بحث عن عيد الطفولة
المقدمــة
أطــفالنا … أحبابنا … نصف الحاضر وكل المستقبل … يقع على عاتقهم نهـضة الشـعوب والأمم. كما أن حضارة المجتمع، ودرجة تطوره تقــاس بكيفية تعامله مع الأطفال.
ورغم الاختلاف على تعريف حدود الطفولة علميا يحق للطفولة وحدودها في الجيل أن تكون ذات قيمة، وأن تكون هى وحدودها فى إطـار عالمي.
فالأطفال هم الثروة الحقيقية للأمة، وهم مستقبل البشرية، ومصدر قوتها الحقيقي، واستمرار مسيرتها نحو عمارة الكون، والقيام بواجب استخلاف الإنسان لله عز وجل، بالحق والعدل والخير، وقد وجه الإسلام الإنسان إلي ضروريات خمس هي : حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ النسل، وحفظ العقل، وحفظ المال، ومن هنا جاء حرص الإسلام على النسل للمحافظة على كيان المجتمع وبقائه .
وقد اهتم الإسلام بالأطفال ورغب في إنجابهم وأسس لهم أحكاماً تنظم حياتهم وتوفر لهم الأمن والرعاية والحماية والحياة الكريمة مع أسرهم.
وللمجتمع الإنساني عدة محاولات من أجل حماية الطفل والدفاع عن حقوقه من خلال العديد من الاتفاقيات والوثائق الدولية والإقليمية والمحلية، خاصة مع انتشار الصراعات المسلحة والحروب والاحتلال، مما عرض الأطفال وذويهم للقتل والتشريد وغير ذلك من الانتهاكات اللا إنسانية التي يتعرض لها الأطفال.
فالطفل هو الحلم، هو المستقبل، هو الأمل هو قائد الغد هو رجل المستقبل ولذلك تهتم الدولة به أعظم اهتمام وترعاه أجل رعاية صحية وتعليمية ونفسيه . وعلى الطفل أن يقدر ذلك ليكون العطاء أجل من الأخذ ويرد الفضل لوطنه ليتقدم وينهض بين الأمم .
نظرة المجتمع للطفل
يُنظرُ إلى الطفل في المجتمع السليم كطاقة تنبض بالحيوية والنشاط والثقة ..هو متعة الحاضر وطُمأنينة النفس وأمل المستقبل الباسم .
والطفل الذي يحصل على تربية متكاملة بالتأكيد تتظافر في شخصيته ، الصحة الفسيولوجية ، والنفسية ، و الذهنية , والروحية ؛ ولمّا كانت الأسرة والأبوان خاصة هما مدخل الإنسان إلى المجتمع ، فإنهما يصوغان البنية الأساس لشخصية إنسان المستقبل ، ولنمط علاقاته بالآخرين .
فالأب المتسامح إلى حدٍّ مــا وتسامحه هذا يستند إلى وعْيٍ وفهم يعوّد طفله على الجرْأة والبحث والاستزادة من الخبرات والمعارف ، وينمّي لديه الاعتماد على الذات .
وشخصية الأم الواعية ..الأم المتعلّمة ..الأم المثقفة ..الخبيرة بشؤون الحياة تغرس في نفسية طفلها حبّ الله وحبّ الناس وحبّ الحياة والتوغّل في مسالكها ..ممّــا ينمّي لديه حبّ البحث ويُشْبع لديه الفضول ، فتنشط عنده روح المبادرة والتطلّع إلى إثبات الذات من خلال الإبداع .
عيد الطفولة
يوم الطفل هو الحدث الذي يحتفل به في أيام مختلفة في أماكن كثيرة في مختلف أنحاء العالم.
اليوم العالمي للطفولة الذي يحتفل به في 1 حزيران و يوم الطفل العالمي ويصادف يوم 20 نوفمبر من كل عام.
وقد أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال. وحدد يوم 5من شهر نوفمبر يوما للطفل العالمي، وقد سبقه وتلاه عدد من الاتفاقات الدولية حول حقوق الطفل.
ومن الجدير ذكره أن المجموعة العربية قد وضعت تحفظات على حقوق الطفل لناحية احترام حرية المعتقد.
وفي أغلب دول العالم يتم الاحتفال به يوم 5 نوفمبر، حيث أعلنت الأمم المتحدة في هذا اليوم قانون حقوق الطفل أما في الدول الشيوعية السابقة فيحتفلون بالمناسبة في 1 يونيو/حزيران
بعض البلدان الاحتفال المحلية للأطفال اليوم ‘في تواريخ أخرى. تم تعيين ببساطة عطلة لتكريم الأطفال والقصر.
عيد الطفولة أو يوم الطفل العالمي هو يوم يحتفل به الأطفال في أغلب دول العالم عن طريق الحفلات في المدارس ورسم الأشكال على وجوههم، ويصادف يوم 20 نوفمبر من كل عام.
حقوق الطفل
وقد أوصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1954 بأن تقيم جميع البلدان يوما عالميا للطفل، يحتفل به بوصفه يوما للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال.
صدر رسميا “إعلان حقوق الطفل” هذا لتمكنيه من التمتع بطفولة سعيدة ينعم فيها,و يكون محمي من جميع الجهات و لديه الحقوق التي تأمن له حياة سعيدة، لخيره وخير المجتمع، بالحقوق والحريات المقررة في هذا الإعلان، وتدعو الآباء والأمهات، والرجال والنساء
وثيقة حقوق الطفل
الحق في التعليم
الحق في إبداء الرأي
الحق في الرعاية الطبية
الحق في إشباع رغباته
الحق في احترام إنسانيته
الحق في المساواة
الحق في الأمن والطمأنينة
و تنص على ما يلي:
أولا
يجب أن يتمتع الطفل بجميع الحقوق المقررة في هذا الإعلان.
ولكل طفل بلا استثناء أن يتمتع بهذه الحقوق دون أي تفريق أو تمييز بسبب اللون أو الجنس أو الدين ، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة أو النسب أو أي وضع آخر يكون له أو لأسرته.
ثانيا
يجب أن يتمتع الطفل بحماية خاصة وأن تمنح له الفرص والتسهيلات اللازمة لنموه الجسمي والعقلي والخلقي والروحي والاجتماعي نموا طبيعيا سليما في جو من الحرية والكرامة.
ثالثا
للطفل منذ مولده حق في أن يكون له اسم وجنسية.
رابعا
يجب أن يتمتع الطفل بفوائد الضمان الاجتماعي وأن يكون مؤهلا للنمو الصحي السليم. وعلي هذه الغاية، يجب أن يحاط هو وأمه بالعناية والحماية الخاصتين اللازمتين قبل الوضع وبعده.
وللطفل حق في قدر كاف من الغذاء والمأوى واللهو والخدمات الطبية.
خامسا
يجب أن يحاط الطفل المعوق جسميا أو عقليا أو اجتماعيا بالمعالجة والتربية والعناية الخاصة التي تقتضيها حالته.
سادسا
يحتاج الطفل لكي ينعم بشخصية ، إلي الحب والتفهم. ولذلك يجب أن تتم نشأته برعاية والديه وفي ظل مسؤوليتهما ، في جو يسوده الحنان والأمن المعنوي والمادي فلا يجوز، إلا في بعض الظروف ، فصل الطفل الصغير عن أمه.
ويجب على المجتمع والسلطات العامة تقديم عناية خاصة للأطفال المحرومين من الأسرة وأولئك المفتقرين إلى كفاف العيش.
سابعا
للطفل حق في تلقي التعليم، الذي يجب أن يكون مجانيا وإلزاميا، في مراحلة الابتدائية على الأقل، وتقع هذه المسؤولية بالدرجة الأولى على أبويه.
ويجب أن تتاح للطفل فرصة كاملة للعب واللهو، اللذين يجب أن يوجها نحو أهداف التعليم ذاتها. وعلى المجتمع والسلطات العامة السعي لتيسير التمتع بهذا الحق.
ثامنا
يجب أن يكون الطفل، في جميع الظروف، بين أوائل المتمتعين بالحماية والإغاثة.
تاسعا
يجب أن يتمتع الطفل بالحماية من جمع صور الإهمال والقسوة والاستغلال.
ولا يجوز استخدام الطفل قبل بلوغه سن الرشد. ويحظر في جميع الأحوال حمله على العمل أو تركه يعمل في أية مهنة أو صنعة تؤذي صحته أو تعليمه أو تعرقل نموه الجسمي أو العقلي أو الخلقي.
عاشرا
يجب أن يحاط الطفل بالحماية من جميع الممارسات التي قد تدفع إلى التمييز العنصري أو الديني أو أي شكل آخر من أشكال التمييز، وأن يربى على روح التفهم والتسامح، والصداقة بين الشعوب، والسلم والأخوة العالمية
الطفل شخص مبدعٌ
الطفل يتمتع بصفات إبداعية ، لأنه يتمتع بذكاء قائم على الدهشة والتعجّب والشغف بالمعارف الجديدة ، وبمغامرات استكشاف المجهول كأساس لتنمية النزوع إلى البحث وكشف المحيط الطبيعي والاجتماعي الذي يحيا فيه ، وذلك من خلال روح اللعب المسيطِرة على حركاته وأنشطته .وتُعدّ هذه الصفات جوهر اكتساب المعرفة ، وتنمية الإثارة والدهشة والتفكير الإبداعي الابتكاري .
كما أن الطفل شخصٌ خيالي إلى أبعد مدى ، يمارس أنشطته الخيالية بدون حدود ، ويتعجّب ممّا يراه البالغون عاديا ومألوفا ، كما أنه يمارس أنشطته التعبيرية بطلاقة وتنوّع ويتمتع بالمرونة في أنشطته الحرّة ، خاصة إذا لم تكن موانع ممّن يتولّى أمر تربيته ..حرّية تتجلّى بوضوح مع الأقران وبينهم
حق الأطفال على المجتمع
من حق الأطفال على المجتمع رعايتهم وتعليمهم والاهتمام بهم وعلى المؤسسات الإعلامية أن تقدم لهم البرامج الضرورية المفيدة المدروسة والمخطط لها وإعداد برامج تسهم في تثقيف الطفل وزياد خبراته ومعلوماته وإكسابهم القيم والمواقف الايجابية بدل تضييع وقته هباء وراء برامج فارغة لا فائدة منها تعمل على تشويه عقله وقيمه
وفي عيد الأطفال العالمي سنردد معاً أغنية العيد وننشد: أهلاً ياعيد الأطفال أهلاً بالفرحة تختال أطفالنا أهلاً أنتم سنابل الآمال، والورود، و البيادر والظلال أنتم بذور الخصب في بلدنا القيمة وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة
الخاتمة
واقعنا الآن وحتى ونحن في القرن الحادي والعشرين يكذّب ادّعاءاتنا التي نرفعها ونحاول أن نقنع بها أنفسنا ، بأن أبناءنا حالهم أحسن من حالنا لمّا كنّا في عمرهم ..
فعلا الظروف المعيشية تحسّنت ومستلزمات الحياة العصرية توفّرت .
الوعي الفردي والاجتماعي ارتفع ..
المستوى الفكري للفرد تحسّن بفضل التعليم وتيسّر طرق كسْب المعرفة وتنوّعها .
لكن بكل أسف أغلبنا يتعامل مع أبنائه وأفراد أسرته نفس معاملة جدّه لجدّته وأبيه لأمه .
روح السيطرة والقهر سائدتان في أغلب بيوتاتنا ..
كل تحركات أبنائنا هي فوضى لا نطيقها ، كلّ سعي نحو التفتح واكتشاف المحيط مضيعة للوقت ..
كلّ طفرة في وضْعٍ كهذا قد تبرز لدى أحد الأطفال تُخنق في المهد لا نلتفت إليها ، بل نحتقرها ونعيّر صاحبها لكونه يتلهّى بما لا فائدة فيه .
يحدث هذا في أسرنا وفي مؤسساتنا التعليمية ..
أطفالنا اغلبهم في نظر الأساتذة والمعلمين متمرّدون ، عُصّــــاة ، فوضويون ، يكرهون المعرفة هم في حاجة إلى الترويض عن طريق العقاب البدني ، أكثر ما هم في حاجة إلى التهذيب والتعلم والتعليم والتثقّف والتثقيف
المصادر
1- اتفاقية حقوق الطفل – نيويورك – الجمعية العامة للأمم المتحدة – عام 1989 .
2 – الإعلان العالمي لبقاء الطفل وحمايته ونمائه – نيويورك – الجمعية العامة للأمم المتحدة – عام 1990م .
3 – القانون رقم ( 12 ) لسنة 1996 بأحكام حماية الطفل – المجلس القومي للطفولة والأمومة – جمهورية مصر العربية .
4 – رؤية نقدية لاتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة – إعداد اللجنة الإسلامية للمرأة والطفل مع مجموعة من الأساتذة والعلماء القاهرة – 2000م .
رؤية نقدية بين ميثاق الطفل في الإسلام والمواثيق الدولية – اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل – دكتورة/ مكارم محمود الديرى.
5 – وثيقة عالم جدير بالأطفال – نيويورك – الجمعية العامة للأمم المتحدة – 2002 م .
6- ميثاق الطفل في الإسلام – إعداد اللجنة الإسلامية للمرأة والطفل مع مجموعة من العلماء والأساتذة القاهرة 2003م .
7 – الطفولة في المواثيق الدولية والمحلية – رسالة دكتوراه – إعداد محمد رمضان أبوبكر – جامعة الأزهر كلية الدعوة – 2003 م .
8- ميثاق الطفل… رؤية أسلامية معاصرة – إسلام اون لاين – رضا عبد الودود – 2003م.