مشكلات وحلول . طريقة المقاعد الدوارة في الفصول تقضي على صراع التختة الأولى
عبدالله العزازي
بقلم / محمد زهران
مع بداية كل عام دراسي هناك مشكلة رئيسية يثيرها أولياء الأمور ، وهي جلوس أبنائهم في أول مقعد في الفصل ، خاصة المقعد الأول في الصف الأوسط أمام السبورة مباشرة ، ليكون أمام المعلم أو أمام المعلمة
ومن وجهة نظر أولياء الأمور أن التلميذ الذي يجلس في المقعد الأول هو الذي يلقى اهتمام المعلمة ، ويُتابع الشرح والمكتوب على السبورة أفضل من الذين يجلسون في الصفوف الخلفية ، ويكون من الأوائل والمتفوقين ، وهذا نوع من التميز يحرص عليه معظم أولياء الأمور ، إن لم يكن جميعهم ، ويحدث صراعات ومعارك بين أولياء الأمور في أول يوم في الدراسة لحجز المقاعد الأولى ، فأولياء الأمور يذهبون في أول يوم في الدراسة مبكرين لحجز المقعد الأول ، وهناك وساطات وخناقات وضغوط نفسية على المعلمة خاصة في الصف الأول الابتدائي ، فكل أولياء الأمور يطالبون بالمقعد الأول ، بل وتصل الأمور إلى نزاعات بين العائلات ، وحالات طلاق وخصومات خاصة في القرى ، بل وأصبح في ثقافة جميع المجتمعات أن التلميذ الذي يجلس في المقاعد الأخيرة هو التلميذ البليد !!!
– وهذه المشكلة هي سبب الكوارث والاعتداءات التي تحدث من أولياء الأمور على المدرسين ، نتيجة عدم قدرة المعلم أو المعلمة على تحقيق رغبة جميع أولياء الأمور في جلوس أبنائهم في المقاعد الأولى من الفصل .
– لذلك كانت فكرة المقاعد الدوارة ، بحيث لا يتم تخصيص مقعد بعينه لأي تلميذ من التلاميذ ، ولكن يتم تبادل جلوس التلاميذ على جميع مقاعد الفصل .
طريقة المقاعد الدوارة :
تقوم على ترقيم جميع مقاعد الفصل بنفس طريقة ترقيم لجان الامتحانات ، ولكن كل مقعد سيحمل رقماً واحداً فقط ، فلو الفصل به 18 مقعداً ، سنبدأ الترتيب من آخر الفصل بداية من رقم : 1 – 18 ، ونترك التلاميذ يجلسون في أول يوم في الدراسة بحرية دون تدخل أولياء الأمور أو المعلمين ، ويتم تسجيل أسماء التلاميذ أمام رقم المقعد الذي يجلسون عليه في سجل مخصص لهذا الأمر ، ويتم تخصيص أسبوع لكل مقعد ، ومع بداية كل أسبوع يُسكن التلاميذ في مقعد جديد بالترتيب و بالتناوب ؛ أي التلاميذ الجلوس على المقعد رقم ( 18 ) آخر مقعد في الفصل يُسَكَّنوا مكان التلاميذ الجلوس على المقعد رقم ( 1 ) ، ويحل التلاميذ الجلوس على المقعد رقم ( 1 ) مكان التلاميذ الجلوس على المقعد رقم ( 2 ) ، والتلاميذ الجلوس على المقعد رقم ( 2 ) ينتقلون للجلوس على المقعد رقم ( 3 ) ، وهكذا …
وفي نهاية الأسبوع الثامن عشر يكون جميع الطلاب جلسوا على جميع مقاعد الفصل ، ثم تبدأ دورة جديدة بنفس الآلية من خلال السجل المخصص للمقاعد الدوارة ، ويكون هذا السجل مع المعلم رائد الفصل ، ويتم الاحتفاظ بهذا السجل لنهاية المرحلة ، وكل عام تبدأ دورة تبادل المقاعد من حيث انتهى العام الماضي .
– وفي حالة شكوى طالب أو أكثر من ضعف النظر ، فعلى ولي الأمر توقيع الكشف الطبي بمعرفة القوميسيون ، ويتم تخصيص المقعد الأول لهذه الحالات ، وتسير دورة المقاعد في مسارها السابق ، وتستثنى هذه الحالات الخاصة ، حتى لا يحدث خلل في هذه الدورة .
فوائد المقاعد الدوارة كثيرة :
– القضاء على الصراعات والمشاكل التي تحدث كل عام بين أولياء الأمور والمعلمين ، والتي ينتج عنها الاعتداءات والتطاول والأزمات التي تتفاقم والاشتباكات التي تحدث بين جميع الأطراف .
– تحقيق العدالة بين جميع التلاميذ ، فلا يتم تمييز تلميذ على آخر في الجلوس في المقعد الأول حتى لو كان ابن مُعلمة أو مُعلم .
– تنمية الانتماء للمكان في نفوس التلاميذ ، ففي حالة تخصيص مقعد لكل تلميذ ؛ يكون التلميذ حريصاً على نظافة مقعده هو فقط ، ويحافظ على مقعده هو فقط ، بل يدفعه الحقد على زملائه الذين يجلسون في المقاعد الأولى ، أن ينتظر أن تسنح له الفرصة ولا يراه أحد ويُتلف مقاعدهم ، ويلقي الورق وغيره من القمامة أسفل مقاعدهم ، لكن في حالة تبادل المقاعد ، يعتبر كل تلميذ الفصل كله ملك له ، لأنه سيجلس على جميع المقاعد .
– ومن الناحية النفسية : التلميذ الذي يُخَصَّص له المقاعد الأخيرة أو التي بجوار الحائط طوال العام ؛ يكون بالفعل محبطاً ، وكارهاً للدراسة ، يختلف الأمر لو تبادل التلاميذ الجلوس على جميع مقاعد الفصل ؛ فتختلف رؤية التلميذ للسبورة ولزملائه وللمعلم ، فمرة يجلس إلى جوار الحائط ، ومرة إلى جوار شباك الفصل ، ومرة أخرى إلى جوار الباب ، ومرة في مواجهة المعلم والسبورة ، فترتفع معنوياته ، نتيجة تغيير مكان الجلوس في الفصل .
*** فطريقة المقاعد الدوارة سهلة وبسيطة ، وستحقق نتائج كبيرة ومفيدة ، وسيتم القضاء على أغلب مشاكل وصراعات أولياء الأمور واصطدامهم بالمدرسين