اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم الفنيمقالات تربوية

حمدي البابلي يكتب : التعليم الفنى وأحلام الفقراء

تعليم-فني

بقلم / حمدي البابلي

تحضرنى مقولة شيخ التربويين فى مصر الأستاذ الدكتور/ حامد عمار ،بأن التعليم الفنى هو تعليم الفقراء ، والفقراء دائماً يتشاركون مع الأغنياء فى الأحلام المشروعة ، وهذه سنة الحياة وطموح البشر فى إعمار الكون .

لم يجد الفقراء سوى التعليم الفنى لإلحاق أبنائهم به بعد ظهور التعليم الخاص الباهظ التكلفة منذ سنوات مضت،على أمل أن تتحسن أحوالهم بتعلم الأبناء لحرفة أو مهنة جديدة يستطيع معها الكسب الحلال من عرق يده ، بأن يلتحق بإحدى الشركات أو المصانع المنتجة ، أو حين تضيق به السبل أن ينشىء مشروعه الصغير الخاص فى محيط سكنه بعد أن تعلم حرفته ، كان هذا فيما مضى من الزمان ، حين كانت الثقة متبادلة بين أولياء الأمور والمدرسة الفنية ، فلم نكن نسمع وقتها عن مراكب الموت للهجرة غير الشرعية بحثاً عن فرصة عمل تكلف الآباء فوق طاقتهم من أموال .وأغلب هؤلاء المقامرون بأرواحهم وسط الأمواج المتلاطمة من خريجى المدارس الفنية الذين أنهوا فترة تجنيدهم الإجبارى .

وكان لنا طلاباً نابهون تعلموا مهنتهم حتى أتقنوها وحين لم يجدوا فرصة للعمل ، عكفوا على ذولتهم بمساعدة الأسرة لتكوين مشروعهم الخاص فى محل بسيط يغنيهم عوز الحاجة ، وكنا فى منتهى السعادة حين كانوا يأتوا إلينا للسؤال عن الحل لبعض العوائق التى تقابلهم أثناء العمل .كان هذا حين كانت للمدرسة دور واضح وللمعلم رهبة حقيقية مغلفة بالإحترام والود المتبادل بين المعلم وطلابه ، وكما ذكر الأستاذ الدكتور / أحمد الجيوشى ، بأن مشكلة التعليم الفنى نفسية فى المقام الأول ، فكل العوائق والسلبيات الأخرى بالإمكان التغلب عليها فى وقت وجيز لو توافرت الهمة العالية والإخلاص فى العمل ، فقطاع كبير من معلمى المدرسة الفنية الصناعية على وجه الخصوص من العمليين والذين تقع على أكتافهم مهام التدريب وإكتساب المهارات اللازمة للطلاب كانوا فى أمان نفسى فيما مضى قبل صدور القانون 155لسنة 2007 بالتدرج الطبيعى فى سلم الوظائف الإشرافية مع التحسن الطفيف فى جداول الأجور ، لم يكن لهم أى طموح آخر سوى أن ينهى حياته الوظيفة مديراً أو وكيلاً لمدرسة بعد سنوات من العمر الطويل ، لكنهم الآن أصبحوا أسرى لقيود ذلك القانون الذى حرمهم وأبسط حقوقهم المشروعة على خلاف أقرانهم فى كافة مؤسسات الدولة ، هذا الأمر بالذات يجب أن يتنبه إليه كافة المسئولين الداعيين للإصلاح والتطوير قبل أن يتمكن اليأس والإحباط منهم فيصبحون أحد العوائق الكبرى لمنظومة الإصلاح ذاتها .

الأمر الآخر هو ضرورة عودة الثقة بين المدرسة وأولياء الأمور ، وأظن أن هذا الأمر فى طريقه الآن بعد مقترح الجدرات والمهارات للدكتور الجيوشى والذى سيعيد الحياة للدور الغائب والحقيقى للمدرسة الفنية ،وأيضا سيحل الكثير من المشكلات والعوائق التى وردت بتقارير المتابعة الفنية ومنها إرتفاع نسبة الغياب بين الطلاب ، فحين يجد الطالب عملاً حقيقاً مع الحافز المادى الذى ذكره سيادة النائب ، لن يفكر الطالب فى الهروب من المدرسة مرة أخرى ، وسيجد المعلمون أنفسهم ذواتهم ومكانتهم المنقوصة .

ضرورة إعادة النظر فى سياسة القبول بالمدارس الفنية ، فطلاب الإعدادية العامة هم الأحق والأولى دون غيرهم بالقبول بتلك المدارس ، فمن الأسباب المهمة لتدهور المستوى التقنى والعلمى هو قبول طلاب الإعدادية المهنية ومن على شاكلتهم من ذوى المجاميع المنخفضة ، بل إن بعضهم يجهل القراءة والكتابة الأمر الذى يجد المعلمون صعوبة بالغة فى التعامل معهم إلى جانب تدنى أخلاقهم وسوء سلوكهم العام دون عقاب حقيقى رادع لهم حال المخالفة لللوائح والقوانين .

ضرورة ربط المناهج بسوق العمل والبيئة المحيطة بكل مدرسة لتكون واقعية وتخدم المجتمع .
ضرورة إعادة النظر فى المناهج العملية لتكامل الأدوار بين الأقسام المختلفة لإخراج منتج حقيقى يحتاجه الناس ومن ثم لابد من توافر معارض لعرض تلك المنتجات يتم إقامتها على واجهة المدرسة ليتعرف عليها الناس .وهو دور هام جدا للسادة موجهى العموم للبحث عن حاجة المجتمع المحيط لمنتجات بعينها بالمشاركة مع كل أطراف العملية الإنتاجية لإختيار ما يتم الإتفاق عليه .

إعادة نظام تأهيل معلمى العملى للمستوى الجامعى لسد الفجوة النفسية بين معلمى المواد النظرية والعملية ، وأيضاً لإستيعاب برامج التطوير والقدرة على تنفيذها بالمهارة المطلوبة .
إعادة النظر فى اللائحة الإنضباطية الأخيرة والتى أنصفت الطالب على حساب المنظومة التعليمية كلها ، وضرورة عودة الهيبة للمعلم بما لاينتقص من كرامته ومكانته لصالح الجميع .فإنما الأمم الأخلاق مابقيت .

وفى النهاية لابد من تفعيل الجودة ، فتعريفها فى أبسط صورة ، هو إنجاز العمل المطلوب من المرة الأولى بالجودة المطلوبة مع رضاء العميل ، فهل تصبح الجودة والإنتاج فى مدارسنا واقعاً ملموساً ، يحدونى التفاؤل بعد تفاعل السيد النائب المحترم الدكتور أحمد الجيوشى مع كل معلمى مصر بالتعليم الفنى إيماناً منه بأننا نستطيع أن ننجز الكثير على طريق التطوير وصولاً للجودة وفى وقت وجيز ، أعانه الله على تحمل المسئولية وكل وطنى مخلص يعمل لصالح الناس والوطن .

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة