اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

مقالات تربوية

خطوات نحو الرقى ( خــطـــة لتطــويـــر منظومة التعليم 4 – المنهج )

ممدوح الشريف

كتب / ممدوح الشريف

المناهج التعليمية

عرضنا فى ثلاثة مقالات سابقة ( اقتصاديات التعليم – السياسة التعليمية – الهيكل الإدارى ) واستكمالا للمناقشة البناءة لتطوير منظومة التعليم فى مصر – نعرض

4- المناهج التعليمية:

يعتبر المنهج الدراسى من أهم موضوعات التربية بل هو لب العملية التربوية والدراسية.


فالمنهج الدراسى :

هو النقطة التى تصل المتعلم ( الطالب ) بالعالم المحيط به وهو الذى يكسبه خبراته المباشرة وغير المباشرة ، وهو الوسيلة التى تصل بالأمة إلى ما تبتغيه من أهداف وآمال لأن من أسسه الرئيسة مراعاة الأساس ( الثقافى – الاجتماعى – الحضارى – الفلسفى – النفسى ) لأفراد المجتمع والتى ينقلها إلى أبنائه من النشء الصغير ( المتعلم ) ليستكمل مسيرة الدولة والمجتمع إلى الوصول إلى أهدافه المستقبلية والتغيير إلى الأفضل.

 

المفهوم الحديث للمنهج :

هو مجموع الخبرات التى تهيئها المدرسة للمتعلمين داخل حدودها وخارجها لتحقيق النمو الشامل لهم فى جميع النواحى من شخصيتهم ( جسدية – عقلية – نفسية – اجتماعية ……….. )

ويفترض أن يشمل المنهج الدراسى:
1-الأهداف بمستوياتها العليا والإجرائية
2-المحتوى والموضوعات والتى ينبغى أن تُعرض بشكل متدرج – متكامل – متصل )
3-طرق التدريس
4-الوسائل التعليمية
5-الأنشطة التربوية
6-أساليب التقويم والإحصاء
ولنقوم بعمل منهج متكامل يجب أن نسأل ونجيب عن عدة أسئلة مهمة ، وهى :

لماذا نربى ؟ بماذا نربى ؟ كيف نربى ؟ من نربى ؟ ما نتائج هذه التربية ؟

————————–————————–————————-
أهمية تطوير المناهج الدراسية الحالية::

إن التطوير يبدأ من شيء قائم وموجود فعلاً ولكن نريد الوصول به إلى أفضل صورة ممكنة .


ويقصد بتطوير المنهج تصحيح أو إعادة تصميم المنهج بإدخال تجديدات ومستحدثات في مكوناته لتحسين العملية التعليمية وتحقيق أهدافها .


ولكي تتم عملية التطوير بصورة سليمة فلابد أن تكون أهدافها واضحة وشاملة لجميع جوانب العملية التعليمية ومعتمدة على أسس علمية، وأن تكون مستمرة وتعاونية يشترك فيها جميع المختصين في التربية والتدريس ، وحتى تتحقق عملية التطوير لابد أن تكون مسايرة جنباً إلى جنب مع عملية تقويم المنهج.


حيث يتم تحديد الأخطاء وأوجه الضعف ونواحي القصور في المنهج ثم تُجرى الدراسات والتجارب لمحاولة التخلص من هذا القصور مع الاستفادة من الاتجاهات والخبرات التربوية واختيار المناسب منها والصالح لعاداتنا ولمجتمعنا.

وسأتحدث باستفاضة عن عملية هامة جدا، يغفلها الجميع من واضعى المناهج التعليمية، وهى من أساسيات بناء المناهج التربوية:

التقـــــــويم:

يقصد بالتقويم في مجال التربية أنه تلك العملية التي تحدد إلى أي مدى تحقق الخبرات التربوية التي يمر بها الطلاب الأهداف التي وضعت من أجلها.


ويُعرف إجرائياً على أنه عملية جمع وتصنيف وتحليل وتفسير بيانات كمية أو نوعية عن أي جانب من جوانب عملية التعليم والتعلم بهدف إصدار حكم يؤدي إلى تصحيح المسار بما يتفق مع الأهداف المرغوبة. .


ويمكن القول بأن عملية التقويم هي عملية تشخيص وعلاج ووقاية ، كما تعتبر أحد أهم جوانب العملية التعليمية فهي تساعد المعلم على تحديد مستويات طلابه وتحديد مدى بلوغهم للأهداف المنشودة ، وتعتبر مؤشراً لكفاية المنهج بجميع مكوناته من حيث ملائمة الأهداف ومعرفة ما تحقق منها مع تحديد المعوقات التي حالت دون تحقيق الأهداف الأخرى ، كما تبين مدى ملائمة المحتوى وطرق التدريس والوسائل والأنشطة للأهداف ومساهمتها في تحقيقها.


بالتالي فهي تعطي مؤشرات للحاجة إلى تطوير المنهج وتساهم في توجيه الدراسات والبحوث الخاصة بالمناهج مما يؤدي إلى الارتقاء بمستوى العملية التعليمية بأكملها.


ولا يمكن أن تكتسب نتائج التقويم هذه الأهمية إلا إذا بُنيت على أسس سليمة وذلك بأن تكون مستمرة بحيث يبدأ قبل عملية التدريس ( التقويم القبلى ) وذلك عند وضع الأهداف وتستمر أثناء بناء المنهج وتجريبه ( التقويم البنائى ) ثم تستمر جنباً إلى جنب مع عملية التدريس إلى ما بعد الانتهاء منها ( التقويم البعدى ).


ولابد أن يُبنى التقويم على أهداف واضحة ومخطط لها بصورة جيدة وأن يكون بعيداً عن الارتجالية والعشوائية، وأن يكون شاملاً لجميع نواحي النمو وبجميع مستوياتها.


و من المؤكد أن التقويم الجيد يجب أن يكون تعاونياً بحيث يشارك فيه المعلمون والطلاب وأولياء الأمور والمشرفون التربويون وغيرهم من ذوي الخبرة.


وأن يكون عملياً بحيث لا يتطلب خبرات أو أجهزة أو أماكن غير متوفرة في المؤسسة التربوية، ويكون اقتصادياً في تكلفته وفي الوقت اللازم لإعداده وتنفيذه واستخلاص نتائجه .


وتعتمد دقة نتائج التقويم وصدقها على دقة وصدق أدوات القياس المستخدمة فيه مثل الاختبارات بأنواعها، وأدوات الملاحظة والاستبيانات والمقابلة والواجبات اليومية وغيرها من الأدوات.


————————–————————–————————


ونحن نرغب فى التطوير وليس التغيير الشامل لأسباب نوضحها، بعد معرفة الفرق بين التطوير والتغيير:

يوجد فرق شاسع وكبير بين التطوير والتغيير ، ومن هذه الفروق ما يلي :


1)) التغيير يتجه نحو الأفضل أو الأسوء ، بينما التطوير يتجه نحو الأفضل والأحسن .


2)) التغيير يحدث بإرادة الإنسان أو بدون إرادته، بينما التطوير يحدث بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة .


3)) التغيير جزئي إذ ينصب على جانب معين أو نقطة محددة، بينما التطوير شامل ينصب على جميع جوانب الموضوع .


( 4 ) التطوير عملية شاملة وديناميكية.


( أ ) شاملة : لأنها تنصب على جميع الجوانب وتمس جميع العوامل المؤثرة في الموضوع
(ب) ديناميكية : لأنها جميع العناصر التي تدخل فيها تكون في تفاعل مستمر ، وكل عنصر يؤثر في غيره من هذه العناصر
————————–————————–————————-

أهمية تطوير المنهج:

إن عملية تطوير المنهج هي عملية هامة لا تقل أهميتها عن عملية بناءه ، والدليل على ذلك هو إنه لو قمنا بإعداد منهج بكافة صور التكنولوجيا والتقدم الحديث، وأهمل هذا المنهج لسنوات عدة فسيحكم عليه بالتجمد والتخلف، ومن هنا تظهر عملية تطوير المنهج لدرجة أنه من يقوم في أيامنا هذه بعملية بناء المنهج لا بد أن يضع نصب عينيه أسس تطويره فى المستقبل.
————————–————————–————————–

دواعي التطويـــر:

توجد دواع كثيرة و أسباب لتطوير المنهج منها :

1) ) طبيعة العصر الذي نعيش فيه ، يسهم في التقدم العلمي والتقني


2) ) سوء وقصور المناهج الحالية :ويتم معرفة ذلك من خلال نتائج الامتحانات وتقرير الخبراء والموجهين والفنيين، و أخر نتائج البحوث التربوية.


3) ) عدم قدرة المناهج الحالية على الإسهام الفعال في التغيير الاجتماعي


4) ) عجز المناهج الحالية عن ملاحقة التطور في الفكر التربوي والنفسي


5) ) ارتفاع نسبة الفاقد في التعليم ( تسرب الطلاب – الفاقد من الوقت والجهد)


(6) مشكلة الغزو الثقافي


————————–————————–————————–

خطوات تطوير المناهج:


تعتمد عملية تطوير المناهج على مجموعة من المراحل والعمليات والخطوات وهذه المراحل تساعد في الوقوف على أرض صلبة وتساهم بصورة جيدة في تحقيق الأهداف المنشودة منه، وهذه الخطوات تختلف في بعض الأحيان.


أو قد يختلف مسماها، كما قد يعتريها بعض التغيير وفقاً لاتجاهات القائمين بعملية التطوير وفقاً للظروف المحيطة بعملية التطوير.


وعمليات تطوير المنهج قد تمر بعدة نقاط كالآتي :


1-الوصف


الوضع الراهن للمنهج المراد تطويره وتحليل محتواه، وتحديد نواحي القصور والمشكلات بجوانبها المختلفة، وتحديد مدى الحاجة إلى التطوير.


2- التخطيط:


ويشمل المنهج المراد تطويره بجميع جوانبه، مع تحديد الاحتياجات المستقبلية واستراتيجية التعليم، ومدخلات عملية التطوير، ويمكن حذف أو إضافة، أو مراجعة وتحسين بعض أجزاء من المناهج الحالية.


3- التصميم


أي ترجمة الفلسفة العامة للتربية إلى أهداف، وتحديد المواد الدراسية ومحتواها، ووسائل تنفيذها، وعدد ساعات تدريسها، مع وضع التخطيط الأفضل لجوانب المنهج، وإعادة تنظيم المحتوى.


4- الابداع


وفى هذه المرحلة يتم إيجاد حلول للمشكلات المختلفة، وتأخذ هذه الحلول عدة صيغ جديدة.


5-البناء


وفيه يتم وضع المقررات المأخوذة بواسطة مخططي ومطوري المناهج للمنهج المطور بعناصره المختلفة، من أهداف ومحتوى وأنشطة ووسائل ومواد تعليمية متكاملة في تتابع تكتيكي، ووفق الأسس التربوية والعلمية واستراتيجيات التعلم الحديثة.


6- التجريب


للتأكد من سلامة المنهج المطور، قبل التصميم وذلك لمعرفة نواحي القوة لتدعيمها، وجوانب الضعف لمحاولة تجنبها.


7- التقويم


وهذه المرحلة للحكم على مدى نجاح أو فشل عملية تطوير المنهج، أو المنهج المطور ذاته، مع تشخيص الواقع الحالي من خلال التجريب وذلك لتأكيد الدور الرئيس لاتخاذ القرارات، والحصول على تغذية راجعة.


8- التنقيح :


وبمراجعة المنهج ف
ي ضوء التقييم يتم التنقيح، وإخراجه في صورته النهائية.


9- متابعة:


وهى مرحلة متابعة المراحل السابقة أي المتابعة المرحلية، ثم متابعة التنفيذ والتطبيق للمنهج المطور، وهى مرحلة مفتقدة في معظم الجوانب الإدارية والتنفيذية ، العاملة والتربوية.


ويلاحظ أن تسلسل هذه الخطوات قد يعتريه شئ من التغيير وفقاً لاتجاهات القائمين بعملية التطوير وفقاً للظروف المحيطة.


————————–————————–————————

ونلاحظ على مناهجنا المصرية فى الوقت الحالى أنها تفتقد للكثير من الخطوات مما ينتج منهجا مهلهلا، فهناك فجوة بين المقررات الدراسية والخبرات المطلوب اكتسابها من المتعلمين، وأيضا بين الأنشطة المصاحبة والأهداف التى نرغب فى إكسابها للمتعلم والتى نريد بها إحداث تغيرات فى سلوك وشخصية الطالب ( المتعلم ).


فعلى السادة المسؤولين والتربويين تطوير المناهج التعليمية لتوافق العصر وتُحدث أثرا إيجابيا فى سلوك المتعلمين مع أهمية وضع أنشطة تعتمد على طرق تدريس متميزة ( حل المشكلات – طريقة المشروع – طريقة الوحدة – طريقة التدريس الجمعى)


أتمنى من الله الخير لمصر ولشعبها، وأيضا أتمنى أن تشعر القيادة السياسية بأهمية التعليم وتخطو بهمة وسرعة نحو تطويره لأنه هو السبيل لرقى الوطن.

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة