الأهداف السلوكية وكيفية صياغتها

بقلم / أنور عمارة
بقلم / أنور عمارة

(1) الأهداف وكيفية صياغتها :

ما معنى الأهداف ؟ وما فائدتها في العملية التعليمية ؟ وما أنواعها ؟ وكيف يمكن صياغتها بصورة سلوكية ؟ وما مجالات الأهداف السلوكية ؟ وما الأفعال السلوكية لكل مجال ؟ .

عُرف الهدف بأنه وصف للتغير السلوكي الذي نتوقع حدوثه في شخصية التلميذ نتيجة مروه بخبره تعليمية وتفاعله مع موقف تعليمي .

فالعبارات والجمل التي تصف التغييرات أو النواتج المرتقبة والمتوقع حدوثها في المتعلمين تسمى أهدافاً .

فالهدف هو تعبير عن مخرجات التعليم أو غاية العملية التعليمية .

وقد ذكر التربويون وظائف عديدة للأهداف منها :

* تسهيل اختيار محتوى المادة الدراسية .

* تسهيل اختيار طريقة التدريس المناسبة .

* تسهيل اختيار أساليب التقويم المناسبة .

* تحفز الطلاب على التعلم لأنها تعمل كدافع للسلوك .

* تساعد الأهداف المعلم على تحليل العملية التعليمية .

* تعمل الأهداف كدليل أو مرشد للمعلم ، فيهتم بالجوانب التي تستحق الاهتمام .

وللأهداف التربوية مستويات مختلفة ، فهناك الأهداف العامة وهي : الأهداف التي تهتم بمخرجات التعليم على المدى البعيد ، وهناك الأهداف التدريسية الخاصة التي تهتم بمخرجات التعليم على المدى القصير ، وإذا ما صيغت الأهداف التدريسية الخاصة بطريقة محددة أصبحت أهدافاً سلوكية .

ويعتبر صياغة الأهداف السلوكية من أبرز المشكلات التي تواجه كثير من المعلمين مع أنهم في حاجة ماسة إليها عند تحضير الدروس فما معنى الهدف السلوكي ؟ وكيف يمكن صياغته ؟ .

الهدف السلوكي : هو أصغر ناتج تعليمي سلوكي ( لفظي أو غير لفظي ) متوقع حدوثه لعملية التعلم ويمكن قياسه .

ويتكون الهدف السلوكي من :

( 1) ( 2 ) ( 3 ) (4) (5) (6)

أن + فعل سلوكي + المتعلم + المصطلح العلمي + الحد الأدنى من الأداء + ظروف تحقيق الهدف

مثال : أن / يؤدي / المتعلم / مهارات الصلاة / بإتقان / من خلال التطبيق العملي

ومن المتفق عليه أن رقمي (5) ، (6) لا يكاد يذكران أثناء صياغة الأهداف تجنباً للتكرار على اعتبار أنهما في دائرة الاهتمام ضمنياً ، كما أنه من المقترح تجنب تكرار الطلاب وحذف أداة التوكيد عن طريق الصياغة التالية :

يتوقع من الطالب أن :

• يحدد القبلة .

• يؤدي مهارات الصلاة .

شروط صياغة الأهداف السلوكية :

* الوضوح والتحديد :

فالمعلم يحدد بالضبط ما الذي يريده من طلابه ، فلا يصح أن يضع هدفاً عاماً أو مبهماً لا يسهل قياسه .

* إمكانية القياس أثناء الدرس :

فلا بد من قياس مدى تحقق الهدف في زمن محدد مثال / أن يعدد المتعلم أركان الإيمان .

فيناقش المعلم الطلاب ويسألهم عن هذه الأركان .

* البساطة وعدم التعقيد :

بمعنى أن تقتصر صياغة الهدف السلوكي على جانب واحد ، بعيدا عن التعقيد وعدم البساطة :

مثال : أن يعدد المتعلم مزايا العقيدة الإسلامية ويقارنها مع غيرها .

والصواب : يتوقع من المتعلم أن :

• يعدد مزايا العقيدة الإسلامية .

• يقارن بين العقيدة الإسلامية وغيرها .

* عدم التداخل بين الأهداف السلوكية :

فقد يكتب المعلم هدفاً سلوكياً صحيحاً ثم يضيف هدفاً سلوكياً آخر صحيحاً ، ولكن عند التدقيق يكتشف أن أحدها يحتوي على الآخر .

• أن يقارن المتعلم بين نظام الحكم في الإسلام وغيره من الأنظمة .

• أن يقارن المتعلم بين الشورى في الإسلام والشورى في الأنظمة الأخرى .

لأن الشورى تدخل ضمن نظام الحكم .

مجالات الأهداف السلوكية :

يعتبر تصنيف ( بلوم ) للأهداف السلوكية من أشهر التصانيف المعروفة ، وقد صنفها إلى المجالات الثلاثة التالية :

(1) المجال الإدراكي أو العقلي أو المعرفي : ويشمل الأهداف التي تتناول وتذكر المعرفة وإدراكها وتطوير القدرات والمهارات الذهنية .

(2) المجال الوجداني أو العاطفي أو الانفعالي ، ويشمل الأهداف التي تصف التغيرات في الاهتمامات والموقف والاتجاهات والقيم وتنمية التقدير والتكيف .

(3) المجال النفس حركي أو مجال المهارات : ويمثل الأهداف التي تركز على إحدى المهارات العضلية أو الحركية أو التي تتطلب معالجة بارعة لبعض المواد أو الأشياء أو بعض الأعمال التي تتطلب تنسيقاً عصبياً عضلياَ .

المجال المعرفي

ويتكون من ستة مستويات هي :

1 ) مستوى الحفظ والتذكر : ( حفظ وتذكر الأشياء )

أفعاله السلوكية : أن يعرف ، أن يصف ، أن يحدد ، أن يتذكر ، أن يختار ، أن يسترجع المعلومات ، أن يذكر ، أن يعدد .

2 ) مستوى الفهم والاستيعاب ( ترجمة المعلومات وتفسيرها واستنتاجها )

أفعاله السلوكية : أن يحول ، أن يترجم ، أن يوضح ، أن يفسر ، أن يفرق ، أن يميز ، أن يعطي أمثلة ، أن يعلل ، أن يلخص

3 ) مستوى التطبيق ( تطبيق المعلومات في مواقف جديدة )

أفعاله السلوكية : أن يطبق ، أن يعمم ، أن يطور ، أن يستعمل ، أن يصنف ، أن يعدل ، أن يبرهن ، أن يتنبأ ، أن يبرهن ، أن يرسم .

4 ) مستوى التحليل : ( تجزئة المعرفة إلى عناصرها مع إدراك العلاقات بينها )

أفعاله السلوكية : أن يحلل ، أن يميز ، أن يوازن ، أن يقسم الموضوع ، أن يبين ، أن يشير إلى ….

5 ) مستوى التركيب : توحيد المعلومات الجزئية ذات العلاقة في كليات .

أفعاله السلوكية : أن يركب ، أن يؤلف ، أن يقترح ، أن يخطط ، أن يصمم ، أن يعدل ، أن يشتق ، أن يعيد تنظيم شيء ما ، أن يستلخص .

6 ) مستوى التقويم : ( القدرة على التقويم وإصدار الأحكام )

أفعاله السلوكية : أن يحكم ، أن يقوم ، أن يناقش ، أن يقارن .

وعلى كل حال فإن المجالات السابقة ( المعرفي ، والوجداني ، والمهاري ) متداخلة مع بعضها البعض بشكل يصعب معه تجزئتها عملياً ، لكن تنفرد الجوانب الانفعالية بصعوبة قياسها وتقويمها في زمن قصير كالدرس مثلاً إلا في نطاق ضيق .

Exit mobile version