التعليم العامالموسوعة العلمية
نظام BYOD …………. و علاقته بالتعليم ؟
عبدالله العزازي
يأتي مفهوم BYOD من اختصار العبارة الإنجليزية:
Bring Your Own Device
وتعني بلغتنا العربية : أحضر جهازك الخاص .
ولفهم واضح لهذا لمفهوم في علاقته بمجال التعليم، إليكم التعريفين التاليين :
أحد الاتجاهات أو السياسات التقنية الحديثة والمثيرة للجدل، وهي تعني أن يتم السماح للمعلمين والطلاب باستخدام أجهزتهم الشخصية لإتمام مهامهم المتعلقة بالتعليم، كما يتم السماح لهم بالاتصال بشبكة المؤسسة الداخلية.
استراتيجية تتضمن السماح للمعلمين والطلاب بإحضار الأجهزة الخاصة (الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية أو المحمولة) إلى المدارس عوضا عن حاجة المدرسة إلى توفير هذه الأجهزة لهم وإلزامهم باستخدامها في المدرسة فقط.
مفهوم ال BYOD بدأت فكرته في المجال الإقتصادي لدى الشركات مع انتشار الآيباد ومن ثم بقية الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية، ومحاولة الموظفين الدخول لشبكات مكاتبهم من خلال هذه الأجهزة. في البداية امنتع مديرو الشبكات عن السماح لهذه الأجهزة بالدخول الى شبكاتهم لكونها أجهزة شخصية وقد تصل الى الأبناء او الأصدقاء في نهاية اليوم، ولكن مع ضغوط العمل وضغوط المديرين التنفيذيين، تطلب الأمر إيجاد حلول آمنة وعملية تسمح بدخول الأجهزة الشخصية لبعض مواقع الشبكة بأقل الأخطار الممكنة من خلال تقنيات وسياسات BYOD.
بعد أن وجدت المؤسسات أن موظفيها لديهم التكنولوجيا الخاصة بهم ولديهم القدرة والرغبة في استخدامها في العمل، شرعت سياسة لاستخدام هذه الأجهزة في العمل، وظهر حينها مصطلح ‘اجلب جهازك الخاص’ أو ‘BYOD’. وقد وجدت هذه المؤسسات أن الفاعلية والإنتاجية تزايدت بفضل استخدام هذه الأجهزة فبدأت بتطبيق هذه السياسة وملاءمة الأنظمة المستخدمة في المؤسسات لتعمل على هذه الأجهزة.
إن استخدام الأجهزة الشخصية في العمل لم يعد مجرد عمل فردي من قبل عدد من الموظفين أو عدد من الشركات، لكنه أصبح اتجاها عاما بدأ يسيطر على قطاع التكنولوجيا بشكل كبير، فبعد أن كانت المؤسسات تضع القوانين المانعة لاستخدام الأجهزة الشخصية أثناء العمل أصبحت تضع القوانين المنظمة لاستخدام هذه الأجهزة مما أدى إلى ظهور العديد من النظريات والقوانين والتقنيات التي تؤيد هذا الاتجاه.
إذن باختصار يمكن تطبيق هذا النظام في المجال التعليمي حين تسمح الإدارات التعليمية للمعلمين والطلاب بإحضار أجهزتهم الشخصية إلى الفصول الدراسية، سواء كانت عبارة عن هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو حواسيب محمولة، والاستفادة الفعلية من الإمكانيات التقنية التي توفرها في الاستخدامات التعليمية وتحسين عمليات التعليم والتعلم.
إنه نظام فعال في العديد من مدارس العالم، لأنه يساهم بشكل كبير في التنفيذ الفعلي لمشروع 01:01 “جهاز لكل معلم وطالب”. ولكي تتبنى مدارسنا هذا النظام، لابد لها أولا من التخطيط له جيدا، وتحتاج إلى سن قوانين مدرسية تضبط قواعد الإستعمال، ولابد من الحماية الجيدة لشبكاتها السلكية أو اللاسلكية، بعدها يمكن للطلاب والمعلمين جلب أجهزتهم الخاصة للإستعانة بها في أنشطة التعلم.
يتم الاعتماد كثيرا على نظام BYOD من أجل إعداد مدارس اليوم لولوج عالم التعليم المحمول Mobile Learning، لكن مجرد القيام ببعض العمليات النمطية لا يكفي، مثل سن قوانين وشروط لاستخدام الطلاب لأجهزتهم المحمولة أو نشر ثقافة المواطنة الرقمية، دون الإهتمام بالتجهيز الرقمي الجيد والمناسب. بل يتطلب الأمر تخطيطا جيدا وتوافر موارد أساسية لا يمكن الإستغناء عنها.
ففي المؤسسات التعليمية التي تعتمد البيئة التعليمية لنظام BYOD من أجل التنفيذ العملي لاستراتيجيات التعليم المحمول، غالبا ما نجد العديد من الطلاب والمدرسين منشغلين كثيرا بأجهزتهم أكثر من غيرها، وفي أحسن الاحوال نجد أكثرهم دراية يركز على الأهمية القصوى لبناء شبكة قوية تدعم سرعة الإتصال عبر البث اللاسلكي فائق الدقة واي فاي WiFi.
والواقع يقول أن الأجهزة والشبكة ليست سوى جزءا مما هو مطلوب لنجاح نظام BYOD في تحقيق أهدافه داخل كل مؤسسة تعليمية تعتمده. وهذا ما سنحاول فهمه جيدا من خلال تدوينة على موقع Edutopia للأستاذة فيكي ديفيس، تطرقت خلالها إلى ستة أسئلة تحتاج كل مدرسة أن تجيب عليها بكل وضوح ودقة قبل التداول في شأن اعتماد BYOD من عدمه :
ما هو نظام التشغيل المناسب لإعدادات الشبكة المدرسية اللاسلكية ؟
وهو النظام الذي يستخدمه غالبية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وإلا فمن المفيد اختيار النظام الأمثل للحصول على شبكة BYOD. وتوجد العديد من الاختيارات: نظام أبل ماك أو آي أو إس، ويندوز، نظام جوجل كروم، أندرويد.. والتواصل مع أولياء الأمور بشكل واضح ضروري للتمكن من اتخاذ قرار مناسب.
هل نظام معلومات الطلاب متوافق مع الأجهزة المحمولة وأغلب أنظمة التشغيل ؟
ينبغي أن يكون نظام معلومات الطالب (SIS) متوفرا على شكل تطبيقات متوافقة مع أغلب الأجهزة كالتي تشتغل بنظام أبل أو أندرويد أو ويندوز. اختبار وتجريب ذلك يمكن جميع الطلاب من الإطلاع على درجاتهم ومتابعة مسيرتهم الدراسية بشكل أفضل.
هل نظام إدارة التعلم LMS متوافق مع الأجهزة المحمولة وأغلب أنظمة التشغيل ؟
نظام إدارة التعلم (LMS) ضروري جدا لأي بيئة BYOD ناجحة، فهو يجعل التعليم الإلكتروني أكثر فعالية، شرط التأكد بما يكفي من أنه يعمل على جميع الأجهزة المحمولة وأنظمة تشغيلها المختلفة، مع إنجاز تدريب جيد للطلاب والمدرسين على استخدام النظام بكفاءة عالية. كما أن اختيار نظام إدارة التعلم المناسب لمدارس التعليم الأساسي يختلف تماما عن النظام المناسب لمؤسسات التعليم الجامعي .
هل يمكن للطلاب الطباعة لاسلكيا عبر أنظمة تشغيل متعددة ؟
من المهم جدا أن يتمكن الطلاب من طباعة مواردهم الدراسية عبر أجهزتهم المحمولة سواء كانت لوحية أو هواتف ذكية. وهذا يحتاج إلى تداريب بسيطة، أضف إلى ذلك أهمية تجهيز الشبكة والتوزيع المناسب لتراخيص الدخول من أجل القراءة والتحرير والطباعة.
هل أجهزة العرض تدعم مشاركة الصوت والفيديو لاسلكيا مع أجهزة الطلاب؟
لأن الطلاب سيحتاجون إلى تقاسم مشاريعم وعرضها على أجهزة العرض المشتركة داخل الفصل الدراسي دون الحاجة إلى كثير تعقيدات الربط و التوصيل، كما أن المعلمين يحتاجون بدورهم إلى تقاسم ما يعرضونه على الطلاب من دروس وتمارين.
هل يمكن مزامنة الملفات بين أجهزة المدرسين وبين الأجهزة المختلفة الأخرى؟
والمزامنة هي التحديث المستمر والتلقائي للبيانات بين الأجهزة، وهنا من المهم جدا اعتماد تطبيقات تدعم ميزة المزامنة مثل إيفرنوت أو وان نوت، واستخدام خدمات التخزين السحابي مهمة كذلك في هذا الشأن، مثل جوجل درايف أو سكاي درايف أو دروب بوكس.
هذه الأسئلة تذهب بتصوراتنا حول BYOD أبعد من الاتصال اللاسلكي وسياسة الأجهزة فقط، والإجابة عنها تدفعنا لكي نصل الى حالات الاستخدام المثالية التي يجب على الطلاب والمعلمين تركيز الإهتمام عليها قبل الإنغماس في نظام BYOD. ومن خلال معالجة هذه القضايا عاجلا وليس آجلا، ستكون المدارس قادرة على تجنب تجارب محبطة مع التكنولوجيا.
بعض مزايا بيود BYOD:
– يمكن اعتباره مكملا لحواسيب المؤسسات .
– يتيح الإمكانية لجميع المتدخلين بما فيهم الآباء للتعاون خارج الفصل .
– حسن تدبير الموارد الإعلامية و لو بميزانية صغيرة .
– دمقرطة التعليم: حيث تصبح المدرسة وسطا تعليميا سهل الولوج للجميع .
– يستهدف الجميع: إداريين و مدرسين و تلاميذ و آباء .
ومن أجل الاستفادة القصوى من نظام بيود لابد من توفر شروط ثلاثة وهي :
1- التمركز Centralization
على المدارس أن تعمل على تركيز بنيتها التكنولوجية لتمديد عمر أجهزتها وأنظمة اشتغالها و التطبيقات التي تستخدمها. فبتركيز وجمع الموارد نضمن ولوجا آمنا إلى تعلم مبرمج عبر العديد من الأجهزة والملحقات للمؤسسة والمملوكة للمدرسين والتلاميذ كما يسمح التركيز بصيانة ومتابعة سهلة وغير مكلفة لكافة الأجهزة و الأنظمة .فيما تبقى القيمة الحقيقية للتمركز هي توفير الفرصة للعمل داخل الفصل وخارجه.
2-الولوج اعتمادا على متصفح Browser-Based Accessibility
ولوج عام universal، عبر برامج التصفح جوجل كروم أو أنترنت اكسبلورر أو موزيلا فايرفوكس أو سافاري المتوفرة في مختلف أنواع الأجهزة من هواتف ذكية و أجهزة لوحية و حواسيب محمولة أو مكتبية. حيث يسمح هذا الاختيار بتجاوز العراقيل التقنية التي قد تصادفنا أثناء تثبيت أو التعامل مع التطبيقات الخاصة بكل جهاز، كما تساهم في تخفيض التكاليف و تسمح للطلبة و المدرسين بالتعاون و التعلم بكل يسر و مرونة .
3-التنقلية Mobility
تستمر السحابة الإلكترونية في الانتشار وتوفير إمكانات جديدة مما يؤكد أهمية الأجهزة المحمولة، الشيء الذي يفرض على المدرسة توفير خدمات الولوج عن بعد، ليصبح بإمكان أي شخص ومن أي مكان استعمال جهازه الخاص اعتمادا على متصفح .
كخلاصة ،يمكننا القول أن المدارس اليوم أصبحت ملزمة أكثر من أي وقت مضى على إعادة النظر في طريقة إدماج و استعمال التقنيات الحديثة اعتمادا على نظام بيود BYOD من خلال المفاتيح الثلاثة المذكورة أعلاه