اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

قضايا المعاقين في مصر بين ( واقع مرير .. وحلم بالتغيير )

عاطف مباشر

بقلم / عاطف مباشر

مدير إدارة التربية الخاصة بمحافظة الشرقية سابقًا

على الرغم من دراساتي في مجال التربية الخاصة منذ أكثر من ثالثة عقود حسبي أنى حاولت التغيير فأصبت وأخطأت وتعرضت لكثير من الضغوط وقضيت الساعات الطويلة لا أكل ولا أمل من العمل مع المعاقين ليلاً ونهارا وكثيرا ما اتهمت نفسي بالتقصير نحو العمل من أجل هذه الفئات التي ليس لها أحد بعد الله إلا العاملين في تربية وتعليم المعاقين وعلى الرغم من وجود أشخاص سخرهم الله لخدمة هذه الفئات إلا إنهم ليسوا بالعدد الكبير مقارنة بمجموع العاملين مع هذه الفئات

ولكن أصاب ببعض الإحباط والألم لعدة أسباب أهمها:
– عدم علم الكثير من المسئولين وصناع القرار بأبعاد وأهمية تربية وتعليم ذوى الإعاقة واعتبارا الجهد المبذول معهم إهدار للمال وحضور المناسبات التي تنظمها التربية الخاصة يكون بمثابة شو إعلامي أكثر من إيمان المسئولين بالأهمية القومية والخسائر الناجمة عن إهمال تلك الفئات التي زاد عددها في إحصائيات 2002 م إلى 30 % من إجمالي عدد السكان في المجتمع المصري أي مجتمع يفقد ثلثه والقليل الذي يهتم بهم يهتم من قبيل النظر إليهم بعين الشفقة لا بعين الندية وتكافؤ الفرص وحقهم في الحياة كمواطنين لهم جميع الحقوق وعليهم جميع الواجبات في ضوء إمكاناتهم وقدراتهم.

– جهل المجتمع بدور المعاق في تقدم المجتمع والنظر إلى الإعاقة كفرصة عمل (5 % ) ونتيجة لهذه النظرة بادر بعض الناس بإصابة أنفسهم عمدا للحصول على تلك الفرصة التي أصبحت غير متوفرة الآن.

– تحدث كبار المسئولين عن قضية الإعاقة باعتبارها الإعاقة الحركية فقط دون النظر إلى باقي الإعاقات ) سمعي – بصري – فكرى – طالب مدمجين ) وللأسف يوجد مستشارين في المجلس القومي لشئون الإعاقة للمسئولين وهم لا يعلموا عن عالم المعاقين الحفلات والشو الإعلامي دون النظر إلى قضية المعاقين من منظور علمي وتسرب الداء إلى بعض أساتذة الجامعات الذين ينظرون إلى قضية المعاقين من منظور مادي ووجه علمية في المحافل العلمية أكثر من وضع تصورات وبدائل حقيقية لعمل نقلة نوعية في واقع المعاقين في مصر.

– الألم والحسرة التي أشعر بها عندما أرى رفقائي في الميدان بمدارس التربية الخاصة يتصارعون على المناصب والوظائف والحوافز ولم أجد معظمهم يعمل مع هذه الفئات بالقدر الكاف من التضحية والمثابرة والإخلاص ولا يمتلك الرؤية التي يضعها من أجل تطوير منظومة التربية الخاصة ويتعلل بأسباب واهية حتى يبرروا ألنفسهم عدم الإنجاز .

– المفاهيم الخاطئة التي يتصورها بعض العاملين في مجال التربية الخاصة بأن قضية الإعاقة تخصهم وحدهم ولا يعلمون أن قضية المعاقين لابد من مشاركة جميع فئات المجتمع فيها لأن المجتمع سيدفع الثمن باهظ في حالة عدم الاهتمام بتلك الفئات .

– على الرغم من آلاف الجمعيات التي نشأت للاهتمام بشئون المعاقين إلا أنها وبعد وقت قصير تتحول لم مؤسسات استثمارية ونحن لا نعارض الربح ولكن يكون الأهم الخدمة التي تقدم للمعاق .

– كل هذه النقاط تحتاج إلى وقفات جادة وصادقة مع النفس وأن نحاول التغيير إلى الأفضل فلنبدأ الآن كال منا يغير نفسه وسوف يتغير الواقع من حوله وشعارنا ) ابدأ بنفسك .. وساعد غيرك (ولا تسأل عماً سقط كيف سقط ولكن اسأل عماً نجا كيف نجا (

– وأرى أن الحلم بالتغيير في التربية الخاصة بات يبزغ فيها من خلال بعض الأيادي المخلصة والمثابرة والشابة التي تعمل في الميدان ولكن علينا التخطيط الجيد ووضوح الهدف وإخلاص العمل والميدان متاح لكل مخلص يريد لهذا الوطن أن يتقدم .. حفظ هللا مصرنا الحبيبة ..

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة