مقالات تربوية
سامي أبو زايد يكتب : أهمية التفكير الناقد

كتب / سامى أبو زايد
يعد التفكير الناقد المفتاح لحل المشكلات اليومية التي تواجهنا كمربيين ، فإذا لم نستخدم التفكير الناقد نصبح جزءاً من المشكلة . وعادة ما يتعرض المربون والمهتمون بالعملية التعليمية لمواقف يضطرون فيها لصنع القرارات الحاسمة ، والتكيف مع هذه المواقف الجديدة وتحديث المعلومات والمعارف بشكل مستمر ، هو المبرر للتفكير الناقد .
لقد أكد “توينبى” (1962) على أهمية تنمية قدرات التفكير الناقد والإبداعي بالنسبة لأى مجتمع بقوله
” إن إعطاء الفرص المناسبة لنمو الطاقات المفكرة هى مسألة حياة أو موت بالنسبة لأى مجتمع من المجتمعات “.
وتكمن أهمية التفكير الناقد فى أنه:
1- يساعد المتعلم على قبول النقد ، وعلى الاستفادة من ملاحظات الآخرين حول ما يطرحه من أفكار.
2- يمكّن المتعلم من استيعاب آراء الآخرين ، ويزوده بالقدرة على تمحيصها والاستفادة منها.
3- العدل والدقة فى إصدار الأحكام الموضوعية على آراء ومعتقدات الآخرين.
ويعد التفكير الناقد من أكثر أشكال التفكير المركب استحواذا على اهتمام الباحثين والمفكرين التربويين ، وهو فى عالم الواقع يستخدم للدلالة على مهام كثيرة منها :
( الكشف عن العيوب والأخطاء ، والشك فى كل شىء ، والتفكير التحليلى ، والتفكير التأملى ، ويشمل كل مهارات التفكير العليا ) .
و فى ظل هذه الاهتمامات بالتفكير الناقد كسمة عقلية ضرورية للإنسان ، كان اهتمام هذه الدراسة فى تناول هذا النوع من التفكير الإنسانى ، و للبحث عن علاقته ببعض أنواع التفكير الأخرى كالتفكير الإبداعى والتفكير الاستدلالى كمتغيرات معرفية ، متأثراً ببعض المتغيرات الشخصية كالدافعية بمكوناتها :
الإصرار وحب الاستطلاع والاعتماد على الذات ؛ والتعلم المنظم ذاتياً , ومدى إسهامه فى حل المشكلات لدى الطلاب وخاصة الموهوبون منهم.
كما يؤكد المهتمون على أهمية التفكير الناقد للأسباب التالية :
1- التفكير الناقد يحوّل عملية اكتساب المعرفة من عملية خاملة إلى نشاط عقلي يؤدي إلى إتقان أفضل للمحتوى المعرفى ، وفهم أعمق له على اعتبار أن التعليم فى الأساس عملية تفكير .
2- التفكير الناقد يكسب الطلبة تعليلات صحيحة وقبوله للمواضيع المطروحة فى مدى واسع من مشكلات الحياة اليومية ويعمل على تقليل التعليلات الخاطئة .
3- التفكير الناقد يؤدى إلى مراقبة الطلبة لتفكيرهم وضبطه ، وبالتالى تكون أفكارهم أكثر دقة وأكثر صحة مما يساعدهم على صنع القرارات فى حياتهم اليومية ويبعدهم عن الانقياد العاطفى والتطرف في الرأى .
4- التفكير الناقد من المقومات الأساسية للمواطنة الفعالة فى عصر اتسعت فيه المعلومات وانتشرت وسائل الإعلان ، وشاعت فيه الدعايات والإشاعات وكثر فيه السياسيون ولابد للفرد أن يكون قادراً على التفكير الناقد لكى يستطيع الحكم على مصداقية هذه المعلومات وتصنيفها ومعرفة الغث منها والثمين