هو أساس التعليم فى سائر بلاد العالم – إلا فى مصر – فهو الذى يؤسس القيم والأخلاق والقدوة لطلابه – فالطالب يرتبط بمعلم ( معلمة ) المرحلة الابتدائية فى بعض الأحيان أكثر من الارتباط بوالديه – ويسمع كلامهما وينفذه رغما عن كل الصعوبات أو الإغراءات التى من الممكن أن تثنيه عن تنفيذ طلبات وأوامر معلميه ويفرح كثيرا عندما يمدحه معلمه ويكتئب فى بعض الأحيان إذا أغضب معلمه أو معلمته.
نتذكر ونحن كبار ماذا كان يفعل أو يقول معلمونا فى المرحلة الابتدائية والكثير منا حدد مستقبله وتوجهاته وأمنياته بسبب ارتباطه بمعلمى المرحلة الابتدائية.
ولكن وزارة التعليم فى مصر لا تعرف هذه الحقيقة حتى الآن – وترهق معلمى المرحلة الابتدائية بالحصص والمهام التى تجعله مقصرا فى عمله الأساسى وهو التربية والقدوة الصالحة.
لقد طالبنا كثيرا أن يُخـفـف جداول الحصص الخاصة بالمرحلة الابتدائية، ليجد المعلم وقتا ليؤدى الأنشطة المطلوبة منه لأن غرس القيم والاهتمام بالطلاب الضعاف والذين لديهم صعوبات تعلم – والمشكلات التى نعانى منها فى المراحل الأخرى من ضعف القراءة والحساب والغش والهروب من المدرسة ، أساسها قلة الاهتمام فى المرحلة الابتدائية.
يا وزير التعليم، التعليم لن ينصلح حاله إلا بثوابت أساسية منها على سبيل المثال وليس الحصر – زيادة المرتبات والاهتمام بمعلم ( ة ) المرحلة الابتدائية، فكيف يكون نصاب المعلم ( 24 ) حصة أسبوعيا والمعلم الأول ( 22 ) حصة أسبوعيا والمعلم الخبير ( 18 ) حصة أسبوعيا.
متى يهتم المعلم بأنشطة الطلاب وهو لديه كم لا يستهان به من الكراسات والتحضير والإذاعة المدرسية والإشراف اليومى وغيرها من الأعمال التى تُسند إليه بخلاف التدريس.
بهذه الأنصبة أنتم لا تريدون تربية لأبنائنا بل مجرد وقت يتم إضاعته ولهذا نجد الآلاف من الطلبة الضعاف فى المهارات الأساسية من قراءة وكتابة وتكاليف بالملايين لمشروعات فاشلة مثل ( القرائية والحسابية وغيرها من افتكاسات الوزارة فيجب أن يعلم القائمون على الإدارة أن هذه البرامج هى نتيجة لأسباب تتركها الوزارة ويجب حل الأسباب الرئيسة للمشكلة ؛ لنغير النتائج ، فتداعيات عدم الاهتمام بمعلم المرحلة الابتدائية خطيرة جدا على سائر المراحل التعليمية.
نتمنى زيادة راتب معلم المرحلة الابتدائية وتميزه عن سائر المعلمين وهذا ما يحدث فى الدول الأوربية والمتفوقة علميا وتخفيف جداوله ليتفرغ للتربية وبناء الشخصية السوية لطلابنا والتى تساعدهم فى الكبر، وهذا ما وجدناه ونحن صغار – قوة التعليم فى المرحلة الابتدائية جعلت أجيالا عديدة تتفوق فى سائر المراحل ولا تحتاج دروسا خصوصية أو غش أو هرووووب من المدرسة. فالتربية الأولية هى الأساس –
تحية لكل معلمى مصر وبخاصة أساتذتنا وقدوتنا بالمرحلة الابتدائية.