اللهم انصر إخواننا في فلسطين ❤️🇵🇸🇵🇸

التعليم الفنيمقالات تربوية

التعليم الفنى ما بين التطوير والتصوير

بقلم / حربى العامرى

إن المتأمل لحال التعليم الفنى فى مصر يجد انه فى حاله لا يرثى لها.

فدعونا نعترف فى البداية ان هناك حاله من عم الرضى من المجتمع والمهتمين وحتى بعض المسؤلين عن حال التعليم الفنى ومخرجاته وذلك منذ فترة طولية مع العلم ان هناك جهات كانت تعمل وتنفق كثير من الاموال من اجل تطوير التعليم الفنى ولكن لم يشعر المجتمع بكل ذلك فكانت هذه الجهود من اجل التصوير والشو الاعلامى وفقط دون نتيجه ملموسه على ارض الواقع .

ولكن وبعد التغيرات السياسية التى حدثت فى مصر فى الفترة الاخيرة تغيرت النظره للتعليم الفنى وظهرت اصوات كثيرة تطالب بتطوير حقيفى وواقعى للتعليم الفنى الذى يعد القاطرة التى سوف تجر اقتصاد البلد المنهار وتصل به الى بر الامان كما حدث فى كثير من دول العالم التى تشبهنا فى نفس الظروف الاقتصاديه والاجتماعيه .

فظهر هذا التغيير على المستوى الرسمى فاستحدثت الدولة وزارة جديدة خاصة بالتعليم الفنى وكانت هذه الخطوة من انجح الخطوات التى مر بها التعليم الفنى منذ انشاءه وتم تكليف الدكتور محمد يوسف وزيرا لها ذلك الرجل الهمام صاحب الرؤية والنظرية وابن المؤسسة العريقه المقاولون العرب .

فبدأ الرجل يعمل على تكوين هيكل خاص بالوزارة الوليدة والامل يملأ قلبة وقلب كل ابناء التعليم الفنى فى تطوير التعليم الفنى وابنهوض به وبكل العاملين به والقضاء على الفجوه بين متطلبات سوق العمل وبين مخرجات هذا النوع من التعليم

وفى ظل هذا الجو المليء بالحماس للعمل استيقظ الوزير ومعه ابناء التعليم الفنى والمجتمع باثره على فاجعه بكل ما تعنيه الكلمة وهو خبر الغاء الوزارة واعادة ضمها مرة اخرى لوزارة التعليم هذا القرار الذى لا يعرف احد لماذ اتخذ رجع التعليم الفنى سنين للوراء ….

ولكن فى ظل هذا الوضع اراد الله الا تنطفىء طاقة النور للتعليم الفنى فكان قرار تولى الدكتور احمد الجيوشى لشؤون التعليم الفنى ذلك الرجل من ابناء وقيادات التعليم الفنى والذى عرف عنه اخلاصه الشديد للتعليم الفنى ورؤية الحكيمه والمتطورة فاخذ على عاتقه منذ اللحظه الاولى المهمة الثقيلة فراح يفتش عن الطريق الامثل للنهوض بالتعليم الفنى فتواصل مع الجميع عبر القنوات الرسمية وغير الرسميه للتواصل مع فعقد المؤتمرات وورش العمل وجمع فيها كل المسؤولين والمعنيين والمهتمين بالتعليم الفنى واستمع للجميع فى العديد من الموضوعات مثل تطوير المناهج ونظام القبول والعمال ومشروع راس المال والتعليم المزدوج وسد العجز وغيرها من الموضوعات من اجل صياغة رؤية مشتركه للانطلاق

واتخذ العديد من القرارات العاجل لحل بعض المشكلات على ارض الواقع واخذ فى تطوير المناهج بنظام مبنى على الجدارات كما هو معمول به فى كثير من الدول المتقدمه وساهم مع الخبراء والمعنيين والمهتمين فى وضع منهج لمدرستين لللوجستيات فى بورسعيد والاسماعلية وسوف يبدء العمل بهما هذا العام.

وعلى جانب اخر من جوانب التطوير تعمل الوزارة فى برامج للتطوير مع الجهات المانحة من بعض الدول مثل المعونه الامريكية فى مشروعات الميوسيا والوايز وغيرها من المنظمات التابعة لها ومع الاتحاد الاوربى فى التيفيت 1؛2 من اجل تطوير المناهج التعليمية وقد بذلت هذه المنظمات جهود كبيرة وانفقت اموال كثيرة من اجل التطوير..

الا ان هذة الجهود لم ترى النور بالمعنى الحقيقى والدليل على ذلك لم يلمس المجتمع تغييرا كبيرا فى حال التعليم الفنى او لم يشعر بهذا التطوير الذى يحدث…..

ولعل من اهم الاسباب والمعوقات التى ادت لذلك هى :-

1-عدم وجود التنسيق الكافى بين هذه الجهود فكل جهه تعمل فى جزر منعزله عن الاخرى.
2-قلة اخلاص عند بعض المشاركين فى التطوير مع عم رغبة البعض فى احداث تغيير حقيقى.
3- اعلاء المصالح الشخصية عل حساب المصلحه العامة لى البعض.
4- عدم وضع هذه الجهود فى الاطار الصحيح لها وبالتالى لا تستمر.
5 – ربط التطوير بشخص المسؤول فاذا تغير المسؤول توقف التطوير.
6- اقتصار عملية التطوير عل نوعية ومجموعه واحدة من نوعيات التعليم الفنى.
7- عدم وجود خطة شاملة وواضحة مبنية عل تخطيط علمى سليم ومدروسة من كافة الجوانب الفنية والعلمية والمالية.
8- محاولة تطبيق بعض تجارب الدول المتقدمه فى التطوير كما هى دون مراعاة لظروف وامكانات المجتمع المصرى وعدم اشراك كل المعنيين فى برامج التطوير.
9- عدم وجود تواصل فعال بين المشاركين فى التطوير وبين الجهات الرسمية على المستوى التنفيذى مما يصعب من تنفيذ برامج التطوير على ارض الواقع.
10- عملية اختيار المشاركين فى التطوير تتم بصورة غير مدروسة ومبنية على المعارف والواسطه والمحسوبية مما يؤدى الى ان بعض المشاركين يكونوا دون المستوى.
11- طغيان الذاتية من بعض المشاركين من اجل تحقيق مجد شخصى على حساب الموضوعية فى تناول عمليات التطوير.
12- اصتدام بعض عمليات التطوير ببعض القوانين والقرارات يجعل تنفيذ التطوير امر صعب.

هذه رؤية بسيطة للاجابة على بعض التساؤلات المطروحه عن هل هناك تطوير حقيقى يتم فى التعليم الفنى ام هو من اجل التصوير والعرض على المواقع من اجل الشو الاعلامى وكفى؟ ارجوان تكون الرؤية واضحة والاجابة كافية .

وفى النهاية اضع هذه الرؤية امام الجميع للمساعده للتغلب على العقبات وتصويب الاخطاء من اجل تطوير حقيقي ينال كل اطراف واركان منظومة التعليم الفنى.

ولا يسعنى فى ختام الحديث الا ان اشكر كل مخلص يعمل من اجل هذا البلد بصفه عامه والتعليم الفنى بصفه خاصة مسؤولا كان او معنيا او مهتما وشكرا

إظهار المزيد

عبدالله العزازي

مدير التحرير .. باحث بالدراسات العليا قسم التربية الخاصة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

تم إكتشاف مانع الإعلانات في متصفحك

برجاء تعطيل مانع الإعلانات لتصفح الموقع بشكل أفضل وكذلك دعم الموقع في الإستمرار، بعد التعطيل قم بعمل إعادة تحميل (Refresh) للصفحة