اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

مسرحة المناهج بين النظرية والتطبيق :معركة أكتيوم البحرية

علا العلمى
علا العلمى

اعداد وتقديم: علا العلمى

خبيرة تنمية بشرية وتطوير الذات

             يعتبر مدخل مسرحة المناهج أحد المداخل التعليمية التي تسهم في تحقيق مستوى الجودة، وفي خلق جيل واعٍ، و ذكي، ومبدع، وقادر على تلقي المعلومات وتنظيمها.
وسنتناول في هذا الصدد العديد من الأعمال المسرحية التى قام بها الطلاب فى مدارسهم أو على قصور الثقافة التابع لهم.

         وسنبدأ معكم بأول مسرحية عن معركة أكتيوم البحرية التى تدرس لطلاب الصف الأول الإعداداى والصف الأول الثانوى فى مادة التاريخ . وقد تم تقديمها بمدرسة د.محمد حسن الزيات الاعدادية بالناصرية بمحافظة دمياط برعاية المديرةا.نجلاء فتحي حسانين وتحت اشراف/ ا.عبير المغربي معلمة الدراسات الإجتماعية بالمدرسة.
تمثيل الطالبه رغد سليمان (كليوباترا), الطالب محمود اللضام(انطونيوس), الطالب فهيم اللضام (اكتافيوس), الطالبة منه حلمي (شارميون) وصيفه كليوباترا ,الطالبة ميار القصبي (وزيرة اكتافيوس) الطالب محمد فاخر (وزير انطونيوس), الطالبة اسراء اللضام(المقدمة).

         يقصد بمسرحة المناهج أو(الخبرة الدرامية):”تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات؛ مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بصورة محببة ومشوقة “.

       وتعني أيضاً: أنها ” نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وإلباسها ثوباً درامياً جديداً؛ وذلك لخدمة، وتفسير، وتوضيح المادة التعليمية”.
نخلص مما سبق أن مسرحة المناهج تتضمن إطاراً نظرياً، ونموذجاً عملياً كطريقة للتدريس يمكن تطبيقها في الممارسات التربوية أو في الحقل التعليمي.
ويرجع أهمية مدخل مسرحة المناهج:
هذا ومن المعروف أن المسرح يعدُّ من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء؛ وذلك لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والغناء.
و تعدّ المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها التلاميذ، فهي تبعث فيهم النشاط والحركة، والحيوية، وتحببهم إلى المدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوس المتعلم، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحوّل المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتجعل المادة التعليمية قابلة للهضم؛ مما يؤدي إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية والمعلم.
ووفقاً لنظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة فيعد هذا المدخل من أفضل استراتيجيات التدريس الموظفة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، فنحن نتمتع وفقاً لهذه النظرية بسبعة ذكاءات، وهذه الذكاءات لها مناطق خاصة ترتبط بوصلات عصبية في المخ البشري،
والآن سنعرض هذه الذكاءات ومدى إسهام مدخل مسرحة المناهج في تنميتها:
أولاً-الذكاء اللغوي: فهي تعمل على إكساب المتعلمين ثروة لغوية راقية، والكشف عن مواهبهم الفنية، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وقدح شرارتها، وتدريبهم على التعبير الصحيح السليم.
ثانياً- الذكاء المنطقي الرياضي: تعمل على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، وتستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتربية العقول الذكية، وتعمق المفاهيم والتعميمات.
ثالثاً-الذكاء المكاني: تنمي خيالات الطفل في الصور المجازية وتنمي الذوق الجمالي والفني.
رابعاً- الذكاء الجسمي الحركي: تدربهم على العمل الجماعي.
خامساً-الذكاء الموسيقي: إن إضفاء الموسيقى التصويرية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع الجو الانفعالي للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في الغناء.

سادساً-الذكاء الاجتماعي: تنمي العلاقات الاجتماعية، وتطور مهارات التواصل لديهم، وتعمق مفهوم القدوة لديهم.

سابعاً-الذكاء الضمنشخصي: فهي تعالج عيوب النطق و بعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي فيهم الثقة بالنفس، وتساعد على الجرأة الأدبية، وتعتبر أقوى معلم للأخلاق.

     وهناك الكثير من الدراسات والأبحاث العلمية التي أثبتت فعالية هذا المدخل منها :
دراسة(سمير يونس وشاكر عبد العظيم، 2000) التى كشفت عن أثر مدخل مسرحة المناهج في تحقيق الأهداف المعرفية لوحدة “الفاعل ونائبه” لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي،
ودراسة (فتحي علي وماجدة زيان،1998) عن تأثير المسرحية في فهم قواعد النحو،
ودراسة (أحمد اللوح، 2001) التي أكدت أن استخدام النشاط التمثيلي في تدريس موضوعات قواعد النحو ذو فاعلية في زيادة تحصيل تلاميذ الصف الخامس، وفي تنمية الاتجاهات نحو قواعد النحو،
ودراسة(عبد الله أمين، 2000) التي أكدت التأثير الكبير لمسرحة المناهج على التفكير الابتكاري وتنمية المفاهيم الرياضية.

       والى هنا بعد ان تعرفنا على أهمية مسرحة المناهج المدرسية نصل الى كيفية مسرحة المناهج وجعلها فى إطار تربوى تحقق أهدافها المنشودة حيث إنه لابد لعملية المسرحة من مبادئ أساسية يجب الاهتمام بها أثناء القيام بعملية المسرحة منها:
– مراعاة الدقة العلمية وسلامة الحقائق والمفاهيم.
– أن يكون من يقوم بهذه العملية مبدعا وملما بالنواحي التربوية.
_ أن تتوفر الحركة وأساليب الإثارة والتشويق والطرافة.
– العناية برسم الشخصيات التي تقدم المضمون لنضمن تعاطف الطلاب مع تلك الشخصيات بخيالهم.
_ عدم الإسراف في عدد الممثلين أو تقارب صفاتهم وأسمائهم.
_ الحرص على الفكرة الأساسية للدرس الذي يجري مسرحته دون التطرف في التفاصيل المتشابكة.
_ الترابط الواضح بين الدرس وموضوع المسرحية.
_ بساطة الأسلوب واللغة المستخدمة.
_ ملائمة المادة العلمية مع مستوى المشاهدين والمؤدين.

    وهنا نتساءل هل تصلح المسرحة لكل المباحث أم أنها قاصرة على مبحث دون الآخر؟
في الواقع أنه بالإمكان مسرحة جميع المناهج دون استثناء وإن كانت بعض المباحث يمكن مسرحتها أكثر من غيرها، كما أن استعمالها يختلف باختلاف المراحل الدراسية.

إظهار المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة