أستاذ كيمياء: 4 تصورات علمية لمكافحة انتشار الملاريا والأورام بسبب التغيرات المناخية

قدم الدكتور محمود هاشم، أستاذ كيمياء الليزر المتفرغ بجامعة القاهرة، ومؤسس الجامعات الأوروبية في مصر، تصورات علمية لـ 4 قضايا، تنتج عن آثار التغيرات المناخية وطرق الحل العلمية.
وقال هاشم في تصريحات لـ”الشروق”، إن تأثير المناخ على الانتشار العالمي للملاريا وارتفاع درجة حرارة الجو سيؤدي إلى تزايد وانتشار ناقلات الأمراض مثل البعوض الذي ينقل المرض، وطبقًا للدراسات العالمية سيؤدي إلى تغير خريطة انتشار مرض الملاريا وفي عام 2050، ستصل الملاريا لأمريكا الشمالية والدول الأوروبية وشمال إفريقيا وشمال آسيا ووفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية.
وأضاف أنه في عام 2017 كان قرابة نصف سكان الكرة الأرضية مهددون بالإصابة بالملاريا، كما أنه كل دقيقتين لا يزال يموت طفل بالملاريا في إفريقيا، وما يتم إنفاقه على إفريقيا وحدها قرابة الـ 3.335 مليار دولار سنويًا من معونات دولية وموازنات محلية وإنفاق شخصي على الملاريا، ولا يزال مليون شخص يموت سنويا.
وأشار إلى أن الحل يتمثل في خلاصة التطبيقات الحقلية لبراءات الاختراع والبحوث المنشورة، وتتلخص الفكرة العلمية للابتكار المصري لمكافحة الملاريا في القضاء على بعوضة الملاريا من المنبع، وذلك عن طريق قطع دورة حياة البعوضة المسببة للملاريا ويتم ذلك باستخدام أشعة الشمس المباشرة ومادة الكلوروفيل المستخلصة من النباتات.
وأثبتت النتائج أنه في خلال ساعتين فقط يتم القضاء تماما على يرقات البعوض بنسبة نجاح 95 – 100% في مستنقعات الدول المنتشر بها الملاريا، وبالتالي تم قطع دورة حياة البعوض الناقل للمرض، وأثبتت التطبيقات الحقلية أنه لا يؤثر تمامًا على النظام البيئي، حيث إنه يقضي فقط على يرقات الباعوض دون تأثيره على أية كائنات حية أخرى.
ولفت إلى تطبيق هذا الأمر في 8 دول من دول حوض النيل بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية ويتم تصنيع هذا المنتج في شركة النصر للكيماويات الوسيطة بأبو رواش.
وتابع: “فيما يتعلق بالتغيرات المناخية وآثارها على مرض فقر الدم الأنيميا، ستؤدى التغيرات المناخية إلى حدوث جفاف في الأراضي الزراعية وتغير في إنتاجية المحاصيل الزراعية ونقص الغذاء مما سيتسبب في نقص الفيتامينات ومنها نقص الحديد الذي سيؤدي إلى انتشار مرض الأنيميا.
واستطرد: “يصيب ثلث سكان العالم ويرتبط ارتباطا وثيقا بالتغذية وطبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فهناك 46% من أطفال العالم ما بين سن 5-14 عامًا مصابون بالأنيميا وفي الدول الفقيرة 56% من السيدات الحوامل مصابون بالمرض حتى في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 7.8 مليون من السيدات وسبعمائة ألف من الأطفال مصابون بالمرض وللأسف في مصر تبين الإحصائيات أن أكثر من 70% من تعداد السكان مصابون بالمرض وخاصة الأطفال والسيدات”.
وذكر أن الحل لهذا الأمر يتمثل في استخدام جرعة واحدة من جسيمات الحديد النانو مترية يزداد نسبة الهيموجلوبين في الدم من 7 إلى 16 وتتضاعف أعداد كرات الدم الحمراء، وذلك بالحقن أو بالتناول عن طريق الفم، وذلك في خلال أسبوع من تاريخ الحقن المطلوب وأن يتم إنتاج هذا المستحضر على نطاق صناعي في إحدى شركات الأدوية الوطنية.
وأوضح أنه فيما يتعلق بتغير المناخ والأورام الخبيثة، فسيؤدي ارتفاع درجة حرارة الجو إلى حرائق الغابات وعليه تلوث الهواء المسبب الرئيسي لسرطان الرئة وتتسبب انبعاثات الغازات الدفيئة في ثقب الأوزون وموجات الحر القاسية التي تؤدي للإصابة بمرض سرطان الجلد، يعد السرطان المسبب الرئيسي لحالات الوفاة المبكرة على مستوى العالم والتي يتمثل 95% منها في البلدان النامية وخاصة قارة إفريقيا.
ونوه إلى أن الحل المطروح استخدام تقنيات العلاج الضوئي الديناميكي الذي يساهم في التشخيص المبكر وعلاج السرطان، وتتميز التقنية أنها ليست لها آثار جانبية على المريض كتلك التي يحدثها العلاج الكيماوي والإشعاعي ولها العديد من الفوائد، حيث تستهدف الخلايا المريضة دون الخلايا السليمة، وكذلك قصر مدة العلاج، وتكلفتها الزهيدة مقارنة بالعلاج الكيميائي.
وتم الاعتراف بها من قبل هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، موصيًا بضرورة البدء في استخدام هذه التكنولوجيا الجديدة التي تحارب من قبل شركات الأدوية التي تنتج العلاج الكيميائي وتفادي أضرار العلاج الإشعاعي وتكلفته المرتفعة.
وقال إن ارتفاع درجات الحرارة والتغير في نسب الرطوبة ستؤدي إلى زيادة الحشرات والآفات الزراعية الضارة مثل ذبابة الفاكهة والذبابة البيضاء التي تعتبر من أخطر الحشرات على الاقتصاد الزراعي، ودودة ورق القطن التي تصيب محاصيل اقتصادية مهمة، وفي السنوات الأخيرة لوحظ زيادة كبيرة في تعداد هذه الآفات والحشرات في مصر نتيجة للتوسع الزراعي، موضحا أن استعمال المبيدات المختلفة أدى لصعوبة مكافحتها.
وأكد أن القضاء على هذه الآفات بطرق طبيعية صديقة للبيئة عبر مواد تتميز بأنها مواد طبيعية آمنة على صحة الإنسان والبيئة تم استخلاصها من أصول نباتية، كما أن ليس لها أي تراكمات في البيئة.