التعليم الفنى ( مشكلاته و حلولها – 1 )

كتب .. محمد مصطفى ( معلم أول أ .. المواد الفنية الميكانيكية )

يعانى التعليم الفنى فى مصر من مشكلات عديدة لعل أهمها ، النظرة المتدنية من المجتمع لهذا النوع من التعليم ، و الذى يلتحق به الحاصلين على شهادة أتمام المرحلة الالزامية الاساسية ( الاعدادية ) ، و يتخرج فيه طلاب حاصلين على شهادة متوسطة ( دبلوم ) لا تسمن و لا تغنى من جوع . بل و اصبح خريجي الشهادات المتوسطة عبء على المجتمع لما يعانو من أفتقاد لمسايرة سوق العمل الحالى .

و سأتناول هنا أحد أهم المشكلات التى يعانى منها التعليم الفني فى مصر و حلول لها …

أولاً .. المشكلات المجتمعية ..

نظرة المجتمع المتدنية للتعليم المتوسط و لخريحي هذا النوع من التعليم . حيث كشفت أحدى دراسات المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية حول قضايا التعليم فى مصر، والتى أجريت على ( 2035 طالبا و طالبة فى 17 مدرسة ) للتعليم الفنى الصناعى بالقاهرة الكبرى عن أن ( 42.8 % ) من الطلاب يؤكدون أنهم سيلاقون حالة من تدنى التقدير المجتمعى بعد التخرج  و ( 17.6 % ) كثيرون الغياب من المدرسة بسبب رؤيتهم أن التعليم الفنى ليس له مستقبل مضمون و ( 25.2 %  ) من أفراد العينة ذكروا أن اختيارهم بمثابة وسيلة للهروب من الثانوية العامة .

و لعلاج هذه المشكلة ..

1.. عمل حوار مجتمعى على المستوى المحلى و العربى و الدولى لتغيير نظرة المجتمع المتدنية للتعليم المتوسط و لخريجى هذا النوع من التعليم . و توضيح مميزات التعليم الفنى و أهدافه و سبل تحقيقها حسب خطط التحسين المقترحة لذلك و التى قد يكون منها الألتحاق بالتعليم الجامعى و التوظيف لسد العجز بالكوادر الفنية الماهرة بالمصانع و الشركات و كذلك التوظيف بالتربية و التعليم لسد العجز فى هيئات تدريس المواد العلمية و  العملية بالمدارس الصناعية ( بعد أستكمال عامين دراسيين بالدراسات التكميلية أو الدراسة الجامعية ) .

2.. عدم موائمة الخريج مع ما يتطلبه السوق المحلى و الخارجى للعمل . فالمدارس الصناعية بتخصصاتها المختلفة بعيدة كل البعد عن التخصصات الموجودة و المتاحة فى سوق العمل و التى فى حاجة إلى تدفق أعداد كبيرة من العمالة المدربة ذات المهارة على هذه التخصصات و المفترض أن يكونوا من خريجى المدارس الصناعية .

Exit mobile version