عميد معهد الدراسات الإفريقية: 95% من سكان الساحل الإفريقي ستتضرر من تغير المناخ -حوار
الآمال تنعقد على مؤتمر شرم الشيخ ليكون انتصارا فى معركة التغير المناخىمصر بين أكثر الدول تأثرا بالتغيرات رغم قلة مساهمتها فى الانبعاثاتاستنباط سلالات محاصيل جديدة تتحمل الجفاف وندرة المياه أحد أهم أساليب التكيف مع الظاهرة
قال عميد كلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، الدكتور عطية طنطاوى، إن القارة الإفريقية ستشهد انعكاسات اجتماعية واقتصادية خطيرة تأثرا بالتغيرات المناخية، إذ إنه من المتوقع تضرر نحو 95% من سكان المناطق الساحلية بارتفاع مستوى سطح البحر، مشيرا إلى أن بعض الدراسات تتوقع تشريد 150 مليون شخص بحلول عام 2050 أو ما يعرف بلاجئى المناخ إما بسبب الجفاف أو بسبب الفيضان.وأضاف طنطاوى فى حوار مع «الشروق»، أنه من المحتمل أن يؤثر التغير المناخى على مصر من خلال نقص المياه والإنتاجية الزراعية وتدهور بعص الأراضى نتيجة زيادة تعرية التربة وملوحتها الناتجة عن ارتفاع درجة الحرارة وستتسارع ظاهرة التصحر فى بعض المناطق وتزداد العواصف الترابية.وإلى نص الحوار..< بداية.. دعنا نوضح خطورة التغيرات المناخية بشكل عام؟ ـــ ترتبط حياة الإنسان وأنشطته ارتباطا وثيقا بالمناخ، والتغيرات المناخية واحدة من أكبر معوقات التنمية البشرية خاصة فى الدول الأقل نموا، لما تسببه من ازدياد مضطرد فى درجات حرارة الأرض، والتغير فى توزيع درجات الحرارة ومعدلات سقوط الأمطار، وازدياد معدلات العواصف الترابية، وارتفاع مستوى سطح البحر وتقلص مساحة الرقعة الجليدية على قمم الجبال وفى القطبين، وزيادة فى شدة الأعاصير المدارية، وانتشار الجفاف والفيضان والحرائق فى العديد من دول العالم.< قاريا.. كيف تأثرت إفريقيا بتلك التغيرات؟ـــ رغم إنها الأقل إسهاما فى مسبباتها، إلا أن القارة الإفريقية الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية، إذ تعانى من نقص فى الغذاء والمياه وزادت حدة التطرفات المناخية، وتأثرت الأحياء البحرية والشعاب المرجانية، وأصاب التصحر بعض الدول، وتأثر التنوع البيولوجى، وفقدت إفريقيا قدرتها على تحقيق الأهداف التنموية المشروعة. بالإضافة إلى انعكاسات اجتماعية واقتصادية خطيرة، ومن المتوقع أن يتضرر نحو 95% من سكان المناطق الساحلية بارتفاع مستوى سطح البحر، كما تتوقع بعض الدراسات تشريد 150 مليون شخص بحلول عام 2050 أو ما يعرف بـ«لاجئى المناخ»، إما بسبب الجفاف أو بسبب الفيضان أو نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.< ومحليا.. ما مدى تأثر مصر بالتغير المناخى؟ـــ رغم أن انبعاثات الغازات الدفيئة التى تصدرها مصر لا تتجاوز 0.6% من إجمالى انبعاثات العالم إلا أن مصر واحدة من أكثر الدول عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ على العديد من القطاعات، وهو ما يؤدى إلى إضافة تحد جديد إلى مجموعة التحديات التى تواجهها مصر فى إطار سعيها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.ومن المحتمل أن يؤثر التغير المناخى على مصر من خلال نقص المياه ونقص فى الانتاجية الزراعية وتدهور بعص الأراضى نتيجة لزيادة تعرية التربة وملوحتها الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة وستتسارع ظاهرة التصحر فى بعض المناطق وتزداد العواصف الترابية.< كيف ترى ترتيبات الدولة لعقد قمة المناخ؟ـــ إدراكا لحجم المسئولية؛ لم تدخر مصر جهدا فى حشد الإرادة السياسية اللازمة لتشجيع كل الدول على الحضور فى مؤتمر قمة المناخ المقرر عقده بمدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل، والاتفاق على آلية حقيقية لتنفيذ تعهدات اتفاق باريس وتوصيات قمة جلاسكو.كما تعمل الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها والوزارات المعنية وبتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى، على إنجاح هذا المؤتمر الذى يناقش مشكلة تتعلق بحياة الإنسان على كوكب الأرض. < وما المتوقع من نتائج لتلك القمة؟ـــ تنعقد الآمال على مؤتمر شرم الشيخ ليكون انتصارا فى معركة التغير المناخى، وستحاول الدول الوصول إلى اتفاق ملزم بالوقف التدريجى لاستخدامات الوقود الحفرى بغرض تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، ومساعدة الدول الفقيرة الأكثر تضررا من آثار التغير المناخى.وأعتقد أن كل دولة ستحاول إظهار التزامها بتقليل استخدام الوقود الحفرى واستبداله بالطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية وعمل فلاتر لتنقية عوادم المصانع والسيارات والالتزام بالاقتصاد الأخضر وإعادة سياسة التشجير وإعادة الغابة لسابق عهدها لأنها تمثل مخزنا لثانى أكسيد الكربون الملوث الرئيس للغلاف الجوى والمسبب الرئيس لظاهرة الاحتباس الحرارى. < وما تقييمك لدور مصر حتى الآن فى الضغط للحصول على حلول خلال القمة المقبلة؟ـــ مصر دولة كبيرة ومن الدول الرائدة فى مجال مجابهة التغيرات المناخية فقد وقعت على جميع اتفاقيات المناخ وصدقت عليها ولم تغب يوما عن المحافل الدولية التى تهتم بأمر المناخ أو الحفاظ على البيئة، بالإضافة إلى إطلاق رئيس مجلس الوزراء ما يعرف بالاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050 فى مايو 2022 لتحقيق الهدف الثالث من رؤية مصر المحدثة 2030 وهو مواجهة تحديات التغيرات المناخية لتحقيق الأهداف الاقتصادية والإنمائية فى مصر. كما تحدث الرئيس السيسى باسم المجموعة الإفريقية فى قمة باريس 2015 وأطلق مبادرتين على قدر كبير من الأهمية: الأولى الطاقة المتجددة فى أفريقيا والأخرى دعم جهود التكيف فى القارة.< هل ترى أن موقف الدول الإفريقية لدعم مصر فى قمة المناخ مناسب؟ ـــ الدول الإفريقية تنظر لمصر على أنها قاطرة التنمية، ومصر لم تترك قضايا القارة دون أن تتحدث عنها أو تساهم فى حلها ولذا فإن القارة الإفريقية ستكون داعمة لمصر فى قمة المناخ، فمصر هى التى تتحدث باسم القارة منذ اتفاق باريس.< برأيك ما آليات إلزام الدول المتقدمة بتحمل تبعيات تغير المناخ؟ـــ ما تعرضت له الدول المتقدمة هذا العام يكفى لأن تقوم بواجباتها تجاه الدول الفقيرة، حيث شهدت أوروبا موجة من جفاف الأنهار لم تشهدها منذ 500 عام، كما شهدت الصين وجنوب إفريقيا جفافا شديدا فى بعض المناطق.كما أصابت الفيضانات بعض الدول مثل باكستان وبعض مناطق الصين وبعض دول أوروبا، واشتعلت الحرائق فى الكثير من الدول المتقدمة، وبدأت بالفعل بعض الدول فى تقليل الاعتماد على الوقود الحفرى كالولايات المتحدة والصين وغيرها.< كيف يمكن تفعيل الدور العلمى فى مجابهة التغيرات المناخية أو التكيف معها؟ـــ يتم ذلك من خلال تعاظم دور المؤسسات العلمية والمنظمات الدولية وعلى الدول أن تفعل الكثير مع محيطها الإقليمى، من خلال تبنى استراتيجيات واضحة على المستوى الإقليمى، وتستعين بالخبرات الدولية والمنظمات العالمية المعنية بهذا الأمر ووضع خطط عاجلة لمجابهة التغيرات المناخية أو التكيف معها حتى لا يكون الوضع كارثيا فى المستقبل.كما يمكن زيادة الوعى البيئى وتقليل نسبة الأمية بين السكان والاهتمام بالدراسات المناخية وزيادة دعمها وتوفير المعلومات، وصون الموارد الطبيعية المتاحة وحسن إدارة المياه وزيادة القدرة على التنبؤ بنوبات الجفاف. هذا بالإضافة لإمكانية استنباط سلالات جديدة من المحاصيل تتحمل الجفاف وندرة المياه وتحسين السلالات الحيوانية وتوفير الرعاية البيطرية من أساليب التكيف مع الظاهرة.