – تتابع الإضافات : مثل حمام جرعا حومة الجندل اسجعي فأنت بمرأى من سعاد ومسمع . فالأذن تنفر من كثرة الإضافات في حمام جرعا حوسة الجندل واللسان يتعثر ويستثقل النطق بها

المبحث الثالث : فصاحة المتكلم وبلاغته

الفصاحة هي ملكة تكون لدى المتكلم ويكتسبها بكثرة المران والتدريب وقراءة التعبيرات الجيدة والأساليب الرفيعة

بلاغة الكلام : أراء البلاغيون المتقدمون في البلاغة :

1 – رأي معاوية لصحاري العبد : البلاغة الإيجاز فقال أن تجيب فلا تبطئ وتقول فلا تخطئ

2 – بن المقفع : البلاغة اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة منها ما يكون عند السكوت ومنها ما يكون في الاحتجاج وغير ذلك والإكثار في غير خطل والإطالة في غير ملل

3 – البلاغة لمحة دالة وقيل معرفة الفعل والوصل وقبل اختيار الكلام وتصحيح الأقسام

4 – البلاغة عند المتأخرون هو مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع ضعافته .

المراد بالحال هو الأمر الداعي للمتكلم إلى أن يعتبروا في كلامه خصوصية ما ومقتضى الحال الذي يؤدي به أصل المراد خصوصية التي اعتبرها  المتكلم في كلامه . ومطابقة الكلام لمقتضى الحال هي مجيئ الكلام مشتملا على تلك الخصوصية التي اقتضاها الحال

بلاغة المتكلم : هي ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ وتلك الملكة تتكون لديه بكثرة المران والقراءة

البلاغة لا تقع وصف الكلمة المفردة إلا أذا أريد بالكلمة الكلام المركب فتوصف بالبلاغة على هذا الاعتبار ، ويقال كلمة بليغة لأن المراد بالكلمة عندئذ الكلام المركب مثل الخطبة والقصيدة أو الجملة او الجمل وليس المراد بها اللفظ المفرد

وقد أطلقت الكلمة على الكلام مثل ” لعلي أعمل صالحا فيما تركت . كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون “

الخاتمة

توصلت من خلال إعدادي البحث إلى النتائج التالية :

أن لعلم البلاغة أهمية كبيرة في كتب النحو والصرف ، وقد كان علم البلاغة أبطاء الفنون العربية في التدوين والاستقلال لأن مسائل البلاغة كانت متفرقة في بطون الكتب وكانت مصطلحاتها غير واضحة ، ولكن سرعان ما انتقل هذا العلم من الجمود وأصبح من أكبر العلوم وأجلها

وفي هذا البحث تناولت بعض المسائل البلاغية الهامة وهي بحث بسيط على مفهوم الفصاحة والبلاغة ، وقد عرضت كل منهما بمثال ، وحاولت أن أوصل الفكرة إلى الأساتذة

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة