جعل الله لها من اسمها نصيبًا “.. ” أبلة حبيبة” تعمل رائدة ريفية بالوحدة الصحية بقرية بساتين بركات بمحافظة الشرقية، بكى عليها جميع أهالى قريتها، حيث حظيت الراحلة بمحبة وشعبية جارفة بين أهالى قريتها بحكم طبيعة عملها، في الرائدة الريفية همزة الوصل بين المؤسسة الصحية وأهل القرية لنشر التوعية الصحية والمجتمعية بين بين عموم الناس.
وفى مشهد جنائزى مهيب شيع أمس، أهالى قرية بساتين بركات التابعة للوحدة المحلية بمركز بلبيس، جنازة ” حبيبة السيد رائد” رائدة ريفية والتي لفظت أنفاسها الأخيرة أول أمس أثناء تادية عملها ضمن فريق من مبادرة فحص وعلاج أمراض السمنة والتقزم بمدرسة عبد العاطى دهشان الابتدائية بمركز بلبيس.
بدموع غزيرة لم يستطع محمود جمال تحدث معيد بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، نجل المتوفاة إن والدته كانت أم وأب فى ذات الوقت حيث توفى والده فى سن صغير وتحملت هي تأدية رسالتها على أكمل وجه وكانت أم مثالية، وأراد الله أن يكرمها بحسن الخاتمة أن تصعد روحها الطاهرة أثناء تادية رسالتها فى الكشف على أطفال إحدى المدارس المجاورة لقريتنا، قبل أن يشير أنها لم تعانى من أى أمراض، وأنه قام بتوصيلها صباحا إلى عملها وكانت فى قمة النشاط والحيوية وبعد أن إنتهت من رسالتها ضمن المشاركة مع الفريق الطبي بفحص كلاب المدرسة وأثناء قيامها مع زميلتها بإعداد تقرير بالحملة داخل مكتب مدير المدرسة سقطت أرضا وتم نقلها من قبل مرفق الإسعاف إلى مستشفى بلبيس المركزة وتبين أنها فارقت الحياة بتوقف عضلة القلب لحظة سقوطها أرضا، ثم ينهمر فى البكاء وما أصعب دموع الرجال على الأعزاء، داعيا لها بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدمته لهم ول أهالى قريتها.
وقال العميد” علاء عبد الحميد ” زوج شقيق المتوفية، إن الراحلة صاحبة قصة كفاح وعطاء من أجل أبنائها، توفى منذ 27 عاما، تاركا لها 4 أطفال أصغرهم كان عمره 6 سنوات، وكانت زوجة بارة بابنائها وصلتهم إلى بر الامان، وعين أحد الأبناء معيدا بكلية الزراعة، والثانية مهندسا وبنتان حاصلين على مؤهلات عليها، وكانت مكافحة وتعمل وادت رسالة عظيمة نفخر بها ونتمنى أن يحظى الجميع حظو واستقبلنا الخبر بالرضا بقضاء الله.
فيما سرد أقارب الراحلة مواقفها الانسانية مع أهل قريتها منذ عملها رائدة ريفية للقرية،حيث تربطها صلة صداقة بسيدات القرية بحكم عملها وتتمتع بمحبة وشعبية طاغية، وكانت تلبى طلباتهن، ويوم الوفاة توجهت إلى عملها ضمن المشاركة فى حملة الكشف على طلاب المدارس، ولم تشتكى من أى مرض، وكانت سند وعون لسيدات قريتها، وكفاحت على أبنائها الأربعة بعد وفاة زوجها وهى فى عز شبابها عاشت لهم وكانت أم مثالية فى كل شئ وعوضها الله بحمل أولادها شهادات عليا أحدهم معيدا بكلية الزراعة.
فيما قال سائق توك توك إنه من مدينة بلبيس، ويعيش فى قرية بساتين بركات من فترة، وسمى نجلته” حبيبة” 4 سنوات على اسم الراحلة، لما لمسه منها من رحمة وعطف على الجميع وعلى الأطفال أثناء تردده على الوحدة لتطعيم أطفاله.
وكانت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، تلقت إخطارا من مأمور مركز شرطة بلبيس يفيد بورود إشارة مستشفى بلبيس المركزى، بوصول ” حبيبة السيد راشد” 53 عاما رائدة ريفية مقيمة بساتين بركات نطاق مركز بلبيس جثة هامدة، وبتوقيع الكشف الطبي عليها من قبل مفتش الصحة تبين أن سبب الوفاة توقف بعضلة القلب، وتبين من التحريات أن الوفاة حدثت أثناء قيامها بتادية عملها ضمن فريق من مبادرة فحص وعلاج أمراض السمنة والتقزم بمدرسة عبد العاطى دهشان الابتدائية بمركز بلبيس، تم تحرير محضر بالواقعة وإحالته للنيابة العامة التى صرحت بالدفن لعدم وجود شبهة جنائية فى الوفاة.
فيما أوفد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة، والدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية لتقديم واجب العزاء لأبناء وأسرة ” حبيبة السيد راشد” بمسقط رأسها بقرية بساتين بركات التابعة لمركز بلبيس، ونقل وكيل الوزارة تعازي ومواساة وزير الصحة ومحافظ الشرقية، لأبناء الفقيدة وجميع أفراد أسرتها داعيا المولى عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته.ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلون، وأوصى وكيل وزارة الصحة مديرية الإدارة الصحية بلبيس بمتابعة صرف كافة المستحقات المالية لأسرة الفقيدة وسرعة إنهاء كافة الإجراءات الخاصة بشأن المعاش.
