الطريق إلى الكعبة .. أضخم عمليات لوجيستية في التاريخ

كتب / عصام خليفة

المعجزة اللوجيستية الحقيقية التي تتكرر سنويا منذ آلاف السنين ألا وهي الحج.. كل هذه الملايين التي جاءت من كل فج عميق.. لغات مختلفة، ثقافات مختلفة، مرجعيات مختلفة، مذاهب مختلفة، جنسيات مختلفة، الشيء الوحيد الذي يجمع كل هؤلاء هو الإيمان بالله الذي يجمع كل هؤلاء هو (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

مطلوب من السلطات السعودية استقبال كل تلك الملايين بالمطارات والمواني والمعابر

مطلوب نقلهم حسب مواعيد وصولهم إلي مكة أو المدينة حسب ترتيب الرحلة..

مطلوب تسكين كل هذه الملايين بفنادق مكة أو المدينة

مطلوب توفير الماء والطعام والقيام بالخدمة والنظافة

ومطلوب توفير شبكة صرف صحي وتجهيز الطرق والأنفاق والكباري

مطلوب نقل كل هذه الملايين سواء الموجودة بالمدينة أو مكة إلي (مني) في وقت واحد ثم نقلهم إلي (عرفات) مرة ثانية ثم إلي (الجمرات) ثم إلي (مكة) ثم إلي المطارات والمواني والمنافذ والمعابر للعودة إلي ديارهم.

إلي كل خبراء اللوجستيات والإمداد والتموين إلي كل عمالقة النقل واقتصادياته أدعوهم جميعًا إلي دراسة تلك المعجزة اللوجستية التي تتم كل عام في هدوء وسكينة في رحاب الأراضي المقدسة، أي خبرة تلك التي تقوم بهذا العمل الجبار في هذا الوقت القياسي لهذا العدد الرهيب؟ أية خطة تلك التي تضم بين تفاصيلها ملايين المفردات؟

لقد أجمع علماء اللوجستيات أن الحرب العالمية الثانية شهدت أعظم عمليات لوجستية في التاريخ ونقول لكل هؤلاء إن أعظم عملية لوجستية في التاريخ هي اللوجستيات المكية المقدسة

ملايين البشر.. ثقافات متعددة.. عرقيات متعددة.. قوميات متعددة.. لغات متعددة.. مستويات متعددة

لا يجمعهم إلا وحدة الغاية ووحدة الوسيلة، غايتهم هي غفران الذنوب وفتح صفحات جديدة في علاقاتهم مع خالقهم ووسيلتهم هي أداء مناسك الحج في هذا الصعيد الطاهر

فمن يحرك هذه الجموع ومن ينظمها ومن يرضيها ومن يفسح لها الطريق؟

إن هذه الملايين لتحتاج إلي معجزة حقيقية كي تؤدي مناسكها كل حسب مذهبه ورؤاه وثقافته ولغته ومرجعياته!

وإذا أمعن الباحثون النظر لوجدوا العديد والعديد من الدروس والعبر والعظات تفيد كل الباحثين والدارسين والعلماء، هناك معجزة لوجستية حقيقية تجري علي أرض مكة المكرمة

فهل يتم فتح الملف من المختصين

كل سنه وانتم طيبين

عيد اضحى مبارك