أطباء ونواب ورجال دين يوضحون أسبابا تعيق ملف زراعة الأعضاء في مصر
مستشار رئيس الجمهورية: مشكلة تجربة زراعة الأعضاء في مصر عاطفية وجدلية
شهد المؤتمر السنوي الـ57 لجمعية المسالك البولية المصرية، ندوة: “مستقبل زراعة الكلى في مصر من متبرعين حديثي الوفاة”.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إن تجربة زراعة الأعضاء بصفة عامة في مصر والتدرج في وضع القوانين المنظمة لها ومشكلة زرع الأعضاء، تتعلق بالجانب العاطفي والنفسي لأسرة الشخص الذي يعاني من Brain stem death موت جذع المخ.
وأضاف تاج الدين، أن ما يواجه زراعة الأعضاء وجود بعض الجدل بين أعضاء المجتمع الطبي على مستوى العالم حول هذا الأمر.
وأكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، أن القوانين الضابطة لزراعة الأعضاء صادرة في أكثر من 20 دولة من الدول العربية والإسلامية من بينهم مصر، وأن المشكلة ليست في القوانين ولائحتها التنفيذية ولا بجوازها دينيا من عدمه، والتي تم مناقشتها في العديد من الملتقيات والمؤتمرات.
وأضاف جمعة، أن المشكلة تكمن في التطبيق والذي يحتاج لأمور لوجستية مثل نقل الأعضاء من محافظة لأخرى بطائرات مجهزة وغيرها.
وأشار إلى أن هناك معوقات ترتبط بالرأس العام ورؤيته حول زراعة الأعضاء؛ مما يتطلب العمل على تغييره ونشر ثقافة التطوع بالأعضاء، وتحدث عن تعريف الموت من الناحية الفقهية.
وقال الأنبا أرميا الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، إن التبرع بالأعضاء يتوافق مع التعاليم والوصايا المسيحية.
وأشار إلى أن هذا العلم على الرغم من أنه لم يتواجد في الماضي، ولكن هناك نصوص في المسيحية تطالب بالرحمة والإحسان، والتبرع بالأعضاء يمثل تضامن حقيقي بين الإنسان وأخيه الإنسان، فالحياة لها قيمة عظيمة ونقل أعضاء المتوفي لن يضيره ولكنه يحسن من حياة شخص علي قيد الحياة.
وشدد أرميا، على ضرورة وضع ضوابط صارمة حتى لا تتحول الأعضاء إلى سلعة تباع وتشترى.
ومن جهته، قال الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس السابق رائد زراعة الكبد في مصر، إنه قد تم إنجاز الكثير في ملف زراعة الأعضاء، مشيرًا إلى الأدوار والجهود البارزة التي قام بها عددا من القامات في هذا الملف الهام وأسفرت عن خروج قانون زرع الأعضاء ولائحته التنفيذية.
وأوضح أن زراعة الأعضاء فرضت نفسها كحاجة ملحة، وليس هناك موانع أخلاقية ولا دينية، ولكن هناك عقبات نفسية عقائدية ترتبط بتقديس الجسد بعد الموت.
وتحدث الدكتور علي مهران رئيس لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، حول رؤية برلمانية لقانون زراعة الأعضاء الجديد فى مصر، مؤكدا اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا بهذا الموضوع، وتوفير مركز عالمي له وعرض النائب تبني أي اقتراح مثمر حول هذا الموضوع تحت قبة البرلمان.
وأعلن الدكتور هشام حمودة أستاذ المسالك البولية بجامعة أسيوط وعضو اللجنة العليا لزراعة الكلى، قلة أعداد الكلى اللازمة لزراعتها في مرضى الفشل الكلوى، حيث لا تتجاوز 10% من احتياج المرضى في مصر ووجوب توفيرها من المرضى حديثي الوفاة أسوة بباقى بلاد العالم.
ومن جهته، استعرض الدكتور نصر الدين محمد أستاذ مساعد المسالك البولية التجربة الألمانية في زراعة الكلى.
وعرض الدكتور ياسر عثمان أستاذ المسالك بجامعة المنصورة، التجربة الإيرانية، وعرض الدكتور أحمد الزهراني التجربة السعودية في بلده.
وقدم الدكتور إسماعيل راضي أستاذ المسالك البولية وأمين صندوق الجمعية، اقتراحاته لمصر کي تطبق هذا النظام.
وأشار الدكتور شريف مراد، إلى أن جمعية المسالك البولية المصرية تعد من أقدم الجمعيات الطبية غير هادفة للربح، وأنشئت عام 1947، ومن أوائل الجمعيات التي انضمت للجمعية الطبية المصرية.
وشهد مؤتمر الجمعية هذا العام، تطورا كبيرا في المحتوى والشكل عن الأعوام السابقة، حيث كان هناك زيادة في أعداد المشاركين، والمحاضرات والجلسات والكورسات والسيمنار، ووجود بث مباشر من داخل وخارج مصر لجراحات يتم إجراؤها على الهواء مباشرة.