بقلم / أيمن البيلي
قررت وزارة التربية والتعليم، فى إطار خطتها لتنقيح المناهج، حذف اسم وصورة الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية السابق، من كتاب اللغة العربية للصف الخامس الابتدائى بالتيرم الثانى، ضمن الحاصلين على جائزة نوبل
اولا – لماذا يحذف اسم الدكتور البرادعى ؟ نظرا لمواقف سياسية وتصريحات اساءت لمصر كما ورد بالخبر كتبرير ساقته وزارة التربية والتعليم
.وقد نتفق او نختلف مع الدكتور البرادعى فى مواقفه السياسية او تصريحاته ولكن علينا ان نعترف ان الحذف للحقيقة لايعنى الغاؤها ومحوها الى الابد …وعلينا ان نعترف ايضا ان الحذف للحقائق هو انحراف فكرى عن العلمية والموضعية والمنهجية فى وضع المنهج التعليمى ….وعلينا ان نزيد اعترافنا اعترافا بان كارثة المناهج المصرية ليست فى المنهج بحد ذاته وانما فى عقول من يضعوه وتوجهاتهم السياسية التى هى بالتاكيد متغيرة بتغير السلطة السياسية …ولنا فى التجربة الناصرية العبرة والمثل والتى حذفت من كتب التاريخ الدراسية فترة مهمة فى تاريخ مصر وهى فترة من ( 1919) وحتى ثورة يوليو (1952) او لنقل انها خضعت فى عرضها لتزييف تاريخى ساهم فيما بعد فى تشويه الذاكرة التاريخية لاجيال كثيرة حين تكشفت الحقائق التاريخية وتعددت مصادر المعرفى
الدكتور البرادعى حصل على جائزة نوبل للسلام هذا فعل حدث بالفعل تحول الى حقيقة شاهدها العالم كله واذاعتها كل وسائل الاعلام المصرية والعربية والعالمية واحتفلت به مصر احتفالات كثيرة فى كل مؤسساتها …لكن حذثت تغيرات سياسية اختلف حولها الكثيرون واختلفت المواقف السياسية ومنهم البرادعى …السؤال هنا …هل يعنى هذا ان نسقط من ذاكرة الاجيال حقيقة ان البرادعى حصل على نوبل
سؤال اخر …….لماذا لم يحذف الرئيس السادات الذى حصل على نفس الجائزة ..الم يختلف المصريون حول موقف السادات من اسرائيل ومعاهدة السلام بالتأييد والرفض لكن الحقيقة الثابتة ان الرئيس السادات حصل على جائزة نوبل اذا حذف الحقيقة من منهج تعليمى لايعنى محو تلك الحقيقة فى ظل تعدد وسائل مصادر المعرفة
ايضا الا يعلم القاتمين على وضع المناهج ان مايفعلوه من حذف يبقى فى المناهج الدراسية فى كل دول العالم ( خاصة اسماء الشخصيات التى حصلت على نوبل ) وبالتالى فان مايفعلوه من حذف القصد منه التعتيم والتغييب لذاكرة الوطن يضعهم فى قفص المحاكمة التاريخية بتهمة المسئولية الكاملة عن تجهيل الشعب المصرى فى فترة من فترات تاريخه
