كتب / مخلص حسنين

تعد مهنة التعليم من أشرف المهن وأهمها ، فالعلماء ورثة الأنبياء والأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما بل ورثوا العلم ، والمعلم يتولى مسؤولية عظيمة ، هي تغذية الفكر بالعلم والمعرفة ، وتنشئة الأجيال ليخدموا أنفسهم ودينهم ووطنهم ، فالأمم الحية هي التي تعتني بمعلميها وترعاهم ، ومقياس تقدم الأمم عنايتها بهم ورعايتهم .

كان المعلم في القديم له مكانة مرموقه عند الخلفاء والسلاطين ، فلا تخلوا مجالسهم منهم يتخذونهم مربين ومعلمين لأبنائهم ويستشيرونهم في أمر دينهم ودنياهم وهذا هارون الرشد أحد خلفاء بني العباس قد إتخذ الكسائي إمام النحاة في الكوفة مربيا ومعلما لابنيه الأمين والمأمون ، وقد جلس الكسائي يوما في حضرة هارون الرشيد فسأله الرشيد من افضل الناس ياكسائي ؟، فقال الكسائي أو غيرك يستحق الفضل يا أمير المؤمنين ، فقال الخليفة نعم : إن أفضل الناس من يتسابق الأميران إلى إلباسه خفية ، وكان الأمين والمامون تقديرا للكسائي يتسابقان على الباسه خفيه عندما يهم بالخروج من عندهما .

هذه مكانة العلم وهذا تقدير العلماء ولكن الصورة مع الأسف الشديد إنعكست هذه الأيام ، فلم يعد للمعلم هذه المكانة والتقدير الذي كان يحظى بهما في السابق ، فلماذا إختلفت الصورة ، وأصبح المعلم يهان وتداس كرامته ولا ناصر له إالله ؟، هكذا وصلت به الحال مع الأسف من تدني مكانتة في المجتمع .

إن من أسباب تدهور التعليم في بلادنا مايعانيه المعلم من هموم ومن فقدان قيمته بين طلابه ، فأصبح الطالب ينظر إليه باحتقار واستهجان ، حتى أن بعض أولياء أمور الطلاب لايقدرونه ويعتبرونه متجني على أبنائهم ، فكيف نريد من هذا الإنسان وهو المعلم أن يخلص في عمله ، وهو لايشعر بالتقدير والاحترام .

ان جهات عديدة في المجتمع تعمل على إهانة المعلم وضياع قيمته ومكانته بقصد واحيانا دون قصد؛ فالحكومة عندما تجعل المعلم أقل فئات المجتمع دخلا – بحجة أن وزارته مستهلكة وليست منتجة فهذه نظرة ضيقة متخلفة- تجبر المعلم إذا كان صاحب ضمير على العمل في أي مهنة أخرى بجوار مهنته ليحسن دخله وقد رأيت من المعلمين من يعمل في محل كشري او كافيه او سائق تاكسي واحيانا سائق توك توك بعد انتهاء عمله الرسمي ومن المعلمين عديمي الضمير والمسألة من يلجأ إلى إعطاء دروس خصوصية وهنا لابد أن يتمدد إلى طلابه ويصاحبهم حتى يأتوا إلى درسه وكذلك ينحني لولي الأمر الذي يدفع له كل آخر شهر .

كما ان وزير التعليم الحالي أكثر وزير عمل على إهانة المعلم في وسائل الإعلام وازهاره بالجانب والمهمل والميول والمقصر دوما في عملع، ودائما ينصر أولياء الأمور والطلاب على المعلم من باب الزبون دائما على حق؛ وينسى او يتناسى أنه وزيرا للمعلمين قبل كل شيء وواجبه الحفاظ عليه والاعلاء من شأنه.

ويمسك زمام نقابة المعلمين مجموعة من الكسالى الذين لأهم لهم غير جمع أموال المعلمين ونهبها متقابلين دورهم الأساسي في الدفاع عن حقوق المعلم والحفاظ على مكانته وكرامته في المجتمع.

والمعلم نفسه تنازل عن حقوقه بالتدريج دون التمسك بها والثورة وكرامته المهدرة ومع كل مرة يتنازل فيها عن جزء من حقه يضيع جزء من كرامته ومكانته وهو لا يدري ؛ أنه هان على الدنيا كلها والجهات المتعددة في المجتمع عندما هانت عليه نفسه وتنازل عن حقوقه.

المعلمون الموجودون في الصورة أسفل المقال هم معلمون في استراحة إدارة قوص التعليمية للعمل للجان الثانوية العامة في تلك الإدارة الصورة مزرية ومهينة ولو كانت هذه الصورة في بلد متحضر لأن محاكمة رئيس الوزراء ووزير التعليم ووكيل الوزارة ومدير عام الإدارة عن هذه الصورة المهينة وكيف يرمى المعلمين هكذا وسط التراب ومياه الصرف والكلاب الضالة ونطلب منهم حماية اللجان من الغش بعد ذلك؛ كما أني لا أعفي هؤلاء المعلمين من مسئولية المشاركة في ضياع قيمة المعلم بالموافقة على الإقامة في هذا المكان المهين لكرامة الإنسان وآدميته.

لن تقوم قائمة لمصر ولن تنهض أبدا وستظل متأخرة عن جميع دول العالم وستفقد مكانتها الحضارية والإستراتيجية والفكرية في العالم رويدا رويدا طالما ظل المعلم مهام بهذه الدرجة؛ فلا إصلاح للدولة بدون إصلاح للتعليم ولا إصلاح للتعليم بدون إصلاح لحال المعلم ورفع قيمته ماديا وفكريا ومهنية وأدبية واجتماعيا.

 هذه الصور ليست للاجئين في المخيمات خلال رحلة توجههم إلى أوروبا، إنما لمدرسين مصريين يبيتون في حوش مدرسة بالعراء، لمراقبة امتحانات الثانوية العامة في محافظة قنا.

 إنما لمدرسي مصر.. هذه استراحة ثانوية عامة ٢٠١٦ في مدرسة قوص الثانوية الفنية (بنات) بمحافظة قنا.. نشكر وزير التربية والتعليم على هذه الفخامة.

روابط نرشحها لك

لتنسيق الجامعات الخاصة اضغط هنا

لنتائج جميع المحافظات اضغط هنا

للإطلاع على قانون التعليم وتسجيل اقتراحك اضغط هنا

لمتابعة امتحانات الثانوية العامة اضغط هنا

للنماذج التجريبية لامتحانات الثانوية العامة اضغط هنا

لأدلة التقويم لثانوية 2016 اضغط هنا